١٩ تشرين الأول – القدّيس يوئيل النبي – القديس أوّارس الشهيد – القدّيس الشهيد صادوق ورفاقه المئة العشرين والثمانية.

March-2-2019

القديس يوئيل النبيّ
يوئيل ابن فنوئيل هو صاحب النبوّة الثانية في ترتيب الأنبياء الاثني عشر الصغار بعد هوشع. أغلب الظن انه تنبأ في يهوذا، وربما في أورشليم بالذات. أمّا متى كان ذلك فليس الرأي واحدا. البعض يقول إنه تنبأ بعد الرجوع من سبي بابل والبعض قبله. أما اصحاب الاتجاه الأخير فيعتبرون نبوءته نموذجاً مقتضباً نحا عليه اللاحقون ووسّعوه.
يوئيل، فيما يبدو، كان رجلاً مرهف الاحساس، غيوراً على ما لله، ثاقب البصيرة، بليغاً، فصيحاً، سلس التعبير، دقيقاً في وصفه للأحداث، واضحا.
موضوع نبوءته الاساس هو يوم الربّ القريب (1 :15).وما انقطاع المياه ونكبة الجراد اللذان حلا بالبلاد سوى من علامات مجيئه، والسبب ضلال الشعب وعزوفه عن إلهه.
من هنا حثّ السيّد الربّ شعبه عبر نبيّه يوئيل أن “ارجعوا اليّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح، ومزّقوا قلوبكم لا ثيابكم وأرجعوا الى الربّ الهكم لأنه رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة . . .” (2 :12- 13 ). فإن هم فعلوا أرسل لهم القمح والمسطار والزيت ورفع عنهم العار بين الأمم(2 :19). كيف لا والربّ يغار لأرضه ويرقّ لشعبه (2: 18.(
وإله اسرائيل لا يقف عند هذا الحد لأن محبته لشعبه هي بلا حدود، وما أعده لهم فائق، وسيمتد ليشمل كلّ الأمم، ومحبة الربّ هي هذه :”أسكب روحي على كلّ بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاما ويرى شبابكم رؤى. وعلى العبيد أيضاً وعلى الإماء أسكب روحي في تلك الايام وأعطي عجائب في السماء والأرض دماً وناراً وأعمدةً دخان. تتحوّل الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل أن يجيء يوم الربّ العظيم المخوف. ويكون أن كلّ من يدعو باسم الربّ ينجو” (2 :28 -32 .(
هذا الكلام الكبير لم يكن ليفهم إلا في نجازه، فكان تمامه في يوم العنصرة العظيم، وقد استشهد به بطرس الرسول (أعمال 2) بعدما انحدر الروح القدس على التلاميذ بشكل ألسن نارية، ووقف اليهود وسكان أورشليم متعجّبين .
يبقى أن نذكر أن للبعد الرؤيوي لنبوءة يوئيل صدى في سفر رؤيا يوحنا، ليس أقله ما جاء في الاصحاح التاسع عما صنعه الملاك الخامس حين بوّق وفتح بئر الهاوية “فصعد دخان من البئر كدخان أتون عظيم فأظلمت الشمس والجو من دخان البئر، ومن الدخان خرج جراد على الأرض فأعطي سلطانا كما لعقارب الأرض سلطان . . .” ففي هذا الكلام صدى صريح لما جاء في يوئيل(2) عن ذاك الجراد الرهيب.
صورة الإله في انعطافه على العباد وحثّهم على التوبة ما كانت لتخرج على النحو الذي اخرجها يوئيل لو لم تعتمل محبة الهه والصلاة اليه في قلبه نارا ملتهبة تدعو الناس الى توبة صدوق إزاء اله حبّه ولا أرق .

