٢١ تموز – القدّيس البار سمعان الحمصيّ المتباله ورفيقه في النسك يوحنّا – القدّيس برثانيوس أسقف رادوبيسديون

November-8-2018

البار سمعان الحمصيّ المتباله ورفيقه في النسك يوحنّا

عاش قديسانا سمعان ويوحنّا السوري، في زمن الأمبراطور البيزنطيّ يوستنيانوس.

تزوّج يوحنا في سنّ الثانية والعشرين، أما سمعان الذي يكبره بسنتين، لم يكن له من عائلته سوى أمّ عجوز. ارتبط الإثنان بصداقة أثناء حجّهما إلى الأماكن المقدّسة، بمناسبة عيد رفع الصليب، فقرّرا أن يتابعا رحلة العمر سويّة. وإذ بلغا أريحا قال يوحنّا لرفيقه عن الرجال الذين يقيمون في الأديرة قرب نهر الأردن إنّهم أشبه بملائكة الله. ثم أشار بإصبعه إلى الطريق المؤدّية إلى تلك الأديرة وقال: “تلك هي الطريق إلى الحياة”. بعد ذلك أشار إلى الطريق العامّة الواسعة وأضاف: “وهذه هي الطريق إلى الموت”.

إثر ذلك صلّيا وألقيا القرعة في أي من الطريقين يسلكان وتوجّها إلى دير جيراسيموس بفرح كبير وقد ألقيا عنهما كلّ تعلّق بالعالم.

قبل وصولهما كان رئيس الدير، قد أخذ علامة من فوق بشأن وصول الشابين إليهم فرحّب الرهبان بهما، وألبسوهما الثوب الرهبانيّ وأدخلوهما الحياة الجديدة. بعد يومين قرّرا مغادرة الدير والإقامة في البريّة مسلّمين نفسيهما للعناية الإلهيّة.

أمضيا في البرية ثلاثين سنة عرضة لقسوة الأحوال الجوّية وأحابيل الشيطان، بلغ سمعان في نهايتها اللاهوى المغبوط بنعمة الروح القدس الذي سكن فيه، فاقترح على رفيقه أن يغادر البرّية ليعين الآخرين جائلاً في الدنيا ساخراً، بعون المسيح. ظنّ يوحنّا أنّ سمعان ضحيّة وهم شيطانيّ، لذلك نصحه وذكرّه بالوعد الذي قطعاه، ألا يفترقا البتّة. ولمّا لم تصمد حجّة في وجه تصميم سمعان، فهم يوحنّا أن في الأمر إلهامًا إلهيًّا، فتركه يذهب. وتوجه سمعان الى القدس ثم أنطلق الى حمص ونسك التباله من اجل المسيح، على ما فيه من مخاطر، وخدم لدى خمّار عامله بخشونة في البدء، وعاش رجل الله سمعان في قلب المدينة بلا هوى. وكانت له موهبة الإمساك فصار يقضي فترة الصوم الكبير لا يأكل خلالها شيئا.

وذات يوم ، أخذ يلقي الحجارة على المارّة الذين ارادوا أن يدخلوا شارعا اجتمعت فيه الأرواح الخبيثة لئلا يهلك احد منهم، وعناية القديس المتباله شملت الجميع خصوصا الممسوسين الذين شفى منهم بصلاته عددا كبيرا، بعدما تظاهر انه مثلهم، هذا ولم يكن سمعان يكّلم بتعقّل إلا الشماس يوحنا الذي أبرأ ابنه وخلصه من تهمة افتراء بالقتل. وقبل يومين من مغادرته الى ربّه روى للشماس قصة حياته ونصحه في عدم الدنو من الهيكل المقدّس، وفي قلبه افكار سيئة ضد أحد.

ولم يشأ ان يكون موضع إعجاب أحد بموته لذلك اندسّ تحت كومة خشب ليحمل القوم على الظّن أنه هلك سحقا بها. ولم يبال احد حتى بغسله وذهبوا ليواروه الثرى، دون شموع ولا تراتيل، في مقبرة الغرباء. فلمّا مرّوا ببيت صانع زجاج يهودي، كان سمعان قد هداه الى المسيح، سمع إنشادًا لم يكن ممكنا سماع مثله على الارض، يصدح به جمهور كبير على نحو غير منظور. وإذ أصابه الدهش تطلع من النافذة فرأى رجلين ينقلان جسد رجل الله، فهتف “مغبوط انت، أيها المجنون لأنك بحرمانك صحبة الإنشاد البشري، أنشدتك القوات السماوية” ثم نزل ودفنه بيديه.

القدّيس الشهيد فيكتور مارسيليا

ولد القدّيس في كنف عائلة نبيلة من عائلات مرسيليا خلال القرن الثالث الميلاديّ. عمل في حرفة السلاح. خدم الأمبراطور ببسالة وولاء. ولكن لمّا زار الأمبراطور مكسيميانوس (حوالي العام 288م) مارسيليا في مطلع زمن اضطهاد المسيحيين، لم يشأ فيكتور أن يخفي إيمانه وأخذ يشجّع رفقة السلاح المسيحيّين ألا يخافوا من يقتلون الجسد ليُحسبوا مستأهلين الجوائز السماويّة. ليل نهار كان ينتقل من بيت إلى بيت يحضّ المؤمنين على معركة الإيمان ويرافق الشهداء إلى مواضع تعذيبهم. جرى إيقافه، هو أيضًا، واستيق مقيّدًا بالسلاسل إلى أمام الأمبراطور. وإذ بقي غير متزعزع إزاء تهديدات الطاغية ووعوده الخدّاعة أخزى غرور عبادة الأوثان مذيعًا بالمسيح إلهًا حقيقيًّا أوحد. جرّره الأمبراطور في الشوارع وساّمه إلى ضرب الشعب وإهاناته له. لكن القدّيس بقي مذيّعًا للإيمان بالمسيح بقوّة. مزّقوا لحمانه فظهر له السيد وفي يده الصليب ووعده بإكليل الخلود. في الليلة التالية ظهر له ثلاثة ملائكة في سجنه فأصاب حرّاسه الذهول واهتدوا إلى المسيح واقتبلوا المعمودية وماتوا ميتة الشهداء قبل معلّمهم وهم: الكسندروس ولونجينوس وفاليسيانوس.

بعد ذلك بثلاثة أيام وقف القدّيس للقضاء فقلب بركلة من رجله تمثال جوبيتير الذي شاءه الأمبراطور أن يقدم له فرض العبادة. سخط عليه مكسيميانوس وقطع له رجله وبعد سلسلة عذابات قطعوا رأسه.

القدّيس برثانيوس

أصله من بتسونيا في تساليا. انكبّ على الوصايا الإلهيّة منذ الطفوليّة.

صار أسقفًا على رادوبيسديون، في مقاطعة أرتا.
لم يتخلّ عن سعيه النسكيّ ولم يكن يأكل سوى الأعشاب النيئة.

وحين لا يكون مهتمًا بقطيعه الروحيّ ويوزّع الحسنات على الفقراء، كان يحبّ الإعتزال في الحقل بقرب قطعان الأبقار.

لهذا السبب تمتاز رفاته، التي يفوح منها الطيب، بالقدرة، بنعمة الله، على شفاء أمراض القطعان.

رقد بالربّ في 21 تمّوز من العام 1777م.

الطروبارية

يا إله آبائنا الصانعَ دائماً بحسبِ وداعتكْ لا تبعد عنّا رحمتك، بل بتوسلاتهم دبّر بالسلامة حياتنا.

GoCarch