١٤ تموز – القديس أكيلا الرسول – القدّيس الشهيد يوستس الروميّ – القدّيس أبينا الجليل في القدّيسين يوسف رئيس أساقفة تسالونيكي

November-8-2018

القدّيس يوسف

القدّيس يوسف هو الأخ الثاني للقدّيس ثيودوروس الستوديتي. ولد حوالي العام 761م. تلّقى تعليمًا ممتازًا. بتأثير خاله القدّيس أفلاطون ترهّبت أمّه وأخته في دير في القسطنطينية فيما انصرف هو ووالده وأخواه وآخرون من العائلة إلى ساكوذيون في جبل الأوليمبوس البيثيني، وهو ملكية عائليّة، فحولوه ديرًا.

ازدهرت الشركة بالنعمة الإلهيّة والعناية الحكيمة للقدّيس أفلاطون، وإذ كان يوسف غيورًا في الأتعاب النسكيّة استبان كثيودوروس ثان. غير أن سلام رجال الله اهتزّ عندما طلّق الأمبراطور امراءته الشرعية واقترن بنسيبة لثيوكتيستا والدة القدّيس يوسف في العام 795م. فاحتجّ الرهبان باسم تراث الكنيسة والقوانين المقدّسة وردوا كلّ محاولات الملك لمصالحتهم. وإذ امتنعوا عن تحية الأمبراطور، خلال زيارته لمنابع المياه المعدنيّة الحارة في بروسا، عمد الأمبراطور إلى محاصرة الدير بالعسكر وحجز العديد من الرهبان الذين كان بينهم أفلاطون وثيودوروس ويوسف، في حصن الكاتار. أمّا وثيودوروس ويوسف فجُلدا ورُحلا إلى تسالونيكي مع أبيهما وعشرة رهبان. وقد تمكّنت ثيوكتيستا من الوصول إلى السجن وضمدّت جراح والديها كما انضمّت إليهما في الطريق إلى المنفى وشجعتهما على مكابدة المحن من أجل الحقّ. وبعد رحلة شاقة دامت 36 يوم سيرًا على الأقدام وصل في عيد البشارة إلى تسالونيكي حيث استقبلهما الحاكم ورئيس الأساقفة توما بلياقة، ولكن لم يطل بهما المقام هناك حتّى وصل أمر ملكيّ بفصل المعتقَلين أحدهما عن الآخر. ورغم ذلك تمكّنا من التواصل بالرسائل. لم تدم فترة الأسر طويلاً، فإثر سقوط قسطنطين السادس واستلام أمّه زمام السلطة أُطلق سراح المنفيين وعادا إلى ساكوذيون، لم يجدا السلام في الدير لأنّ البلاد كانت عرضة لغزوات البربر، فتحوّلا إلى القسطنطينة واستقرّا في دير الستوديون المهجور، وعاش يوسف في طاعة أخيه منشغلاً في تأليف الأناشيد التي بقي الكثير منها في كتب الليتورجيا.

ثم إنّ ترقية القدّيس نيقيفوروس من الرتبة العامية إلى الكرامة البطريركيّة، بأمر الأمبراطور، عادت فأجّجت صراع الستوديّين مع السلطة من أجل الدفاع عن حقوق الكنيسة والشرع الكنسيّ. فقد عارض ثيودوروس وأفلاطون الانتخاب وسجنا بضعة أيام، إلى أن اعترفا بالبطريرك، وحدث بعد ذلك مشاكل بين الأمبراطور ورهبان دير الستوديتي فسجن مرّة أخرى أفلاطون وثيودوروس في دير القدّيس ماما ورُحّل يوسف إلى جزيرة لأنّه أقام قدّاسًا في دير ستوديون دون إذن البطريرك.
بعد وفاة الأمبراطور نيقيفوروس وصل الأمبراطور ميخائيل الأول إلى سدّة الحكم فسمح بمصالحة الستوديّين والبطريرك نيقيفوروس. وأصبح ثيودوروس مستشار الأمبراطور واستردّ يوسف كرسيّه الأسقفي على تسالونيكي. ومع عودة حرب الإيقونات إلى الواجهة بقيادة الملك لاون الأرمنيّ انتُزع الأسقف يوسف من رعيّته وتلقّى أمرًا بالإعتزال في ساكوذيون حيث أمكنه إقامة مراسلات مع أخيه الذي نُفي إلى ماتوبا. وفيما بعد رحّل إلى جزيرة في عمق الشتاء وكابد هناك مشاق النفي بفرح بسبب المراسلة مع أخيه، ولمّا نقل إلى حصن البيزون حيث بقي إلى رقاد الملك لاون الأرمنيّ. ولمّا تبوّأ الملك ميخائيل الثاني العرش أصدر عفوًا عن كلّ المعترفين فأمكن ثيودوروس ويوسف أن يعودا من المنفى تلك السنة. غير أنّ دخول ستوديون بقي محظّرًا عليهما. وإذ ألزمتهما غزوة عربيّة أن يغادرا محل إقامتهما، توجّها إلى جزيرة برانكيبو. لم يكن القدّيس يوسف موجودًا عندما رقد أخوه في العام 826م. وإذ عادت الهجمة على الإيقونات فاستعرت في عهد الأمبراطور ثيوفيلوس، نفي يوسف إلى بلدة بعيدة في تساليا وحُرم حتّى مما هو ضروري. هناك أسلم روحه لله في العام 832م. وقد قيل أن جسده تُرك دون دفن في مكان مشجّر رطب. ثمّ بعد ذلك بإثني عشر عامًا نجح القدّيس نوكراتيوس في إيجاد بعض بقاياه التي نُقلت باحتفال مهيب إلى القسطنطينية مع رفات القدّيس ثيودوروس. وقد وضعت رفات الأثنين في مدفن القدّيس أفلاطون في كنيسة ستوديون.

