١٦ حزيران – القدّيسين الشهداء الروس الجدد هرموجانيس أسقف توبولسك ورفاقه – أبينا الجليل في القدّيسين تيخون أماثوس القبرصيّ الصانع العجائب

September-6-2018

الشهداء الروس الجدد

أعلنت قداسة هؤلاء في العام 1990م.

هرموجانيس، اسمه كان قبلاً جورج، هو خريج جامعة Novorossiysk، وأكاديميّة بطرسبرج اللاهوتيّة. تسقّف على ساراتوف بعد فولسك. بنى العديد من الكنائس والإسقطيات وبيوت الصلاة.

اجتذب الرهبان حتّى من جبل آثوس. اهتمّ بالنشر والتعليم والإرساليات، كان واعظًا قويّ الكلمة. أحد المعجبين به كان القدّيس يوحنّا كرونشتادت الذي يقول إنّه مطمئن على الأرثوذكسيّة بعد موته لأنّ الأسقف هرموجانيس سوف يتابع عمله وجهاده من أجلها. وقد كتب يقول له: “الربّ يفتح لك السموات كما فعل لرئيس الشمامسة استفانوس وهو يباركك”. كان صوتًا صارخًا في المجمع المقدّس في أيّامه. عُلّقت عضويته في المجمع وأسقفيته على ساراتوف في العام 1911 ونفي إلى دير الرقاد زيروفيتسكيّ. وقد كتب في شأن أسباب ما جرى له يقول: “إنّي احسب أنّ السبب، في الأساس، أنّ خلافات في الرأي ظهرت بيني وبين غالبية أعضاء المجمع خلال درس المسائل الأساسيّة التي طرحت في الجلسة. وكثيرًا ما كنت أشرت على أعضاء المجمع أنّه من الضروري بحث الأمور المطروحة بجدّية لا التسليم بآراء وتمنّيات السلطات المدنيّة. فالكنيسة الآن هي في حال من الإنحلال الكامل وصوت المجمع يجب أن يكون حازمًا، واضحًا، محدّدًا طبقًا لقوانين الكنيسة وتعاليمها….” فيما بعد، عندما كان القيصر الذي وافق على ما صدر في حقّ هرموجانيس، في توبولسك السيبيريّة، بعث إلى الأسقف القدّيس يسأله المغفرةعلى ما فعله مرغمًا.

عاش هرموجانيس في الدير لبعض الوقت سالكًا في الحياة النسكيّة التي كان هو معتادًا عليها أصلاً. هناك أخذت تظهر فيه موهبة التبصّر فكان قول: “إنّها آتية، الموجة العظمى. سوف تحطّم وتجرف معها كلّ النتن والخرق”.

في 8 آذار من العام 1917 عيّن على كرسي توبولسك السيبيريّة، لم تكن الحكومة مرتاحة للأسقف الجسور، ودعا قطيعه إلى الثبات في الأمانة لإيمان الآباء. وفي العام 1918 صدر أمر من الحكومة باعتبار كلّ أملاك الكنائس هي للشعب وجعل المؤمنين جماعة خارجة عن القانون. فدعا البطريرك تيخون إلى مسيرات بالصليب في روسيا، وبارك إحداها القدّيس هرموجانيس وكان يكتب مقالات دعا فيها المؤمنين للثبات في الإيمان والاحتجاج على المراسيم التي تصدر من قبل الحكومة، هذه المقالات وقعت بيد الدولة التي قرّرت الانتقام والتخلّص منه نهائيًّا.

اقتيد إلى مقر الجيش الأحمر واستهزؤا به، ولمّا طالب بالإفراج عنه مؤتمر أبرشية توبولسك طالبتهم السلطات بدفع فدية قيمتها عشرة الآف روبل. تمّ الدفع ولم يُطلق سراحه، فلمّا أصرّوا قُبض عليهم وقُتلوا رميًّا بالرصاص، من عداد الوفد كان يوجد كاهن اسمه أفرام دولغانف، شقيق القدّيس هرموجانيس، والكاهن ميخائيل ماكاروف والمحامي قسطنطين مينياتوف.

بعد ذلك نُقل القدّيس إلى Tyumen، بالقطار وكان معه مجموعة من المؤمنين، هناك جُعلوا بسفينة بحريّة وقتلوا جميعًا رميًّا بالرصاص، أمّا الأسقف هرموجانيس فربطوه إلى حجر كبير وألقوه في البحر، فقضى. وفي 3 تموز تمّ اكتشاف جثته على ضفاف النهر فجرى دفنه بلياقة ثم نقل إلى توبولسك.

