١٤ كانون أول – تذكار القدّيسين تيرسس ولوقيوس وكلينيكوس والقدّيسين أبولونيوس وفيليمون وأريانوس والبار دانيال.

March-3-2019

القدّيسين الشهداء أبولونيوس وفيليمون وأريانوس وحراسه الأربعة
في العام 305 أوقف سبعة وثلاثون مسيحيًّا من مدينة الطيبة المصريّة أمام القاضي أريانوس لمحاكمتهم. بين الموقوفين كان شاب اسمه أبولونيوس الذي خاف ان يواجه الموت فدفع مالاً لأحد جلاديه واسمه فيليمون الذي لبس ثوبه وقدّم عنه ذبيحة للأوثان، غير أن فيليمون عندما وصل أعلن إيمانه بالربّ يسوع وأنّه لا يرضى عنه إلهًا بديلاً.
وتقدّم فيليمون من القاضي وأعلن تخليه عن عبادة الأوثان وإعتناقه الإيمان المسيحي فاقتاده للتعذيب والموت. وعندما رأى ما حدث أبولونيوس أعترف هو أيضًا بإيمانه بالربّ يسوع من دون خوف، وزال من قلبه كلّ أثر للتردّد، فصدر القرار بقطع رأسه مع رفيقه فيليمون. وأمّا الحاكم أريانوس فكان أصيب بالعمى فذهب بعد استشهاد القدّيسين إلى قبرهما وأخذ تراب عن القبر ومزجهم بالماء ووضعه على عينيه فكان ان استردّ بصره فآمن بالرب مع حراسه الأربعة واعتمدوا. ولم يطل الوقت حتّى جرى القبض عليهم وألقوا في أكياس في البحر وهكذا أكمل الجميع شهادتهم.

القدّيس البار دانيال
من مولدافيا في رومانيا، ولد في عائلة فقيرة من رادوتسي، ترهّب في سن السادسة عشرة في دير القدّيس نيقولاوس، كان كاملاً في فقره وطاعته. اعتاد أن يقضي خمسة أيام في الأسبوع لا يتناول شيئًا من الطعام. اعتاد أن يسهر الليل بطوله يتلو كتاب المزاميربأكمله عن ظهر قلب. كان مثالاً للإخوة في الدير في التقوى والصمت والوداعة. أضحى بسرعة إناءً مختارًا لروح الربّ. سيم كاهنًا ونال شهرة واسعة بسبب العجائب التي سرّ الربّ الإله أن يجريها به، وايضًا لموهبة التبصّر لديه. انتقل إلى دير القدّيس لفرانديوس ولبس الإسكيم الكبير واتخذ اسم دانيال بعد أن كان اسمه ديمتري ثم داود. في العام 1450 توغّل في الغابات وحفر لنفسه قلاية في الصخر واستقرّ فيها، كما اتخذ من حفرة ثانية أصغر من الأولى كنيسة. كان ذلك في واد يدعى “بوتنا” في الجزء الشمالي من مولدافيا الحالية. استغرق في صلاة القلب المستمرّة ليل نهار، لم يعتد الخروج من قلايته إلا أيام الآحاد طلبًا للقداس الإلهيّ. منَّ عليه الرب بنعمة الدموع. صار الأب دانيال نموذجًا للحياة الرهبانيّة الكاملة في مولدافيا. في ثمانين من عمره جُعل الأب دانيال رئيسًا لديراسمه فورونتيز. عاش القدّيس إلى سن التسعين، أكرمه الناس قدّيسًا في حياته رقد بسلام ودفن في كنيسة الدير حيث ما يزال إلى اليوم. أعلنت قداسته رسميًّا في 20 تموز سنة 1992م.

