٢٢ تشرين الأول – القدّيس أفركيوس – القدّيسين الشهداء الكسندروس الأسقف وهرقل وحنّة وأليصابات وثيودوتي وغليكارية – القدّيسين الفتية السبعة الذين في أفسس

March-2-2019

القدّيسين الكسندروس الأسقف وهرقل وحنّة وأليصابات وثيودوتي وغليكارية
لا نعرف الزمن الذي عاش فيه ألكسندروس ولا المكان الذي كان أسقفًا عليه. جلّ ما وصلنا أن السلطات ألقت القبض عليه بعدما اجتذب عددًا من الوثنيين إلى الإيمان بالمسيح فأسلم إلى الجلاّدين اقتصاصًا منه. لم يلن إزاء تدابير معذبيه ولا ضحّى للأوثان كما أرادوا. في المقابل، تحرّك قلب أحد الجنود واسمه هرقل لمرأى ألكسندروس ثابتًا صابرًا واثقًا وسط هذا الحجم من الآلام فآمن وجاهر بإيمانه. أخذ الوالي غضب شديد عليه وأمعن فيه تعذيبًا وتقطيعًا. وإن أربعة من النسوة الحاضرات أعلنّ، هن أيضًا، إيمانهن، فقتلهن الوالي مع ألكسندروس.

القدّيسين الفتية السبعة
كان هؤلاء السبعة أخوة وقد وردت أسماؤهم في لتراث، وهم: يمفلخيس، يوحنا، مرتينس، أنطونينوس، مكسيميليان، ديونيسيوس وقسطنطين. وقد فرّوا في زمن الاضطهاد من وجه عمّال الأمبراطور واختبأوا في مغارة في أفسس، وإذا عرف الوالي بأمرهم سدّ عليهم المغارة فقضوا فيها شهداء.
أمّا تفاصيل أخبارهم فيعتروها الإبهام لا سيما وهناك روايات خارقة تناقلتها الاجيال بشأنهم. فهؤلاء السبعة هم الذين درجت تسميتهم في التاريخ ڊ”أهل الكهف”، وقد قيل عنهم أنّهم ماتوا ولم تبل أجسادهم، ثم عادوا إلى الحياةمن جديد بعد حوالي مئتي عام. وحسب هذه الرواية كان استشهادهم في زمن الأمبراطور الروملني داكيوس وانبعاثهم في زمن الأمبراطور البيزنطيّ ثيودوسيوس الصغير.

تفيد الخدمة الليتورجيّة الخاصة بهم أن هؤلاء الأخوة كانوا ذوي مناصب عالميّة جعلتهم من أصحاب الكرامة والمجد. لكنّهم اطّرحوا عنهم اعتبارا البشر وامتثلوا لأمر الله عندما كان عليهم أن يختاروا بين الله والقيصر “الجائر الأثيم”. وقد اختبأول في المغارة ولم يبرحوا فيها متضرعّين إلى الربّ أن يمنحهم قوّةً واقتدارًا، لكنّ الربّ جعلهم يرقدون كلّهم بسلام. ثم بعد ثلاث مئة وأثنتين وسبعين سنة بعثهم من التراب بتضرّعات الملك التقي الحسن العبادة، وأمّا شهادة ذلك فحاجة الملك إلى برهان حسيّ يثبت فيه صحّة عقيدة القيامة في وجه من كانوا ينكرونها. وتقول خدمة صلاة المساء أنّهم لم يشعروا بشيء عندما رقدوا ولم يشعروا بشيء عندما انبعثوا.
على أن مصادر أخرى تفيد أن أجسادهم طيلة هذه المدة بقيت سالمة من الفساد طريّة وحسب ولا تتحدث عن قيامة لهم من بين الأموات مهما يكن من أمر، فأنّ وجه العجب الذي جعل الكنيسة تحفظ تذكارهم اليوم هو ايثارهم الموت على نكران الربّ يسوع.

