١ حزيران – القدّيس الجديد أونوفريوس وأوبويان – القدّيس يوستينوس ورفقته

September-6-2018

القدّيس الجديد في الشهداء أونوفريوس رئيس أساقفة كورسك وأوبويان الروسيّ

تسقّف القدّيس أونوفريوس على كريفوي روغ، في منطقة شرصونة بعد قليل من إتمامه دروسه اللاهوتيّة في السنة 1923م. أغرق نفسه في الأصوام والصلوات. كان كأنّه آتٍ من عالم آخر. كان يقيم الخدم الإلهيّة بقوّة جعلت الشعب، شيبًا وشبَانًا، ينصرفون عن الدعاية الشيوعيّة ليرودوا الكنيسة ويصغوا، بشوق، إلى مواعظه التي كانت تشعل النار في نفوسهم. في العام 1924م، أوقِفَ ورُحّلَ فيما كان يبارك الشعب المحتشد الذي نزل على الركب ذارفًا الدمع السخي. أقام في خاركوف. بعثت إليه السلطة المحليّة برجل سكيّر يحمل فأسًا ليقتله. ما إن طالع السكير وجه القدّيس وسمعه يقول له: ماذا فعلت لتقتلني حتّى خرّ عند قدميه باكيًا فأقامه ووعظه عن محبّة المسيح.

أُوقف مرّة أخرى في العام 1926 ونُفي إلى مدينة صغيرة بقرب كورسك حيث كانت كلّ الكنائس مدمّرة. أبدى، في مناسبات عديدة، موهبة التبصّر وصنع العجائب. اجتذب حشودًا إلى الكنيسة، عجزت السلطات عن الوقوف في وجهه، نفته مجدّدًا إلى الأورال ثم إلى أقصى الشرق السيبيري بعد رحلة مضنية استغرقت تسعة أشهر في ظروف مأساويّة. في المعتقل التقى العديد من الأساقفة الذين كانوا، في السّر، يعمّدون ويسيمون الكهنة وحتّى أساقفة جددًا قبل أن يرسلوا إلى معتقل الموت في ماجادان في ناحية كوليما الجبليّة حيث كان الآلاف يُشغّلون كالبهائم في درجة حرارة دون الصفر.

أكثر هؤلاء كان يقضي من البرد والجوع بعد فترة قصيرة من وصوله. أمّا الذين كانوا أضعف من أن يعملوا فكانوا يُبادون بالمئات كلّ يوم. في ذاك المعتقل قضى أونوفريوس رميًا بالرصاص في أول حزيران من العام 1938 بعدما ساعد العديد من رفاقه في الألم.

القديس يوستينوس الفيلسوف ورفاقه

ولد القدّيس يوستينوس في مطلع القرن الثاني للميلاد في نابلس الفلسطينية. عاش في بحبوحة وتلقى تعليما مختارا، في كنف عائلة وثنية. عاشر الفلاسفة ولم تغوه أي من تعليمهم، التصق بأحد الفلاسفة الأفلاطونيين المشهورين. وإذ رغب في معاينة الله، كما وعده الفيلسوف، اعتزل في موضع هادىء عندالبحر ليخلد إلى تأملاته.

فيما كان مرة يتمشى على الشاطىء، التقى شيخا مهيبا ودخل معه في حوار. سأله الشيخ كيف للفلاسفة أن تكون لهم عن الله فكرة صائبة ولمّا يعرفوه بالخبرة، فأجاب يوستينوس أنّ في طاقة الذهن أن يعاين الله، أردف الشيخ إنّ الذهن لا يحوز مثل هذه القدرة ما لم يتّشح بالروح القدس اولا، بعد أن يكون قد تنقى بممارسة الفضيلة. وأبان له الشيخ أن الله وحده لا بدء له ولا يعتريه فساد. واحد أحد بالكامل ومساو لذاته أبدا. والنفس تحيا لأنها تشترك في الحياة الموهوبة لها من الله. وأن الأنبياء وهم شهود للحقّ مجّدوا الإله الواحد الآب وأخبروا، بالعلامات والكتابات، عن المسيح الآتي منه. وختم قائلا:” وأنت، قبل كل شيء، صلّ من أجل أن تفتح لك أبواب النور”. وشاهد يوستينوس كيف يجابه المسيحيون الموت ويجابهون ما يخشاه سواهم بشجاعة فائقة، واقتنع أنهم على حق.

اقتبل يوستينوس المعمودية وانكبّ على دراسة الكتاب المقدّس، وأخذ على عاتقه مهمّة الدفاع عن تعاليم المسيح. وأبان لليهودي تريفون أن الشريعة والعهد القديم برمّته لم يكن سوى مقدمة ورسم فذّ متماسك للمسيح ابن الله، وإن الأمم المهتدية هي من يشكل “إسرائيل الروحي الحقّ” فيها الكل مدعو لأن يصير “إلها” بنعمة الروح القدس.

اتخذ له في رومية مقرا وصار يستقبل طلاّب المعرفة والحق. وذاع خبر مدرسته يومذاك.ت لك الفترة من حياته كانت حافلة بالنتاج الفكري ودحض الوشايات الفظّة التي أشاعها الوثنيون في شأن المسيحيّين. ووصف نبل الإجتماعات الليتورجية ونقاوتها، وكيف أنّ منها تمتدّ حياة الشركة المرتكزة على الإفخارستيا تعاضدا بين أعضائها ومؤازرة للمحتاجين. وأفاد يوستينوس أنّ غيظ الأبالسة وحسدهم هو سبب اضطهاد المسيحييّن وأنهم لو لم يكونوا حقانييّن لتعذّر تفسير تصبّرهم على التعذيب. إذ كان الله قد أخّر المصيبة التي لا بدّ أن تحلّ فمن أجل جنس المسيحيين.

عدو يوستينوس الألد كان كريشينس الذي سعى للتخلص منه ورفاقه الستة بينهم امرأة، وتسبّب في قبض الوالي روستيكوس عليهم، وبعد اعترافهم بأنهم مسيحيّون جلدوا وقطعت هاماتهم، فدفنهم بعض المؤمنين في مكان مناسب.

طروبارية

شهداءؤك يا ربُّ بجهادهم، نالوا منك الإكليل غير البالي يا إلهنا، لأنهم أحرزوا قوّتك فحطّموا المغتصبين، وسحقوا بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلات شهداؤك كانتيوس وكانتيانيوس وكانتيانيلا وبروتوس أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.

GoCarch