٢٢ أيار – تذكار القدّيس الشهيد فاسيليكوس – والقدّيس الجديد في الشهداء بولس صانع الأخفاف

September-6-2018

القدّيس بولس

القدّيس بولس من قرية اسمها سوبوتو بقرب كالافريتا في البلوبونيز اليونانيّة. نشا في كنف عائلة فقيرة ولكن تقية، عمل في سنٍّ مبكرة صانعًا للأخفاف. اسمه بالمعمودية بناتيوس، انتقل إلى باتراس ليومّن لنفسه ضرورات العيش. بعدما أمضى فيها أربع عشرة سنة عاد إلى نواحي مسقط رأسه فاستقرّ في بلدة كالافريتا حيث أجّر محل عمل وشرع في صنع الأخفاف.

ذات يوم حصل خلاف بينه وبين صاحب المحل بشأن الإيجارة التي كان بناتيوس يدفعها واحتدّ النقاش حتّى قال بناتيوس أنّه خير له أن يصير مسلمًا على أن يدفع له المزيد. غير أن بناتيوس عاد إلى رشده وأعترف لأبيه الروحي بخطاياه فنصحه أبوه الروحيّ بالتوجّه إلى الجبل المقدّس في آثوس حيث بإمكانه أن يكون بسلام وينمو روحيًّا، فأخذ بنصيحة الكاهن وجاء إلى دير اللافرا وسكن فيه وأصبح تحت رعاية راهب اسمه تيموثاوس. بمرور الوقت كبر بناتيوس بالروح وصار اسمه بولس وانتقل إلى دير روسيّ ومارس مهنته هناك مدّة ثلاث سنوات، وخلال هذه الفترة تنامت في نفسه الرغبة في الاستشهاد، وأخبر شيوخ الدير بذلك فطلبوا إليه أن يتريث لأنّ الوقت لم يحن ليخوض مثل هذه التجربة، وبعد فترة تدريب له على احتمال المشقات والأتعاب والمواجهات انتقل بولس إلى تريبوليس حيث زار ابن عمّه الذي أصبح مسلمًا وطلب إليه مرافقته إلى المفتي وحصل منه على فتوى تسمح له باسترداد إناءه ذو الحجارة الكريمة أي مسيحيته وتوجّه إلى الوالي وتفوّه أمامه بكلمات قاسية بحق محمّد والإسلام فحاول الوالي ثنيه عن موقفه وإعادته إلى الإيمان الإسلامي لكن ذلك لم ينفع شيئًا فصدر القرار بقطع رأس بولس ووري الثرى في دير القدّيس نيقولاوس بقرب مدينة تريبوليس وكان ذلك في العام 1818م.

القدّيس الشهيد فاسيليكوس

تعرّض القدّيس فاسيليسكوس للتعذيب من اجل المسيح مع القدّيسين أفتروبيوس وكلاونيكوس في أماسيا. وردّ إلى السجن بعدما تمّ إعدامهما، وفيما هو يبكي ظهر له الرب يسوع المسيح مؤكدا له، بانه لن يكون دون رفيقيه مقاما.
في اليوم التالي رأى أبواب السجن مفتوحة فتوجه إلى مسقط راسه، ودّع أمّه وأقرباءه وحثّهم على حفظ الأمانة للمسيح وأن يصلّوا له لكي يثبت في أعترافه.ثم عاد إلى السجن. وذكر أمام الحاكم الجديد اسم القدّيس فاسيليسكوس، فأمر بنقله إلى كومانا مع بقيّة الأسرى المسيحيّين، ليحاكم هناك.واخرج من السجن وكبل بقيود ثقيلة، وإذ توقفوا للراحة في قرية داكوزارا، واوثق إلى شجرة دلب جفت من سنين طويلة. وفيما كان الجنود يتناولون طعامهم،لدى سيّدة اسمها ترواني، حدثت هزّة أرضية بعد ان علت صلاة القدّيس، لما نهض المتسكعون، الذين سقطوا أرضا، تبين لهم ان الشجرة أخضرّت وان ينبوع ماء كان ينساب عند قدمي القدّيس المغبوط.
فآمنت تراوني بالمسيح، هي وكل بيتها.وقد أعطي فاسيليسكوس، بعدما أعتق ممسوسين من الأرواح الخبيثة وشفى المرضى، أن يهدي إلى المسيح، حتى جنود المواكبة، الذين امتلاؤا توقيرا لأسيرهم فحلّوه من أربطته وتابعوا السير وكان القدّيس يجترح المعجزات ويهدي الشاردين، وكان يقول لهم أنه يغتني بمحبة المسيح، والأعمال الصالحة هي التي تجمله وتتعزى روحه بالصلاة.
وصل القدّيس إلى كومانا، وامرهم أغريبا بسوقه إلى الهيكل ليقدم الأضاحي للأوثان، لكنه أجاب أنه يقدّم ذبيحة التسبيح لله في كل حين، إلى الأب الكلي القدرة والرب الإله والملك السماوي ورب الجنود والمخلّص والرؤوف والرحوم والطويل الأناة والغني بالرأفة. فسخط الحاكم وقال له: “ضحّ باسم الإله الذي تشاؤه، ولكن ضحّ ولننتهي..”
مدّ فاسيليسكوس يديه نحو السماء ورفع صلاة حارّة، وللحال نزلت نار من السماء واحرقت الهيكل وانتشرت ألسنة النار في الحاكم، وانحفظ القدّيس من ألسنة اللهب بصورة عجائبية، فاتهمه الحاكم بالسحر.فقال له القدّيس ان قوة الله هي التي صنعت كل ذلك لتبيّن ان آلهة الوثنيين ليست سوى عدم ووهم.
وبعد ان تأكدّ للقاضي الثبات غير المتزعزع للقدّيس في موقفه، لفظ في حقّه حكم الموت. فأخرج فاسيليسكوس خارج المدينة، حيث جرى قطع رأسه.فاشترى رجلا مسيحيا جسده ودفنه بإكرام جزيل وبنى كنيسة فوق ضريحه.

طروبارية الشهيد فاسيليكوس

شهيدك يا رب بجاهده نال منك الأكليل غير البالي يا إلهنا لأنه أحرز قوّتك فحطم المغتصبين وسحق بأس الشياطين الّتي لا قوة لها فبتوسلاته أيها المسيح الإله خلّص نفوسنا.

GoCarch