القدّيس المعادل للرسل آفيركيوس الصانع العجائب
عاش أفركيوس في زمن الأمبراطور الروماني ماركوس اوريليوس (161م -180م).
منبج (هيرابوليس) التي كان أسقفا عليها هي في مقاطعة فيرجيا في آسيا الصغرى.
أكثر ما أمتاز به القديس أفركيوس أنّه كان رجل صلاة، غيورا لإلهه نظير إيليا النبيّ، في خضمّ عالم وثني مستغرق في ضلاله. فلقد عرف، في أوقات الشدّة، كيف يحمل أوجاع شعبه على محمل الصلاة ذارفا الدموع السخيّة من أجله.كذلك عرف،كرجال الله الكبار، كيف يتحرّك بقوّة الصلاة وفعلها.
من أخباره أن أمرا أمبراطوريا قضى بأن يشترك كافة الشعب في أحتفالات خاصة تكريما للآلهة.فأقبل الناس في كل مكان يقدّمون الذبائح للأوثان ويشاركون في هذه الاحتفالات على ما فيها من مجون وتهتّك.فلما عاين أسقف منبج ما كان يجري فيها ساءه الامر جدا،فأقفل على نفسه وأخذ يصلي،بحرارة ودموع،إلى السيد سائلا إياه أن يفتقد هذا الشعب السالك في الظلمة وظلال الموت.وبعدما أقام على ذلك وقتا طويلا حضره ملاك الرب وقال له أن يذهب ويحطم مذابح وتماثيل أبولون وسائر الآلهة الوثنية. فنهض في الليل متقويا بالأمر الإلهي وأخذ عصاه ونزل إلى الهيكل الوثني فحطم الأصنام التي كانت فيه وقلب المذابح إلى آخرها.وما كان ينتهي منها حتى حضر الحرّاس ورأوا الهيكل مقلوبا رأسا على عقب،فبادرهم القدّيس أفركيوس بالقول :لقد أصطرعت الآلهة فيما بينها وحطّم بعضها بعضا، وفيما البلبال سار بين الحرّاس خرج القدّيس أفركيوس من المكان وتوارى.
وانتشر في اليوم التالي خبر ما جرى فاستبدت النقمة بالناس واندفعوا يبحثون عن اسقف منبج ليقتصوا منه.أما أفركيوس فبدل أن يتوارى فقد ذهب إلى سوق ألمدينة وأخذ ينادي بالمسيح هناك.ويشاء التدبير الإلهي أن تبلغ الجموع السوق في الوقت ألذي أخرج أفركيوس أرواحا خبيثة من ثلاثة رجال اعتادوا أن يروعّوا سكان المدينة لمسّ كان فيهم من الشياطين.فلمّا عاين الناس ما جرى تسمّروا في أمكنتهم وأخذ بعض الاصوات يخرج من بينهم هاتفا :عظيم إله المسيحيين. ويقال أن جميع ألذين عاينوا العجب ما لبثوا أن أعلنوا إيمانهم بالمسيح وأعتمدوا. حتى حاكم ألمدينة المسمّى بوبليوس آمن بالمسيح بعدما أعاد القدّيس أفركيوس البصر إلى أمه العمياء باسم يسوع.
أسم يسوع المسيح، له المجد، كان بالنسبة لهذا الأسقف مصدر قوة وبركة.وإذ كان يتفّوه به، كان يتفّوه بكل الثقة وأليقين اللذين أعتاد الرسل أن يواجهوا بهما كل ألظروف الحرجة والمواقف المستعصية. من ذلك مثلا أن خبر القدّيس أفركيوس والآيات التي كانت تجري على يديه بلغ أذني الأمبراطور فاستدعاه ليشفي له أبنته التي كان فيها روح شرير.فذهب القدّيس إلى روما ليشهد للرب الإله هناك أيضا.ولمّا أحضروا الفتاة إليه أخذ الروح ألخبيث فيها هياج فشرعت تسب وتلعن وترغي وتزبد وتجرّح نفسها.فرفع القدّيس أفركيوس يده وردّد ما اعتاد الرسل قوله:أيها الروح ألشرير، باسم ربي يسوع ألمسيح، آمرك أن تخرج من هذه ألصيبة ولا تعد تدخل فيها.فصرعها الشيطان وخرج منها مغلوبا على أمره. وسقطت الفتاة أرضا، حتى أخذت الجميع دهشة وظنوا أنها ماتت.فدنا الأسقف منها وأخذها بيدها وأقامها سالمة معافاة ودفعها إلى والدتها.
