١٨ آب – القدّيسان الشهيدان فلوروس ولافروس – القدّيسان البارّان برنابا وصوفرونيوس – القدّيس البار أرسانيوس الجديد باروس

November-8-2018

القدّيس أرسانيوس

وُلِدَ من والدين تقيّين في يوانيتا. تيتّم في سن التاسعة. أخذه إليه راهب يدعى غريغوريوس، مدير مدرسة كيدونيا في آسيا الصغرى. بعد خمس سنوات من الدراسة التصق بأحد أبرز الآباء الروحيّين في زمانه دانيال زاغورا.

قرّر دانيال الإعتزال في جبل آثوس، رجاه تلميذه الشاب الصغير أن يأخذه معه. نما بسرعة في فضيلة قطع المشيئة والتواضع والطاعة. ترهّب واتخّذ اسم أرسانيوس. بعد ست سنوات غادر الرجلان الجبل المقدّس بسبب الإضطرابات والخلافات التي تزامنت والجدل المستعر في شأن الكوليفا والمناولة المتواترة نفي إلى الجزر اليونانيّة. أقام في دير بندّلي في أتيكا، ثم انتقل إلى أرخبيل السيكلاديس، حيث استقبله فيلوثاوس رئيس دير لونغوفاردا، هناك جرت سيامته شمّاسًا وعُيِّنَ مدّرسًا، سعى من خلال عمله الجديد بعث وصايا الله ومحبّة الفضيلة في نفوس طلاّبه. بعد فترة من عمله الجديد شعر بدنو أجله فطلب من تلاميذه نقل جسده إلى الجبل المقدّس وأن يقضي بقيّة أيّامه في الهدوئيّة للقائه في أورشليم السماويّة.

القدّيسان برنابا وصوفرونيوس

إثر رؤية لوالدة الإله اقتبل برنابا وصوفرونيوس الثوب الملائكي وانطلقا إلى جبل ميلا، على كلمة والدة الإله، ليشيّدا لها كنيسة هناك. مرّا بمحطات عديدة.سيم صوفرونيوس كاهنا بيد الأسقف بطرس كولونيا. أقاما لبعض الوقت في دير فاتوبيذي، في الجبل المقدّس في ترحالهما كانا، يتلوان نصف كتاب المزامير خلال النهار والنصف الآخر في الليل. عبرا نهر هيبروس سيرا على الأقدام. توسّل إليهما سكّان النحلة أن يعيناهم على الجراد. صليا فانجمع الجراد كفي غيمة سوداء وانطرح في النهر. في جبل لاتروس الرهباني شفيا المرضى وعزّيا كل من دنا منهما. هديا لصوصا في أفسس، بلغا جبل ميلا في وادي بيرتانيس العالي. لاحظا جمّا من السنونو يدخل ويخرج من مغارة يتعذّر بلوغها.سارا في اتجاه المغارة، هناك اكتشفا على مرتفع صخري، إيقونة والدة الإله تشعّ نورا وكأنها في الأنتظار.شرعا في تنظيف المغارة، صلّيا فإذا بنبع ماء ينفجر حيث كانت الإيقونة.هذه أضحت، للحجّاج، شافية من الأمراض. أعانهما رئيس دير في الجوار، فاقبل عليهما المؤمنون في تلك الأنحاء وساعدوهما في تشييد كنيسة صغيرة باسم رئيس الملائكة ميخائيل، ثم ّ كنيسة لوالدة الإله كان أسقف تريبيزوند من كرّسها.

مذ ذاك تدفقّ العديد من الحجّاج على الدير، وقد بقي منهم في المكان رهبانا.وذات يوم ظهرت والدةالإله في نور لا يوصف لبرنابا في عزلته اليومية، وأسلمته صليبا وغصن زيتون علامة على قرب مغادرته إلى ربّه. ودعّ الأخوة وتنبأ بأنه بعد موته سوف يتعرّض الدير للخراب بيد البرابرة، لكنه سيرمّم من جديد. لبس حلّته الكهنوتية وتوجّه إلى المقبرة وأسلم روحه للربّ الإله بسلام.لما وجده صوفرونيوس انتحب عليه وقضى بجانبه بطريقة مماثلة. اكتشف الإخوة جسديهما إثر عودتهم من العمل. تعزّوا بالعهد المكتوب الذي تركاه.