أبينا تيخون أماثوس القبرصيّ

ولد من أبوين مسيحيّين متواضعي الحال، عاش في أماثوس، نما في التقى وصار قارئا. طلب منه والده يوما ان يبيع الخبز في المدينة، فخرج ووزعه على الفقراء انسجاما مع كلام الإنجيل. غضب والده منه، و.إثر وفاة أبيه وزّع كل مقتنياته، ورغب في أن يأخذ على عاتقه نير المسيح الليّن الخفيف. فقدم إلى الأسقف منيمونيوس، الذي سامه شماسا، بعد ان لاحظ صفاته الطيبة. فدحض، بكلامه المشبع بالمحبّة الإلهية، خداع اليهود والوثنييّن وقدّم عددا كبيرا منهم إلى الأسقف طلاّب معمودية. وكان خلفا له بعد ان توفي، تلألأ، مذ ذاك، ويقنع البعض بالحقيقة الإنجيلية بحججه الدامغة ومجتذبا البعض الآخر إلى الإيمان بعجائبه البهيّة. كان يطرد الأبالسة ويشفي المرضى بالجسد والروح. اقتحم هيكل الوثنيين وطرد بالسوط كاهنة أرتاميس “أنتوسا” التي أمطرته إهانات وتجريحا.فتيقنت أنّ قوة الله كانت مع القدّيس فاعترفت بالمسيح واعتمدت.وذات يوم نظّم الوثنيون مسيرة وهم يحملون تمثال إلهة قبرص. فلمّا مرّوا بقرب الكنيسة خرج إليهم القدّيس تيخون وحطم تمثالهم وبلبل اعتقاداتهم الفاسدة حتى جعلهم يهتدون ويعتمدون. اشتكى عليه وثنيان، ومثل امام الحاكم وقال له إنه يقتدي بالله المحب البشر، وانه يعتبر الوثنيّين مرضى وأنّ الله كلفّه بشفائهم وانه مستعد لمكابدة معاملتهم السيّئة له. وإذ أكبر القاضي الثقة الهادئة التي للقدّيس اطلق سراحه وان العديد من الحاضرين اهتدوا إلى المسيح إثر ذلك. وكان القدّيس تيخن يملك حقلا زرع فيه كرما.والتقط يوما احد القضبان المرمية لتكون وقودا، قدّمه إلى المسيح وطلب منه أن يستعيد هذا القضيب الحياة، وان يحمل ثمارا حلوة وافرة. وبالفعل بعد رقاد القدّيس، كل سنة، في مساء ذكراه، تكون العناقيد بعد خضراء، ثم فجأة نتضج خلال السهرانة وتوجد مسودّة وملآنة عصيرا، وقت القدّاس الإلهي، لتمتزج بالذبيحة المقدّسة.

عندما اخذ القدّيس تيخون من الله علما برحيله، ذهب ليزور القرويّين الذين كانوا في الحقول يحصدون الشعير. فأسرع هؤلاء لأخذ بركته وسمعوا صوتا سماويا يدعو القدّيس إلى الدخول إلى ملكوت السموات. بعد ذلك بثلاثة أيام مرض معزّى والدته وذكرها بأننا لا نحيا هنا إلا على رجاء القيامة. ثمّ جمع أبناءه الروحيّين، كهنة وعامة ودعاهم إلى السلوك في خطى الربّ يسوع وأن لا ينخدعوا بمطربات هذه الحياة. وبعد ثلاثة ايام لازم فيها الفراش رقد بفرح الربّ وسلامه. وكما وعد القدّيس تيخون استمرّ ساهرا على قطيعه جيلا بعد جيل.

الطروبارية

ظهرت في البرّية مستوطناً، وبالجسم ملاكاً، وللعجائب صانعاً، وبالأصوام والأسهار والصلوات تقبّلت المواهب السماويّة، فأنت تشفي السقماءَ ونفوس المبادرين إليك بإيمان، يا أبانا المتوشّح بالله تيخن.
فالمجد لمن وهبك القوّة، ألمجد للذي توّجك، ألمجد للفاعل بك الأشفية للجميع.

GoCarch