وكان لما جرى وقع عظيم على الملكة والحاشية والحاضرين، فشكرت وأطنبت وعرضت على الأسقف مالا وهدايا، فأمتنع، فشدّدت فسألها قمحا لفقراء منبج ومستشفى فلّبت. ويقال أن روما أستمرت تقّدم القمح لمنبج كل سنة إلى زمن الأمبراطور يوليانوس الجاحد (361 -363م).
إلى ذلك كله كان القدّيس أفركيوس غيورا على إستقامة الإيمان، وقد جال كما لم يجل أسقف من قبله،فأقام وتنقّل طيلة عامين بين إنطاكية العظمى وأفاميا ونصيبين وبلاد ما بين النهرين وسواها ملاحقا هرطقة مرقيانوس وكارزا بالتعليم القويم. يذكر أن مرقيانوس هذا هو الذي فصل العهد الجديد عن العهد القديم وأسقط هذا الأخير بحجة أن إله العهدين ليس واحدا، كما قال بشبه إنسانية المسيح وآلامه بحقيقيتهما. هذه الهمّة والدأب الرسوليان اللذان كانا لأفركيوس هما ما حديا بالكنيسة إلى إطلاق لقب ألمعادل الرسل عليه.
بعد ذلك عاد أفركيوس إلى مدينته راعيا يعلّم ويعمّد ويشفي ويطرد الشياطين. وقبل أن تحضره الوفاة جاءه من العليّ إعلان بذلك فأعد نفسه وبنى لنفسه ضريحا ونقش عليه كتابة ما زالت إلى اليوم محفوظة في المتحف اللاتراني في روما. ومما جاء في هذه الكتابة :” أنا مواطن من هذه المدينة الشريفة، شيّدت هذا الضريح لنفسي وأنا بعد حي ليكون لي موضع راحة لجسدي. أدعى أفركيوس وأنا تلميذ راع طاهر يرعى خرافه في التلال والسهول، وله عينان كبيرتان ويرى كل شيء.هو ألذي علّمني كلام الحياة وأرسلني إلى روما لأعاين المدينة المتملكة وأشاهد ألملكة بأثوابها الذهبية. وعندما عدت من رحلتي مررت بسهول سورية ونصيبيين البهيّة وعبرت بالفرات.وحيثما حللت كان بولس رفيق أسفاري.بالإيمان سلكت. والإيمان قدّم إليّ سمكة…أصطادتها عذراء نقية وهي تقدمها لصحبها مأكلا على الدوام.ولها خمرة طيبة تقدمها مع الخبز.
هذا الكلام نقشته على الرخام، أنا أفركيوس إذ كان لي من العمر أثنتان وسبعون سنة. فمن قبل إيماني وقرأ هذه الكتابة فليصّل لأجلي”.
وبعدما رأى أفركيوس القدّيس أن كل شيء بات مهيأ ودّع أحبته ورقد بسلام في الرب.

الطروبارية
+ لما ماثلت الرسل بالغيرة، أضأت في الكنيسة مثل كوكب الصبح، مظهرًا بأعمالك القوة المُعطاة من الله، يا افركيوس رئيس الكهنة، لأنك بقوة فعل العجائب الشريفة أرشدت الضالين إلى مداخل حُسن العبادة.
+ إن الفتية السبعة في العدد الذين في أفسس، قد لمعوا بشعاعات المواهب السبعة لنعمة الروح القدس، ولبثوا متعالين عن الفساد وهم مائتين بما يفوق العقل، لسنين طويلة، وهم يؤكدون علانيةً قيامة العالم بأسره للهاتفين: المجد لمن أبقاكم غير فاسدين، المجد لمن أنهضكم، المجد لمن دحض بكم العقيدة الغريبة.

GoCarch