جاء وقت أغار فيه البرابرة على الدير ونهبوه وقتلوا الرهبان فيه. مرّت سنوات والدير في خراب إلى أن حرّك الربّ الإله قلب فلاح اسمه خريستوفوروس ، حين دعته الكلية القدّاسة ودلته على مكان ديرها. اكتشف الإيقونة وشرع ينظف المكان وثابر في جهادات الفضيلة والتأمل في الإلهيات. اجتذب إليه المشتاقين إلى حياة الفضيلة. وعاد الدير إلى الحياة. ولما دنت ساعته جمع الإخوة وأوصاهم أن يحفظوا الأمانة لأحكام القدّيسين برنابا وصوفرونيوس وأن يكرموا، بحرارة، الإيقونة المقدّسة. ولما رأى أنّ كل شيء قد تمّ انضم إلى أبويه.

وبقي دير سوميلا محميّة لوالدة الإله وركنّا للإيمان الأرثوذكسي لقرون عدّة وكذا منبعا للعجائب تشديدا لإيمان الممتحنين وثباتهم في الرجاء الصالح.

القدّيسان الشهيدان فلوروس ولافروس

فلوروس ولافروس اخوان عاشا في زمن الأمبراطور الروماني أدريانوس (117م – 138م). امتهنا مهنة نحت الحجارة.

تتلمذا، مهنيّاً للقدّيسين باتروكلوس ومكسيموس اللذين استُشهدا للمسيح فيما بعد. تأثّرا بتقوى القدّيسين بشكلٍ كبير، حتّى جعلا عملهما لمجد الله.

وإذ كانا يعملان في قولبة الحجارة ليعطياها الشكل الحسن، كانا يعيان أنّ عملهما، بالأحرى، هو على نفسيهما بقصد تشذيب أهوائهما وجعلها تتلألأ، على المثال الإلهيّ، بالفضائل المقدّسة.
يُحكى أنّهما غادرا معلّميهما، في بيزنطية، بعدما أُخذا شهيدين، وذلك إلى أولبانيا في درداني من مقاطعة إليريا في يوغوسلافيا السابقة. عملا هناك في النحت واشتهرا. كلّفهما ليسينيوس ابن الأمبراطورة، ببناء هيكل للأوثان. أعطاهما لهذا الغرض مالاً جزيلاً. وزّعا المال على الفقراء، وبنيا الهيكل بمعونة ملاك الربّ، ولمّا اكتمل، استعملاه والفقراء الذين أحسنا إليهم، ككنيسة لهم.

ساء الأمر في عين ليسينيوس الملك الذي امتلأ غضبًا من أعمالهم، سيّما مع الفقراء. فأمر بإلقاء الفقراء، الذين تواطأوا، حسب رأيه، مع فلوروس ولافروس، في أتون النار. أمّا القدّيسان فقيّدهما إلى دولابَيْ عربة وأمر بجلدهما. وأمام صبر القدّيسَيْن اهتدى عشرة جنود وجرت تصفيتهم شهداء.

أخيراً أُلقي القدّيسان في بئر عميقة فقضيا مكلّلين بإكليل الشهادة.

اكتُشفت رفاتهما، فيما بعد، ولم تكن منحلّة وكانت تنبعث منها رائحة سماويّة. شفت رفاتهما من العمى ابن أخت الحاكم “ليكون” كما جرت بواسطتهم عجائب كثيرة.

الطروبارية

+ في ميلادك حفظت البتوليّة وصنتها، وفي رقادك ما أهملت العالم وتركته يا والدة الإله، لأنّك انتقلت إلى الحياة، بما أنك أم الحياة، فبشفاعاتك أنقذي من الموت نفوسنا.

GoCarch