١٥ آب – رقاد سيّدتنا المجيدة والدة الإله الفائقة القداسة والدائمة البتوليّة مريم

November-8-2018

إنّ ما تسلمته الكنيسة من الأخبار المتداولة من الآباء من قديم الزمان عن رقاد والدة الإله هو ما يأتي: وهو أنّه لما حان الزّمن الذي سرّ فيه مخلّصنا أن ينقل إليه والدته أرسل إليها ملاكاً قبل ذلك بثلاثة أيام ليخبرها بقرب انتقالها من هذه الحياة الزائلة إلى الحياة الأبدية المغبوطة، فلما سمعت هي بذلك صعدت بسرعة إلى جبل الزيتون الذي كانت تذهب إليه كثيراً للصلاة وأدّت الشّكر لله، ثم عادت راجعة إلى بيتها وأخذت تهيّء ما يقتضي للدّفن وفيما هي على هذه الحال اختطفت الرّسل سحب من أقاصي الأرض كلاً منهم من حيث كان يكرز بالبشارة وأحضرتهم في وهلة واحدة إلى بيت والدة الإله فأخبرتهم بسبب جمعهم بغتة وعزّتهم بمثابة أمّ الحزن الذي اعتراهم لا محالة، ثم رفعت يديها إلى السّماء وتضرّعت من أجل سلامة العالم وباركت الرّسل، وأخيراً اضطجعت على سريرها وجعلت جسدها على هيئة التي شاءت وهكذا أسلمت روحها الفائقة القداسة في يديّ ابنها وإلهها.

أما الرّسل فرفعوا السّرير الذي كان عليه جسدها المتقبّل الإله بورعٍ عظيم ومصابيح كثيرة مرتّلين نشائد التجنيز وحملوه إلى القبر وكانت الملائكة إذ ذاك ترتّل معهم من السّماء مشيّعين من هي أعلى من الشاروبيم وإذ تجاسر أحد اليهود حسداً أن يمدّ يديه على ذلك السرير بوقاحة ناله في الحال من لدن القضاء الإلهيّ ما كانت تستوجبه وقاحته من القصاص فإن يديه الجريئتين قطعتا بضربة لم تر. ولما وصلوا إلى القرية التي تدعى الجسمانيّة دفنوا هناك ذلك الجسد الفائق الطهارة ينبوع الحياة بوقار عظيم. ثم في اليوم الثالث لدفنه اجتمعوا لتعزية بعضهم بعضاً. ولما رفعوا جزء الرّبّ يسوع المسيح من الخبز كعادتهم ظهرت والدة الإله في الهواء قائلة لهم “سلام لك”. هناك فتيّقن الرّسل من ذلك بأنّ والدة الإله انتقلت إلى السّماء بالجسد. فهذا ما نسلمته الكنيسة من الأخبار المتداولة من الآباء عن رقاد والدة الإله وقد نظّمت كثيراً منها إلى تسابيح لتكون موضوعاً للورع وهي ترتّلها في مثل هذا اليوم تمجيداً لأمّ إلهنا.

الطروبارية

في ميلادك حفظت البتوليّة وصنتها، وفي رقادك ما أهملت العالم وتركته يا والدة الإله، لأنّك انتقلت إلى الحياة، بما أنك أم الحياة، فبشفاعاتك أنقذي من الموت نفوسنا.

القنداق

إن والدة الإله التي لا تغفل في الشفاعات، والرجاء غير المردود في النجدات، لم يضبطها قبر ولا موت، ولكن بما أنها أم الحياة، نقلها إلى الحياة الذي حلّ في مستودعها الدائم البتوليّة.

GoCarch