٢٤ أيلول – القدّيسة تقلا الشهيدة الأولى المعادلة للرسل – القدّيس كوبريوس – القديس سلوان الآثوسي

March-2-2019

القدّيس كوبريوس
عاش القدّيس كوبريوس في فلسطين في القرن السادس. في ذلك الوقت كانت بعض القرى المسيحيّة عرضة لغزو قبائل البدو. فحدث في إحدى هذه الغزوات أن فرّ المسيحيّون إلى دير في الجوار هو دير القدّيس ثيودوسيوس. وكانت امّ كوبريوس يومها حاملاً، وإذ لم تستطع بلوغ الدير لأن آلام الوضع حضرتها، هوت فوق كومة من الزبل ووضعت وليدها ثم رقدت.
وما أن انتهت الغزوة حتّى اكتشف رهبان الدير طفلاً فوق كومة الزبل يبكي فأخذوه إلى القدّيس ثيودوسيوس الذي أسماه كوبريوس، أي الزبل وجعل عليه من أخذ يسقيه من لبن العنز كلّ يوم. وعندما بلغ سنًا موافقة أحصيَّ في عداد الرهبان.
أحبّ ثيودوسيوس الولد كثيرًا لأنّه كان بريئًا بسيطًا. بقي في الدير متجمّلاً بالفضائل ومحبّة الله، إلى أن بلغ التسعين، وقبل رقاده بقليل ظهر له القدّيس ثيودوسيوس ودعاه إلى الانضمام إليه في المساكن العلويّة.

القدّيسة تقلا الشهيدة الأولى المعادلة للرسل
وُلدت القدّيسة تقلا في مدينة ايقونية، في آسيا الصغرى، من أبوين وثنيين. وما أن بلغت الثامنة عشرة من عمرها حتّى خطّبها ذووها إلى شاب اسمه تاميريس. لكنّها لم تتزوّج لأنّ الرسول بولس مرّ برفقة برنابن بإيقونية مبشّراً بالإنجيل، فصطادها الربّ الإله بكرازته، فآمنت بالمسيح يسوع مخلّصاً.
اعترفت تقلا لأمّها بأنّها لم تعد ترغب في الزواج وأنّها قد نذرت نفسها للربّ يسوع المسيح، فحاولت أمّها ثنيها عن عزمها، لكن دون جدوى.
تحدّثت إليها بالحسنى فأبت، فأشبعتها ضرباً فثبتت. حرمتها الطعام فأصرّت. فازداد غضب أمها وودّت لو قتلتها. لأنه كيف لها أن تمحو عار ابنتها بين الناس!؟ فأخذتها إلى والي المدينة وحاول هذا، بكلّ الطرق الممكنة، أن يردها عن قرارها، فرأى فيها إرادة صلبة ثابتة لا تلين، فهدّدها أن يلقيها في النار حيّة فلم تأبه، فأمر بإيقاد نار شديدة وألقاها فيها فحفظها الله سالمة من كلّ أذى.
استطاعت أن تفرّ من المدينة وتبعت الرسول بولس وجاءت معه إلى انطاكية.
في انطاكية واجهت استشهادها الثاني. فلقد وقع عليها نظر رجل من أثرياء القوم في المدينة، فحاول خطفها وإذلالها، فقاومته بضراوة. وإذ أراد أن ينتقم لكرامته المجروحة وشى بها لدى الوالي أنّها مسيحيّة، فحكم الوالي عليها بالموت، وألقاها للوحوش فلم تمسها بإذى، فحاول مرات عدّة إلا أنه لم ينجح فأطلقها حرةً.
وهكذا إنطلقت قديستنا تقلا تبشر في سلفكية الشام أي معلولا حيث أقامت هناك ناسكة في مغارة، وقد أعطاها الربّ موهبة شفاء المرضى، فتدفّق عليها الناس هذا الأمر لم يرق لأطباء المدينة فأرسلوا رجالاً لإذلالها فهربت منهم ورفعت الصلاة إلى الربّ واستغاثت به فانشقت الصخرة ودخلت فيها، فكانت الصخرة مخبأً لها ومدفناً.
ويظن ان رقادها كان حوالي العام 90م. وهي أولى الشهيدات المسيحيات.

القدّيس سلوان الأثوسي
ولد القديس سلوان الآثوسي في روسيا الوسطى عام 1866، وكانت عائلته عامية فلاّحة. كان انساناً بسيطاً، قوي البنية، هاجس الإلهيات لم يغادره منذ الطفولة. في التاسعة عشرة من عمره احتدّت روح الرب فيه فكان كثير الصلاة يبكي خطاياه. واستمر هكذا ثلاثة أشهر. مذ ذاك، اتجه ذهنه ناحية الرهبنة، لكنه انتظر نهاية خدمته العسكرية.
وصل إلى دير القديس بندلايمون في جبل آثوس في خريف 1892. هناك سلك في الطريقة التي يسلك فيها جميع الرهبان: صلوات في القلاية، صلوات في الكنيسة، أصوام، أسهار، اعترافات، مناولة، قراءة، عمل وطاعة. شهادات الرهبان عنه كانت طيبة. خدم في مطحنة الدير. قلةٌ عرفته معرفة جيدة. ومن هذه القلة تلميذه الأرشمندريت صفروني الذي كتب سيرته وجمع أقواله واهتم بابراز قداسة سيرته إلى أن أعلن المجمع القسطنطيني قداسته في تشرين الثاني عام 1987. جاء في بروتوكول اعلان قداسته الذي صدر عن البطريرك المسكوني ديمتريوس والمجمع القسطنطيني المقدس: “..تفوق.. في الفضيلة، جاعلاً نفسه بالورع وقداسة السيرة أنموذج حياة في المسيح يحتذى وأيقونة حية للفضيلة… أظهر نفسه معلماً رسولياً ونبوياً للكنيسة وللمؤمنين. بلغ قامة روحية عالية وأضحى اناء للروح القدس يمارس محبة نادرة. شرّفه الله بمواهب شفاء المرضى والمتألمين وبحدس عجيب…”.
كان في صلاته لا يكف عن ترداد هذه الكلمات: “كيف أشكرك، ربي، على نعمك الجزيلة؟! فلجاهل ولخاطئ أنت تكشف أسرارك. العالم يلفه اليأس وإلى الهلاك يمضي، وأنت تفتح لي أبواب الحياة الأبدية، أنا، آخر الكل وأسوأ الجميع! أيها السيد ليس في وسعي أن أخلص وحيداً فهب العالم كله أن يعرفك!”.

الطروبارية
+ يا تقلا البتولُ أولَى الشَّهيدات، قد ألهبكِ حبُّ السَّماوات. حينَ صرتِ لبولسَ الإلهي، خيرَ رفيقةٍ وضحيةً مقبولة، لا تخافُ من شدَّةِ العذابات. فيا مجيدة إبتهلي إلَى ختَنِكِ، أن يمنحَ الكنيسةْ الرَّحمةَ العظمى.
+ صرت كارزاً بحب المسيح، أنت الأعذب في اللاهوتيين، يا مثلث الغبطة سلوانس. لأنك نظرت إلى المتواضع والوديع، متعلماً من قلبه ما تستطيع. فنحن كلُّنا مستنيرين بأقوالك نمجِّدُ الروح الذي مجَّدك

GoCarch