١٦ آذار – تذكار القدّيس الشهيد يوليانوس الكيليكي – القدّيس البار خريستوذولوس العجائبيّ

September-4-2018

القدّيس البار خريستوذولوس العجائبيّ

ولد في إحدى قرى بيثينيا قرابة العام 1020م. أراد ذووه تزويجه عنوة فلم يشأ، فرّ إلى جبل الأوليمبوس وهناك تتلمذ على يد شيخ معروف بحكمته وعلمه الإلهيّ ولبس الثوب الرهبانيّ وتسمّى خريستوذولوس، اقتدى بمعلمه فأذوى جسده بالأص وام وأخذ يمضي لياليه في الصلاة.

رقد معلمه بعد ثلاث سنوات من وصوله، فحجّ إلى رومية ثمّ إلى الأراضي المقدّسة حيث عايش النسّاك في صحارى فلسطين القاحلة. انضمّ إلى أحد الديورة فصار مَثلاً يحتذى به. انتقل إلى القسطنطينية مع بعض الرهبان هربًا من غزو العثمانيين لفلسطين. لجأ إلى جبل لاتروس الرهبانيّ، وأسّس ديرًا في جزيرة كوس. عندما إزداد إقبال الناس عليه منحه الأمبراطور ألكسيوس الأول كومنينوس أرضًا وعفاه من الضريبة وأمر بما يلزمه ورهبانه من القمح من مال الخزينة ولم يكلفه بشيء سوى بالصلاة لأجله ولأجل الأمبراطورية.

أسّس في باتموس ديرًا وأنشأ كنيسة على اسم القدّيس يوحنا اللاهوتي، فنظم حياة شركته الرهبانيّة على القدّيسين باسيليوس الكبير وسابا المتقدّس. ومرّة جديدة انتقل إلى أوربيوس هربًا من غزو العثمانيين لشواطىء آسيا الصغرى والجزر حيث أسّس ديرًا مؤقتًا. وإذ أحسّ بدنو أجله دعا أقرب التلاميذ إليه وعيّنه على الرهبان من بعده وزوّده بتوجيهاته آمرًا إياه بالعودة إلى باتموس حالما تسنح الفرصة, كما طلب من رهبانه في حال رقاده نقل جسده معهم إلى جزيرة باتموس. ثم رقد بعد ذلك، وأضحى ديره في باتموس أحد أبرز المراكز الرهبانية في الأرثوذكسيّة ومنه خرج العديد من البطاركة والأساقفة.

القدّيس الشهيد يوليانوس الكيليكي

ولد القدّيس يوليانوس في كيليكيا، شجّعته أمه اسكليبوذورا، على الثبات في أمانته ليسوع إلى المنتهى. ولما كان في زمن المواجهة, وقع يوليانوس بين يدي حاكم بربري الذي عاين فيه إرادة لا تلين وشجاعة لا تخور، فعجز عن كبحه بعنف العذابات، ولم يشأ أن يضع حداً سريعاً لمعاناته، فجال به سنة كاملة في كل كيليكيا معرضاً إياه للهزء والسخرية، وكانوا يديمون نقله من مكان إلى مكان ليشوّشوا نفسه فأبدى من الصلابة والثبات ما بدا منقطع النظير ولفت سكان كيليكيا إليه فعجبوا لفضيلته. وكذا القدّيس كابد فتلألأ. والحاكم إذ تنقل به من مكان إلى مكان أبرز، من حيث لا يدري، غلبة القدّيس عليه وعلى إبليس، دليلاً على قساوة الأمميّين وشهادة لتقوى المسيحّيين وقدرة يسوع وحثّ المؤمنين على الدخول، بجرأة، في بطولات مماثلة. كان يذيع مجد الله وأضحى هو نفسه سماء أشدّ سطوعا من السماء المنظورة.

وأوقف القدّيس أمام المحكمة مجددا. لم يرَ من حوله غير الآلام والتعذيبات المروّعة. ولم يتمكن الجلاّدون من سلبه كنز الإيمان. وجرأة القدّيس وثباته زاداه غنى فوق غنى. استعمل الطاغية والجلاّدون السياط والحديد والنار، و كل أدوات التعذيب. مزّقوا خاصرتيه فلم يتفوّه سوى بكلمة واحدة قويت على كل الآلات المنصوبة ضدّه. كلمة واحدة مقدّسة خرجت من فيه فنشرت نوراً أشدّ ضياء من أشعة الشمس.

فلما تفوّه يوليانوس بكلمته الأخيرة، ورأى الحاكم أن كل وسائله وحيله عديمة النفع، جاء بكيس مملوء رملاَ وعقارب وحيّات وجعل القدّيس فيه وألقاه في البحر، اكتُشف جسده ونقل إلى مكان ما يبعد ثلاثة أميال عن إنطاكية، على طريق دفني. هناك شيّدت كنيسة لإكرامه وسجلت به أشفية عديدة لا سيما بين الممسوسين والمعتوهين. تلك الكنيسة جرى إحراقها إثر غزوة الفرس سنة 537 م.

الطروباريّة

+ للبرية غير المثمرة بمجاري دموعك امرعتَ، وبالتنهدات التي من الاعماق اثمرتَ باتعابك الى مئة ضعف، فصرت كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البار خريستوذولس، فتشفع الى المسيح الاله ان يخلص نفوسنا.

+ شهيدك يا رب بجاهده نال منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا لأنه أحرز قوّتك فحطم المغتصبين وسحق بأس الشياطين الّتي لا قوة لها فبتوسلاته أيها المسيح الإله خلّص نفوسنا.

GoCarch