١٩ أيار – القدّيس الشهيد باتريكيوس البيثيني ورفاقه – القدّيس البار كورنيليوس كوميل الروسيّ

September-6-2018

القدّيس كورنيليوس

ولد القدّيس كرنيليوس في كنف عائلة ثريّة ومعروفة في روستوف. كان يرjبط بالأمير الأكبر الموسكوفي بصلة القربى. انضم إلى القصر في سن الثالثة عشرة. التصق بعم له. لمّا قرّر هذا الأخير أن يترهّب خرج هو معه إلى دير القدّيس كيرللس عند البحيرة البيضاء.
بقي مبتدئًا ست سنوات يعمل في المخبز ويشغل أوقات فراغه بنسخ المخطوطات. ولمّا صيّر راهبًا باشر رحلة إلى الأديرة الأكثر شهرة في روسيا. قصده كان أن يعمّق معرفته بالحياة النسكيّة وأن يلتقي رجالات الله. عندما قُرّر أن يسمى كاهنًا ترك الدير وهام على وجهه إلى أن أتى إلى غابة شبه عذراء في كوميل، ناحية تفير. هناك استقرّ في كوخ مهجور، وقد اقتبل الكهنوت عنوة فسامه متروبوليت موسكو، وأقام في حضرة الله وحيدًا معتزلاً عشرين سنة.

فلمّا بلغ الستين من العمر بدأ بقبول التلاميذ، فنمت الشركة بسرعة وشرع الرهبان في بناء دير واسع ضمَّ كنيستين بالإضافة إلى أبنية ضروريّة لسير حياة الشركة التي أرادها كورنيليوس.
أصبح الدير ملاذًا لكلّ الممتحنين، كان فيه ملجأ يستضيف الحجّاج والمتسوّلين، وعندما ضربت المجاعة فولودغا تهافت الجيّاع إلى المكان فاستقبلهم كورنيليوس بمحبّة ووزّع عليهم المؤن بنفسه. ورغم صبر القدّيس ووداعته حيال المعاندين، فأنّه كان صارمًا في شأن تطبيق مبادىء الرهبانيّة.
وفي العام 1537، في الأحد الرابع بعد الفصح، دعا القدّيس الرهبان وحثّهم على سيرة متّفقة وأن يحفظوا قانون الحياة في الدير بأمانة وأن يواظبوا على الصلوات الكنسيّة ولا يتوانوا عن العناية بالفقراء، وطلب أن يُقرأ قانون المديح لوالدة الإله وقام هو بتبخير الإيقونات والحاضرين وبعد ذلك تمدّد وأسلم الروح بسلام عميق حتّى لم يلاحظ أحد من الحاضرين أنّه فارقهم إلا بعد حين.

القدّيس الشهيد باتريكيوس البيثيني ورفاقه

كان باتريكيوس أسقفا على بيثينيا،التي عرفت بحّماماتها الساخنة الطبيعية، زمن الوالي يوليوس. الذي قرر أن يجبر باتريكيوس على تقديم الذبائح للآلهة التي منحت البلدة المياه المعدنية ذات المفاعيل الصحية، لأجتناب التعذيب العسير المترتّب على عدم خضوعه لما يأمره به الوالي.
سعى باتريكيوس إلى إقتاع الحاكم والجمهور بأن هذه المياه وكل شيء آخر له وجوده وكمالاته من الإله الحقيقي وحده وابنه يسوع المسيح. وردا على الوالي الذي أتهمه بأحتقار آلهة ، أجابه بأنه لا يمكن للمرء أن يحتقرما لا وجود له.”فإنه لا يسقط على الأرض لا عصفور ولا شعرة من رؤوسنا إلا بإرادته الصالحة ورضاه.هذا أرجو أن ينظر إليه الجميع باعتباره الحق عينه وأن ثمّة عقابا أبديا في الجحيم ينتظر كلّ الذين، على مثالك، يعبدون الأوثان”.
أغتاظ الوالي من هذا الكلام، فأمر بأن يلقى القدّيس في المياه المحرقة.فلما سقط في المياه تطاير رذاذها فأحرق الحرّاس، أما شهيد المسيح فكان في منأى عمّا حدث لهم ولم تصبه بأي أذى كما لو أنها مياه اعتدلت حرارتها.
اشتدّ غيظ الوالي فأمر بإخراج رجل الله وقطع رأسه، فأخرج فصلّى واستودع روحّه ربّه ومدّ عنقه للسيّاف فقطعه. فأخذ المؤمنون الجسد وواروه الثرى بإكرام جزيل.يشار إلى ان بعض رفات القدّيس موجود في المعهد اللاهوتي في خالكي، اسطنبول.

الطروبارية

+ شهداؤك يا رب بجهادهم، نالوا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهم أحرزوا قوّتك فحطموا المغتصبين، وسحقوا بأس الشياطين التي لا قوّة لها، فبتوسلاتهم أيّها المسيح الإله خلص نفوسنا.

GoCarch