١٧ آب – القدّيس الشهيد في الكهنة ميرون – القدّيس البار ايليّا الصغير في صقلّية – القدّيس الراهب الشهيد ديمتريوس الصغير من سامارين في الأبيروس.

November-8-2018

القدّيس ديمتريوس

أصل القدّيس ديمتريوس من سامارين في الأبيروس. ترهّب في دير في تلك الأنحاء. التمس خلاص المؤمنين. جال في قرى تساليا نشرًا للإنجيل وحثًّا للناس على الصبر في الضيقات. ألقى الأتراك عليه الأيادي وأقفوه أمام علي باشا، حاكم يوانينا القاسي. جاهر بالقول إنّ همّه هو أن يثبّت الشعب في الإيمان بالمسيح وأن يحمله على الخضوع للسلطات. رغب الطاغية في أن يحمل ديمتريوس على الإعتراف بكونه متأمرًا على الدولة العثمانيّة. عرّضه للتعذيب، فصبر على أوجاعه وهو يردّد اسم يسوع ووالدة الإله. ما أحزنه أنّ معذّيبه جدّفوا على اسم المخلّص. أُلقيَّ في سجن معتّم فشكر الله أنّه حُسِبَ أهلاً لأن يتألّم من أجله. في اليوم التالي علّقوه، من رجليه فوق أتون مدخّن، رغم كلّ شيء صمد. هذا أثار دهش جلاّديه، أحد الأتراك من كاستوريا لاحظ المشهد والنور الذي كان ينبعث من وجه القدّيس وصموده في التعذيب فاعترف بأنّه هو أيضًا يؤمن بالمسيح واعتمد. هذا عمد علي باشا إلى تعذيبه والفتك به فقضى شهيدًا، وأمّا ديمتريوس فجعلوه في السجن مقيّدًا إلاّ رأسه وتركوه إلى أن قضى بعد عشرة أيّام. جرى إكرامه قدّيسًا وجرت باسمه عجائب عدّة.

القدّيس إيليا الصغير

نشأ إيليا في التقى والأعمال المرضية لله،و تعاطى الصلاة بتواتر وثبات. وقع في أيدي القراصنة. فاشتراه مسيحي في شمال إفريقيا عبدا. لاحظ تقواه وحكمته فأسلمه إدارة بيته وأشغاله. وكان إيليا ينمو في سيرة الفضيلة.حاولت زوجة سيّده أن تغويه لكنّه صدّها بثبات، فادّعت أمام زوجها، أّنه تحرّش بها فتعرّض إيليا للمعاملة السيئة. إلا أنّ زوج المرأة اكتشف أنّ زوجته هي الجانحة إلى الزنى فطلقها وارسل أيليا في الحرّية.

منّ عليه ربّه بموهبة شفاء المرضى فشفى مسلما. أخذ المسلمون يتهافتون عليه. أخذ يعلمهم الإيمان المسيحي حتى طلب عدد كبير منهم أن يقتبلوا المعمودية. وشي به إلى الأمير المسلم فحكم عليه بالموت. نجا بنعمة الله. خرج في حجّ إلى فلسطين. هناك رهبنه البطريرك إيليا الثالث وأعطاه اسمه.فتوجه إلى جبل سيناء حيث عاش في النسك، وشفى العديدين في الإسكندرية. ثم شارك في تكريم رفات النبيّ دانيال والفتية الثلاثة القدّيسين، في بلاد فارس، وكانت له موهبة النبوّة.و في تفروميناصار له تلميذ يدعى دانيال. ثم انتقل معه نتيجة الغزو العربي. جرت بيده أشفية عديدة. تعرّضا للسجن ظلما، وبعد ان أطلق سراحهما اتجها شطر رومية. اخذ الناس يشقّون طريقهم إليه. أعان الكثيرين. كان صورة حيّة للكمال الإنجيلي.واستقبلهما البابا استفانوس واكرم وفادتهما. ثم عاد أيليا إلى منسكه في ساليناس.وكثرة الزوار جعلته يتحوّل إلى جبل ميسوليانون فإلى حصن القدّيسة خريستينا. تنقل كثيرا بسبب تغيّر الأحوال السياسية والعسكرية. كان خير معزّ للمؤمنين في تغيّر أحوالهم. حتى الأساقفة كانوا يطلبون منه النصح. وقد بلغت شهرته الأمبراطور لاون السادس الحكيم الذي سأله الصلاة من أجل الأمبراطورية. عاش إلى ما يزيد على الثمانين. رقد في قرية بقرب تسالونيك. بقي جسده محفوظا.و نقل بناء لوصيّته إلى ديره في صقلّية حيث جرت به عجائب جمّة.

القدّيس الشهيد ميرون الكاهن

شهد القدّيس ميرون للمسيح خلال حملة الاضطهاد الذي شنّها داكيوس على المسيحيّين حوالي العام 250م. حاكم أخايا، يومذاك، كان المدعو أنديباترا. هذا اقتحم كنيسة المسيحيّين فيما كانوا يحتفلون بعيد الظهور الإلهيّ. قصده كان أن يوقف البارزين بينهم والضغط عليهم، بالتعذيب، ليُضحّوا لآلهة الأمبراطورية.

كان ميرون كاهنا وديعاً على نبل في الأخلاق. أنديباترا، في السابق، كان صديقه، فلمّا رأى ما حدث اسرع إلى الحاكم وقرّعه على فعلته. ثم التفت إلى المؤمنين وحضّهم على الثبات على صخرة الإيمان والثقة بمسيح الربّ الذي يعطيهم لا فقط الجرأة على مقاومة الطغاة بل ملكوت السماوات أيضاً.

جرى إيقاف ميرون الذي مثل أمام الحاكم فحثّه على التضحية للإله ديونيوسيوس. أجاب ميرون معلنًا أنّه لا يعترف إلاّ بسلطان الله الكليّ القدرة الجالس في السماوات. عذّبوه، سلخوه وألقوه في النار. آزرته النعمة الإلهيّة. لسان حاله كان قول المرنّم في المزمور 65، الآية 12: “جزنا بالنار والماء لكنّك أخرجتنا إلى منتجع راحة”. مزقوا لحمانه فيما كان يردّد: “انتظرت الربّ بصبر، فأصغى إليّ واستمع إلى تضرّعي” (مز39: 1). قال للطاغية: ” ألا أعلم أيّها الأثيم…الأبدي…”. ألقي، فيما بعد، للحيوانات فلم تؤذه. قيل أنّ أنديباترا أثصيب بالذعر وانتحر. أمّا القدّيس ميرون فبعدما جرى نقله إلى كيزيكوس تمّ قطع رأسه

الطروبارية

+ في ميلادك حفظت البتوليّة وصنتها، وفي رقادك ما أهملت العالم وتركته يا والدة الإله، لأنّك انتقلت إلى الحياة، بما أنك أم الحياة، فبشفاعاتك أنقذي من الموت نفوسنا.

GoCarch