القدّيسين تيرسس ولوقيوس وكلينيكوس
استشهد هؤلاء الثلاثة في أيام القيصر الروماني، داكيوس، في حدود العام 250 للميلاد. فإثر قرار ملكي بملاحقة المسيحيين وتوقيفهم وإنزال أشدّ العقوبات بهم إذا ما رفضوا الإنصياع لأوامر قيصر، توجه المدعو كومبريكيوس الوالي إلى نواحي نيقوميذيا ونيقية وقيصرية بيثينيا لوضع القرار الملكي موضع التنفيذ. ولما شاء الوالي أن يضرب المسيحيين من جديد تسبّب في إهراق دماء العديد منهم وبطش بصغارهم وكبارهم، فاحتدت روح الرب في رجل مسيحي من مواطني قيصرية اسمه لوقيوس فتقدّم من الوالي بجرأة ما بعدها جرأة وصرخ في وجهه:” يا أيها الكلب الكلب، حتى متى تسفك الدماء كجدول المياه، ملزما تلاميذ المسيح الودعاء أن يعبدوا الحجارة وقطع الخشب الصماء بصفتها آلهة؟” فنزل كلامه في عيني الوالي وأذنيه نزول الصاعقة. وما أن استردّ وعيه حتى اخذت الدماء في عروقه تغلي فأمر للحال بإلقاء القبض على لوقيوس وتقدّم جلاّدوه وأعملوا فيه ضربا بالسياط شرسا. وإذ لم يقوّ الوالي على لجم هياج نفسه، عفّ عن محاكمة الرجل وفق الأصول وأمر للحال بقطع رأسه فتفّذ الجلاّدون حكمه.
وانتشر الخبر بين المسيحيين بسرعة فراعهم الحدث وأصيبوا بالذعر فلاذوا بالجبال والمغاور. إزاء حالة الفزع العارمة هذه انبرى رجل باسل اسمه تيرسس إلى ساحة التحدّي وفي نيتّه أن يبعث في القوم روح العنفوان والشهادة، فخرج إلى مقر الوالي وطلب مقابلته. ولما دخل عليه التزم أمامه الصبر، بجرأة وهدأة، وسعى إلى إقناعه أنه من الإذلال للناس وهم المتعقلون أن يعبدوا كائنات لا عقل لها وظواهر طبيعية. لكن الوالي لم يكن في وارد الأخذ والرد على صعيد الإقناع والإقتناع. لهذا السبب عاد وكرّر أن المطلوب واحد وهو الطاعة الكاملة لأوامر قيصر. وإذ بدا أن تيرسس استنفد لغة الكلام والوالي لغة الصبر، أمر كومبريكيوس بتقييد الشاهد معصميه إلى رجليه وأسلمه للجلاّدين فانهالوا عليه ضربا لا هوادة فيه، ثم حطّموا كعبيه وفقأوا عينيه وسكبوا رصاصا مذابا على بدنه، غير أن النعمة الإلهية صانت حبيب الله وحفظته ثابتا إلى المنتهى. وحصنّته كما بمجنّ غير منظور. وقد ذكر أن صلاة القدّيس دكّت الأصنام في المكان، ولكن لم يكن الوالي ليعتبر. وإذ تعب ولم ينجح في كسر مقاومة الرجل أشتدّ غيظه، لكنه أعاده إلى السجن ريثما يحشد عليه موجد جديدة من العنف والتعذيب. أما تيرسس فقد ظهر له الرب يسوع المسيح شخصيا وشدّده، وقيل أخذه إلى أسقف المحلة الذي عمّده.
وكان كابد الشهيد المزيد من العذابات المرة على امتداد فترة من الزمن غير محددة إلى أن قضى الوالي وجيء بآخراسمه بابدوس. هذا أراد التخلص من القدّيس فجعله جنوده في كيس محكم والقوة في البحرز لكن ذكر أن ملاك الرب نجّاه. كما ذكر انه ألقي للأسود فلم تمسّه بأذى. أمام كل هذا تحرّكت نفس رجل اسمه كلينيكوس كان كاهنا للأوثان. فاقتبل الإيمان بالمسيح وجاهر به أمام الوالي فقبّحا عبادة الأوثان فجرى توقيفه وإعدامه بقطع الرأس، فيما جعل الجند تيرسس في صندوق خشبي ضيّق نشروه ببطىء كما ليستنفدوا ما في أنفسهم من ضغينة وغرور وحب للموت، ولكن على غير طائل لأن قوة الله فوق كل قوّة.
هكذا كمّل رجل الله الآم المسيح في جسده ونال إكليل الحياة. وقد قيل أن ذلك حصل في مدينة تدعى أبولونيا.
كما أورد المؤرخ الكنسي سوزومينوس (القرن 5 م) ان قيصاريوس القنصل بنى على أسم القدّيس تيرسس في القسطنطينية كنيسة عظيمة جعل فيها بعضا من رفاته. وكانت للقدّيس كنيسة أخرى في المدينة. كما ذكر أن القدّيس تيرسس ظهر للأمبراطورة بلخاريا القديسة (399 -453 م) وأشار عليها بأن تجعل رفات شهداء سبسطيا الأربعين بجانب رفاته هو. أما في الغرب فجرى تشييد عدد من الكنائس على اسم القدّيس تيرسس، لا سيما في إسبانيا.

الطروبارية
+ شهداؤك يا ربُّ بجهادهم، نالوا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهم أحرزوا قوّتك فحطّموا المغتصبين، وسحقوا بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلاتهم أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.

GoCarch