القدّيس الشهيد يوستوس الروميّ القرن الأول م

إنّه القدّيس يوستوس من مدينة رومية. كان جنديّاً في فوج النورمايّين، خاضعاً لأوامر القاضي العسكريّ كلوديوس.

حدث في يوم كان راجعاً فيه، من حملة ضدّ البربر، أنّه دخل في انخطاف ورأى صليباً كالبلّور خرج منه صوت علّمه أسرار الإيمان بالمسيح. وهكذا وبعدما عاد إلى رومية من حملته تلك، قام بتوزّيع كلّ خيراته على الفقراء. وعلى الرغم من أنّه لم يبق له شيء، فإنّه كان ممتلئاً فرحاً لا يوصف إذ كان في حوزته كنز الإيمان بالمسيح.

مّا علم كلوديوس بهداية عميله دعاه ونصحه أن يفكّر مليّاً، في قراره. لكن وبعد أن وجده ثابتاً في تصميمه أرسله إلى الحاكم مغنانتيوس حاملاً له رسالة يشرح له فيها الوقائع.

عمد هذا الأخير إلى استجواب القدّيس فوجده لا يتزعزع في اعترافه بالمخلّص فأمر بجلده. ثمّ غطّوا رأسه بقبّعة معدنيّة حامية ومدّوه على مشواة.

وبمعونة الله، صبر على كلّ أعمال التعذيب التي أُنزلت به ممجّدًا الله شاكراً إياه على نعمه. أخيراً ألقوه في أتون محمّى، فلفظ أنفاسه دون أن تحترق شعرة من رأسه.

القديس نيقوذيموس الآثوسي

ولد سنة 1749م في جزيرة ناكسوس في أرخبيل السيكلاذيس. أعطاه أبواه، في المعمودية، اسم نيقولاوس وأحالوه على كاهن القرية ليتعلّم القراءة. كان ينصرف عن اللهو إلى القراءة. امتاز بذكاء حاد وذاكرة غير عادية سمحت له بتسجيل كلّ ما يقرأ للحال وترداده بلا خلل ساعة يشاء. أرسا إلى إزمير في عمر السادسة عشرة ليتتلمذ على المعلم إيروثاوس في المدرسة الكتابيّة. أحبّه الجميع لوداعته وأخلاقه الحميدة. بالإضافة إلى الاداب والعلوم المقدّسة تلقّن اللاتينيّة والفرنسيّة وأضحى خبيرًا في اليونانيذة القديمة، الأمر الذي سمح له بملء المهمة التي أعدّه الله لها وهي جعل الذخائر تراث الكنيسة في متناول الشعب اليونانيّ الأرثوذكسيّ المقموع.

بعد أربع سنوات من الدراسة في إزمير، وبعدما ذبح الأتراك اليونانيين في تلك الأنحاء اضطر نيقولاوس للعودة إلى وطنه ناكسوس. هناك التقى الرهبان غريغوريوس ونيفون وأرسانيوس فتحرّك في نفسه محبّة الحياة الرهبانيّة ودفعه إلى تعاطي النسك والصلاة الداخليّة. وتعرّف إلى الناسك الشهير سيلفستروس القيصريّ الذي كان يعيش في قلاية منعزلة على مسافة قليلة من المدينة، فقرّر أن يبحر إلى جبل آثوس. دخل إلى دير ديونيسيوس واتخذ اسم نيقوديموس وصار نموذجًا لكلّ الأخوة في حميّة الصلاة والنسك والخدم التي كان يتمّمها من دون تذمّر. وبعد سنتين غادر إلى الجبل المقدّس واعتزل في كارياس وبعد أن تقدّم في الحياة الروحيّة عاد إلى دير ديونيسيو، لكن شوقه لحياة التأمل والصلاة أعاده إلى الجبل المقدّس وتنسّك في منسك على اسم القدّيس أثناسيوس وكان ينسخ فيه المخطوطات سدًّا لحاجاته المعيشيّة وأنجز كتابًا تحت عنوان “كتاب النصائح الطيّبة” في شأن حفظ الحواس والأفكار وعمل الذهن وكان قد بلغ الثانية والثلاثين، وكان عندها قد سكن في جزيرة قاحلة فواجه هجمات عنيفة للأبالسة.

بعد سنة من الإقامة في جزيرة سكيروبولا عاد نيقوديموس إلى آثوس واقتبل الاسكيم الرهبانيّ الكبير وانكب على الكتابة وتعليم الأخوة. واهتّم بنشر ترجمة الأعمال الكاملة للقدّيس سمعان اللاهوتي الجديد. وفي حياته راجع شرحًا مسهبًا لرسائل بولس وللرسائل الجامعة. كما كان مهتمًّا بتربية شعب الله فوضع لأجل ذلك موجز حول الأخلاق المسيحيّة الحميدة. وساءت صحته كثيرًا نتيجة النسك المتشدّد الذي فرضه على ذاته وهو لم يكن قد تجاوز السابعة والخمسين وأصيب بعدّة أمراض ومنها النسيان لبعض الصلوات التي أصبح يردّدها بصوت عال. وفي 14 تموز 1809 استودع السيد نفسه.

الطروبارية

أيها الرسول القدّيس أكيلا، تشفّع إلى الإله الرّحيم، أن يُنعم بغفران الزلاّت لنفوسنا.

GoCarch