القدّيس أوّارس
كان القدّيس أوّارس جندّيًا في الجيش الروماني في مصر أيام الأمبراطورين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس، وكان مسيحيًّا متسترًا، وقد اعتاد أن يزور المسيحيين المسجونين، ليلاً، ويخدمهم مع أنّه كان يتمنّى أن يكون في عدادهم لكن الشجاعة كانت تنقصه وكان يألم من ذلك ويعجب من هؤلاء الأبطال ويغبطهم.
وحدث أن جيء بسبعة مسيحيين معًا وألقي بهم في السجن. هؤلاء توطّدت معرفة أوّارس بهم إلى أن رقد أحدهم بالربّ قبيل تقديمهم للمحاكمة. ولمّا جاؤوا بهم أمام الحاكم نظر إليهم ورآهم ستة لا سبعة فسأل: “ولكن هؤلاء ستة فأين السابع؟”، فتحرّكت نفس أوّارس الذي كان واقفًا ينظر بين الناظرين، فانبرى قائلاً: “أنا هو السابع!”.
وقف الحاكم مدهوشًا إزاء جسارة هذا الجندي. وبعدما كلّمه كمن لا يحمل بادرته على محمل الجد ورآه معترفًا ثابتًا على موقفه، وثارت عليه ثائرته وامر به أولاً. وإذ أنهال عليه الجلاّد ضربًا، نظر إلى رفاقه الستة الباقين وسألهم الصلا إلى الربّ الإله من أجله. وحالما رفع الستة أيديهم إلى السماء أحسّ أوّارس بيد تعينه وتعطّل قوّة الجلدات المنصبّة عليه، وتحوّلت مرارة العذاب، بنعمة الروح القدس، إلى عذوبة، فبات صابرًا على الآلام بفرحن واستمرّ الجلادون يمعنون في تعذيبه إلى أن أسلم الروح، أمّارفاقه الستة فقطعت هاماتهم جميعًا.
ثم أن الجند ألقوا بجثمان أوّارس في حفرة، فجاءت امرأة فلسطينيّة المولد، اسمها كليوباترا، ورفعته سرًّا وخبأتّه في بيتها. وإذ كانت أرملة ضابط في الجيش، طلبت من الحاكم إذنًا أن تنقل رفات زوجها إلى فلسطين، فأذن لها، فقامت وأخذت بقايا القدّيس وذهبت بها إلى قرية اسمها عدرا قريبة من قمة ثابور حيث بنت كنيسة على اسم أوّارس أودعت فيها بقاياه ذخيرة حيّة.

القدّيس صادوق
إرتقى صادوق سدّة الأسقفيّة في سلفكية بعدما كان سلفه سمعان قد استشهد قدّيسًا إثر موجة الاضطهادات
التي امر بها شابور الثاني ملك الفرس. وكان صادوق يشبه معلّمه سمعان في كلّ أمر. ظهر له الشهيد سمعان ذات ليلة فوق سلم مجيدة تمتّد من الأرض إلى السماء وهو يقول له: “هلّم يا صادوق أصعد ولا تخف! أنا صعدت البارحة وأنت تصعد اليوم”. فعرف صادوق إن ساعة امتحانه قد آنت. جمع مؤمنيه وأخذ يشدّدهم: “تقوّوا في الربّ وفي شدّة قوته. ألبسوا سلاح الله الكامل، لأنكم بهذا تصيرون نور الناس وتصونكم كلمة الحياة. لا تخافوا الموت الآتي ولا ترتعدوا! من يسق إلى الموت فليكن بطلاً ومن يبق حيًّا فليكن شجاعًا! سوف نموت لآجل المسيح وحق المسيح. فحالما يشهر السيف كونوا أنتم مستعدّين. لنشقّ الطريق إلى الملكوت إلى أن تشرق الشمس في الليل. نحن مستأهلون للأسم والمجد للأبديين…..”.
وإن هي سوى أيام قلائل حتّى ألقى الجند، بأمر الملك، القبض على مئة وثمانية وعشرين مسيحيًّا، كهنة وشمامسة ونسّاكًا، رجالاً ونساءً. وإذ عجز الولاة عن إكراههم على تقديم العبادة للشمس أمعنوا في تعذيبهم ثم قتلوهم بحد السيف.

الطروبارية
+ إنّنا معيدون لتذكار نبيك يوئيل، وبه نبتهل إليك يا رب فخلّص نفوسنا.
+ لقد غايرت تقويمات الشهداء لما جاهدت من أجل المسيح، وغلبت العدو أيها الكلي الغبطة أواريوس. وفي المشنقة سُلمت إلى عود الحياة، مُؤيدًا بمنحة الشفاعة ومفرحًا نفوسنا

GoCarch