٢٠ تشرين الأول – القدّيس أرتاميوس (شلّيطا) الشهيد العظيم – القدّيس جراسيمس

March-2-2019

القديس شلّيطا (ارتاميوس)
كان القديس شلّيطا (ارتاميوس) من أبرز رجالات الدولة في أيام الامبراطور قسطنطين الكبير. وقد حظي بلقب البطريق والدوق الجليل، كما كان حاكما عسكريا للاسكندرية وسائر مصر وإليه يعود الفضل في نقل رفات كلّ من القديسين اندراوس الرسول ولوقا الانجيلي الى مدينة القسطنطينية.
كان شليطا (ارتاميوس) موظفاً أميناً لم تفسده المناصب والألقاب ولا جعلته يغتر بنفسه. وقد شهد أهل زمانه لتقواه وتواضعه وانصافه ومحبته للفقير.
استمر شليطا (ارتاميوس) في خدمة الامبراطور قسطنديوس، بعد قسطنطين الكبير، والامبراطور يوليانوس الجاحد، الى سنة رقاده.
أمّا خبر استشهاده فمفاده أن الامبراطور يوليانوس الجاحد، الذي عمل بكل جهده على ضرب المسيحية واستعادة الوثنية، انتقل الى مدينة انطاكية ليواصل حربه ضد الفرس. ومن هناك استدعى حكام المقاطعات مع جنودهم ليؤازروه في سعيه.فلبى شليطا (ارتاميوس) النداء وجاء بعسكره الى انطاكية. وكان ذلك في وقت كان الامبراطور يحاكم كاهنين مسيحيين، افجانيوس ومكاريوس، بعدما رفضا الكفر بالمسيح والإذعان لعبادة آلهة الامبراطور. وقد عامل يوليانوس الكاهنين لقسوة وأمر بجلدهما. واذ عاين شليطا (ارتاميوس) ما حدث هاله الأمر فتقدم من الامبراطور معترضا على هذا الظلم ومبينا ضلال الاعتقاد بآلهة غير الإله الحقيقي، خالق السماء والأرض، وبسيد غير الرب يسوع المسيح، وتنبأ له بأنه ان هو استمر محارباً للمسيح فلن يكتب له النجاح في حربه ضد الفرس، وسيلقى حتفه.
رد الفعل الأول للامبراطور كان الدهش ثم الغضب الشديد، لا سيما وأن يوليانوس كان يشك بولاء شليطا (ارتاميوس) له كحاكم لمصر. فأمر به جنوده، فقبضا عليه ونزعوا عنه شاراته وأودعوه السجن الى اليوم التالي .
في اليوم التالي، وجه إليه يوليانوس تهمة اغتيال أخيه غايوس – قسطنطين، فدافع شليطا (ارتاميوس) عن نفسه، الى أنّ قال له يوليانوس أنه مستعد لأن يصفح عنه إن هو تخلى عن إيمانه بالمسيح. ولمّا لم يجد الأمبراطور فائدة من محاولته كسب شليطا (ارتاميوس) اليه، سلمّه الى المعذبين فأشبعوه ضربا وتعذيبا كمثل طعنه بالسياخ المحماة بالنار وتركه بلا طعام ولا ماء، الى ان قطعوا هامته.
وإن سيدة تقية أخذت جثمانه إلى مدينة القسطنطينية حيث بقي قروناً طويلةً مصدراً للبركات وشافياً للمرضى.
اما يوليانوس الجاحد فانطلق بعد ذلك لمحاربة الفرس فسقط صريعا في أرض المعركة. وهكذا تحققت نبوءة القديس شليطا (ارتاميوس) بشأنه.
تجدر الاشارة إلى أن الاسم الذي غلب للقديس أرتاميوس في السريانية هو شليطا أو المتسلط وهو اللقب الذي اطلقه الامبراطور قسطنطين الكبير عليه.

القدّيس جراسيموس
هو من إحدى جزر البلوبونيز، مال قلبه إلى الإلهيات منذ نعومة أظفاره، وكان لحضانة والديه دور كبير في ذلك. ترك موطنه في أول مراهقته وراح يبحث عن الرهبان والنساك ليتعلم الحياة الرهبانيّة منهم. امتاز بكونه كثير التجوال. أقام طويلاً في جبل آثوس وصار راهبًا مجدًّا في الأصوام والأسهار والصلوات. كهن في أورشليم ردحًا من الزمن. أقام في المغاور في بعض الجزر اليونانيّة سنوات طويلة لا يقتات إلا من بقول الأرض. حرص على الهرب من مجد الناس. استقرّ به المطاف في جزيرة اسمها أومالا حيث أيقن بالروح أنّه قد آن الأوان لاقتبال التلاميذ بعد هذه السنوات الطويلة من المراس الرهبانيّ. أسس في أومالا ديرًا نسائيًّا على أسم أورشليم الجديدة. عرف بالروح يوم وفاته رقد في الربّ في عيد رقاد والدة الإله من العام 1597م. تذكاره اليوم هو تذكار نقل رفاته. ما يزال جثمانه محفوظًا إلى اليوم تفوح منه رائحة الطيب، وتجرى به عجائب كثيرة

الطروبارية
+ لما تزينت بطرائق حسن العبادة، ظهرت أيها الحكيم أرتاميوس شريكًا في المواهب الجهادية، منتظمًا في الصراعات الشجاعة، لذلك أيها اللابس الجهاد لمعت في المسكونة مثل مصباحٍ ساطع الضياء بشعاعات العجائب من اجل خلاص نفوسنا.
+ هلموا لنمدح أيها المؤمنون جراسيموس الإلهي الظاهر لنا حديثاً، نصيراً للمستقيمي الرأي، وملاكاً بالجسد، وصانعاً للعجائب متوشحاً بالله، لأنه نال باستحقاق من لدن الله، موهبة الأشفية التي لا تفرغ، ليبرىء المرضى ويشفي المصابين، فلذلك يفيض الأشفية لمكرّميه.

GoCarch