٢٢ نيسان – القدّيس البار ثيودوروس السيقي أسقف أناستاسيوبوليس – القدّيسين الشاهدين أبيبوديوس وألكسندروس الليّونيين

September-5-2018

ألقدّيسين أبيبوديوس وألكسندروس الليّونيين

القدّيسان كانا سيدين معتبرين من مدينة ليون الفرنسيّة. ألكسندروس كان من الشرق، من آسيا الصغرى كما يُظن. كلاهما كان في زهرة العمر. درسا معًا وارتبطا بصداقة حميمة. هذه قويت وتروحنت لاقتبالهما الإيمان بيسوع المسيح. كان كلّ واحد منهما يشدّد الآخر في مراقي التقوى وسيرة الفضيلة لا سيما في محبّة الله والقريب.

عندما اندلعت الحملة على المسيحيين في زمن سبتيموس ساويروس سنة 177م خرجا من المدينة واختبأا في بيت أرملة مسيحيّة فقيرة لكن الجند استطاعوا أن يجدوهما فأودعا السجن، وبعد ثلاثة أيام عُرضا على القاضي الذي غضب منهما بسبب إيمانهما بيسوع المسيح وهو الذي قتل العدد الكبير غير أنّه بقي من الشعب من قام ليعترف ويجاهر بالإيمان بيسوع وهما هذان القدّيسان.

حاول فصلهما عن بعضهما علّه بذلك يؤثر في موقفهما ويجعل أحدًا منهما يتراجع عن إيمانه لكن المحاولة فشلت لأنّ أبيبوديوس وهو الأصغر سنًا أظهر قوّة في الثبات على إيمانه اندهش بها القاضي لذا أسلمه إلى الموت فقطع رأسه وحاول في اليوم التالي ترهيب الكسندروس بعرض أبيبوديوس وأراه ماتعرّض له من عذاب لكن الأمر لم يثنِهِ عن الشهادة للربّ لذا صدر بحقّه هو أيضًا القرار بقطع رأسه وهكذا قدّما الإثنان ذبيحة للربّ.

ألقدّيس البار ثيودوروس السيقي أسقف أناستاسيوبوليس

ابصر القدّيس ثيودوروس النور في منطقة أنقرة في آسيا الصغرى، وهو ابن زنى لامرأة اسمها مريم. و إذ شاء الربّ الإله أن يخرج الطاهر من النجس. من هنا تسميّ “ثيودوروس” أي هبة الله. وقد أعطى الرب أمّ الولد إشارة تابت على أثرها وسلكت بمخافة الله.

شاءت أمّه أن تجعله في خدمة الملك، وهو بعد في السادسة، ظهر القدّيس جاورجيوس وأعلن لها أن ملك السموات بحاجة إليه. أرسل الولد إلى المدرسة فأبدى ميولاً ممتازة للدرس والمعرفة، تحرّكت الغيرة الإلهية في قلبه بتأثير خادم تقي فاضل كان لهم، وتعلم منه الصبيّ الصوم فصار لا يأكل إلا القليل القليل وكان يظهر للفتى القدّيس جاورجيوس ويدعوه للصلاة والتأمل في الكتاب المقدّس بصمت، وكان يأتيه القدّيس ايضاً في نصف الليل ويأخذه إلى الكنيسة ليحيي الليل ساهرًا في الصلاة. وقد حاولت الأم أن تقف في وجه الصبيّ مرّات فظهر لها القدّيس جاورجيوس ومنعها طالباً منها أن تترك الصبيّ وحاله لأن الربّ الإله هو الذي يهتمّ بأمره. وشرع ثيودوروس يتمرّس في الجهاد ضدّ تجارب إبليس.

في سنّ الخامسة عشرة، قرّر ثيودوروس أن يمضي حياته في كنيسة القدّيس جاورجيوس. ومنّ عليه القدّيس جاورجيوس، بنعمة الله، بالقدرة على شفاء المرضى وطرد الشياطين. ولكي يجتنب ثيودوروس الصيت الطيّب ويمضي في ارتقاء سلّم الفضائل فإنه احتقر لنفسه في الجبل سرداباً حيث بقي متوارياً لا يدري بأمره أحد طيلة سنتين كاملتين. وحين اكتشفت أمه مكانه أعادته إلى الكنيسة، ولما عرف الأسقف أناستاسيوبوليس بمآثر هذا الحدث بادر إلى المجيء إليه بسرعة. وأضفى عليه الرتب الكنسية، حتى الكهنوت. مذ ذاك, ازداد ثيودوروس تشدّداً في نسكه. حجّ إلى أورشليم على قدميه وزار الأديرة ونسّاك البريّة واقتبل الثوب الرهباني المقدّس في دير الخوزيبا. وقد تلألأت النعمة في قدّيس الله فأخذ يشفي المرضى ويطرد الشياطين من الذين كانوا يقبلون إليه. وقد منّ عليه ربّه بالمزيد من أنعامه فكانت الحيوانات تدنو إليه بسلام، وهو في قفصه، لتتلقى من يده بعض الحلوى.

نمت الأخوية حوله نمواً ملحوظا, كما التمس عدد من الذين كان بهم مسّ وشفوا البقاء معه. على هذا ضاق المكان بمن فيه فجرى بناء كنيسة جميلة حملت اسم رئيس الملائكة ميخائيل. واستمر ثيودوروس في سعيه وأوضحت صلاته العجائبية بركة تلك الناحية بصورة مميّزة. كان يشفي المرضى ويطرد الشياطين ممن كانوا يقصدونه ويلازمون الكنيسة أياماً في انتظار المنّة الإلهية.

إثر وفاة أناستاسيوبوليس, حُمِل ثيودوروس عنوة إلى انقرة حيث جرت سيامته أسقفاً عليهم. مذ ذلك شعّ كنجم في سماء أبرشيته لعجائبه وإحساناته وتوجيهاته الروحية. كان مثالاً يحتذى للكمال الإنجيلي. أمضى بعض الوقت في المدينة المتملكة، وجرت، هناك، على يديه أشفية كثيرة. عاد إلى ديره لينعم بالسكون. ذات ليلة ظهر له القدّيس جاورجيوس، ودعاه إلى مرافقته في رحلة طويلة. وما أن حلّ الأحد الجديد الذي صادف في تلك السنة عيد القدّيس جاورجيوس، حتى ودع تلاميذه مؤكدًا لهم شفاعته لدى الله إذا ما اعتنوا هم بأمر خلاصهم ورقد

الطروبارية

+ منذ عهد الأقمطة عرفت طاهراً متقدساً، وظهرت مملوءاً من المواهب، فأنرت العالم بالعجائب الباهرة، وطردت محافل الأبالسة، يا خادم الإلهيّات ثاودورس، فابتهل إلى الرب من أجلنا

GoCarch