٢٤ أيار – القدّيس البار نيقيطا بيريسلاف الروسي العموديّ – القدّيس البار سمعان العمودي الذي من الجبل العجيب – ماركياني الشهيدة – وسوسانة الشهيدة

September-6-2018

القدّيس نيقيطا

عاش القدّيس نيقيطا في الفحشاء والتفلّت شابًا. حدث له مرّة أن دخل إلى الكنيسة فلفتته كلمات النبي إشعياء: “اغتسلوا . صيروا أنقياء” اخترقت كلمات النبي نفسه عميقًا وأحدثت فيها توبة عارمة. ترك منزله وزوجته وأرضه وانضمّ إلى دير قريب من بيريسلاف حيث أقبل حتّى الموت على نسك صارم. قيّد جسده بسلاسل حديديّة كما أقفل على نفسه على رأس عمود. عُرِفَ بالعموديّ ومَنَّ الله عليه بنعمة عظيمة حتّى شفى العديدين من أدوائهم. من بين الذين أبرأهم ميخائيل، أمير شرنيكوف، الذي شفاه من الشلل. ذات يوم لاحظ بعض الأشرار السلاسل عليه تلمع فظنّوا أنّه يحمل على نفسه الفضّة، فقتلوه وأخذوا السلاسل. حدث هذا في 16 آيار من العام 1186م، لكنّه ظهر لأحد الشيوخ واسمه سمعان وأخبره عن مكان السلاسل وأن يجعلها في القبر بالقرب من جسده، وهكذا كان.

القدّيس البار سمعان العموديّ الذي من الجبل العجيب

ولد في أنطاكية، من أبوين عطّارين من الرها. في سن الخامسة نجا وامه بأعجوبة من هزّة أرضية ضربت أنطاكية، لكن أباه قضى تحت الأنقاض.واكتشف الولد ديرا صغيرا يديره يوحنا العمودي، الذي كان اشعره ملاك الرب بسلسلة من الرؤى، بقدوم سمعان. فاستقبله بفرح كمختار من الله وضمّه إليه للحال.و علامات الحكمة والزهد التي استبانت على الولد أذهلته. وقد تشدّد في سعيه إثر رؤيا أبان له الرب يسوع المسيح فيها أن انتصابه على العمود يشبه صلّب السيّد، وأن هذه له هي الوسيلة للأقتداء بالآمه الخلاصية.وكان قواما الليل بطوله حتى يتلو كتاب المزامير برمّته، اما نهاريه فكان يقضيها في تمجيد الله في عربة عن كل طعام. لامه رئيسه وطلب منه الإقتداء به فكان جوابه إنه لا يشاء أن يسيء إلى الآخرين، ولكنه بحاجة إلى مثل هذه الأعمال النسكية لكي لا يدع ذهنه يتنقل بالتصاقه بالماديات. وهكذا ابدى هذا الولد العمودي المبارك حميّة المحارب المتمرس في الصراع ضد الأبالسة. وقبل أن يفقد الولد أسنانه الأولى بقليل، كان قد ملك، بنعمة الله، القدرة على طرد الأرواح الخبيثة وشفاء المرضى.
شهرة سمعان كناسك وصانع العجائب انتشرت بسرعة، واخذت الجموع تتدفق عليه وعلى شيخه معا.
ذات يوم في العنصرة، نزل الروح القدس على قدّيس الله وملأه حكمة وعلما حتى إنه شرع في تأليف مقالات في الحياة الروحية لفائدة الرهبان وعامة المؤمنين في آن.رغب وهو في الثالثة عشرة من عمره، أقام عمودا بعلو أثني عشر مترا وبقي عليه ثماني سنوات ممتدا كلّه إلى السماء. إثر وفاة أبيه الروحي، انتقلت إليه رئاسة الشركة إلى آخر أيّامه. وكان سمعان يتشبّه، في كل شيء، بالرب يسوع، في مسراه على الأرض.
بعد سقوط أنطاكية وإحراقها على يد خسرو الفارسي، أضحى الدير على مرمى النظر منهم. كانت صلاة سمعان كافية لإبعادهم. فلما بلغ الفرس الدير أثار ملاكان من الله، بعثا لحماية سمعان، الذعر في صفوفهم فأولوا الأدبار. وامكن، بعد ثلاثة ايام، الرهبان العودة إلى مواضعهم..
لما ذاع صيت سمعان في طول البلاد وعرضها، لم يعد بإمكانه ان ينعم بالهدوء، فقرّر على الأثر، أن يترك عموده ويخرج إلى مكان قفر لا طريق إليه تكثر فيه الضواري.وأخذ آلاف الحجّاج يشقّون طريقهم إلى القدّيس في هذا المكان القاحل المجدب،فتم بناء دير فسيح وكنيسة باسم الثالوث القدّوس وتوزعت الأبنية الرهبانية بشكل صليب وأقيم للقدّيس عمود جديد، يتراوح بين الستة عشر والثمانية عشر مترا. فكان على الرهبان ان يمتنعوا عن استعمال السلع المقرّبة من الحجّاج بناء على توجيه من القدّيس، وعلى صلاته امتلأت مخازن الدير حبا ولما ينفذ طيلة ثلاث سنوات. وإلى الشركة انضم عدد من الإيبريين الجيورجيّين فصارت لهم مذ ذاك، شركتهم الخاصة في الجبل العجيب. وإثر رؤيا مرعبة اعلن سمعان عن هزّات أرضية كبيرة مزمعة ان تحدث. وقد الزم رهبانه بإنشاد طروباريات من تأليفه، على مدى سنتين، بغية تهدئة غضب الله. لكن ما إن عبرت هذه الكارثة حتى ضرب الطاعون أنطاكية، وكان ايضا سمعان قد تنبأ به. وقد نجا قسم من المدينة بفضل صلوات المغبوط.
عاش سمعان إلى سن الحادية والسبعين. وقبل رقاده تنبأ بصعوبات سوف يمرّ بها الدير بسبب مؤامرات أنغولاس. ثم زوّد الإخوة بإرشاداته وأسلم روحه، بين يدي الله الحي بسلام.

الطروبارية

+ ظهرت في البرية مستوطناً وبالجسم ملاكاً، وللعجائب صانعاً، وبالأصوام والأسهار والصلوات، تقلبت المواهب السماويّة، فأنت تشفي السقماء ونفوس المبادرين إليك بإيمان، يا أبانا المتوشّح بالله سمعان، فالمجد لمن وهبك القوّة، المجد لمن توجك، المجد للفاعل بك الأشفية للجميع

GoCarch