٢٤ آب – القدّيس الشهيد أفتيخيوس تلميذ القدّيس يوحنّا اللاهوتي – القدّيس الجديد في الشهداء قوزما الإيتولي المعادل للرسل – القدّيس الشهيد تاتيانوس

November-8-2018

القدّيس تاتيانوس

أصل القدّيس تاتيانوس من منتيناون في مقاطعة كلوديوبوليس. خلال حملة اضطهاد ذيوكليسيانوس للمسيحيّين اعتقله الوثنيّون وجرّروه أمام الحاكم أوربانوس الذي استجوبه فاعترف بكونه مسيحيًّا وأُلقي في السجن، واستجوب مرّة ثانية فكان ثابتًا في موقفه. جلدوه ومزّقوا جسده وجرّروه على الأرض حتّى إلى باب المدينة لينفّذوا فيه حكم الموت. تسلّح بعلامة الصليب المحيي وسمع في قلبه صوتًا سمائيًّا عزّاه وشدّده لذا رقد بفرح.

القدّيس الجديد في الشهداء قوزما الإيتولي المعادل الرسل

ولد في قرية من قرى إيتولا، أنشأه أبواه، في مخافة الله ومحبّة الكتب المقدّسة. حوالي سنّ العشرين أقام في الجبل المقدّس، آثوس، تلميذا في الأكاديمية الملحقة بدير فاتوبيذي، حيث علّم معلّم مشهور اسمه أفجانيوس بولغاريس. لكن قوزما تخلى عن فكرة الدراسة وانخرط في الحياة الرهبانية في دير فيلوثيو حيث أهّلته غيرته وجهاداته النسكيّة وتقواه للسيامة الكهنوتية، في تلك الأوقات العصيبة من تاريخ الشعب اليوناني المقهور، بحيث كانت الكرازة بالإنجيل تفرض نفسها كحاجة ولا ألحّ. وبعد أن استنار بكلمة الله، استمزج آراء الآباء الروحيّين في الجبل المقدّس. توجّه إلى القسطنطينية، ليتابع بعض دروس الخطابة. وباشر الرسول الجديد عمله البشاري في كنائس القسطنطينية، ثم توغّل في المناطق الغربية من اليونان وعاد إلى القسطنطينية. ثم بشّر في أرخبيل السيكلاديس تعزية للسكان المحبطين إثر إخفاق محاولة التمرّد التي أثارتها روسيا.

وعاد ليختلي في الأديرة مكملا من الإقامة في الجبل المقدّس سبعة عشر عاما. ودفعته محبّة إخوته، إلى المغادرة، هذه المرة إلى تسالونيكي حيث أقام لبعض الوقت في بيريا ثمّ جال في كل المقدونية يجمع حشودا من المؤمنين الذين أصغوا إليه .ثم توجّه إلى جزيرة زاكنثوس ثمّ إلى كورفو ومن هناك عبر إلى الأبيروس حيث كانت المسيحية في حال من الشقاء. وغرضه كان أن يثبّت الإيمان الأرثوذكسي في الشعب ويحول دون اقتبال السكان للإسلام. فتردّدت أصداء أعماله التبشيرية، وتمكن بمواعظه، من تقويم أخلاق المسيحيّين. وكانت أقواله تتغلغل في نفوس سامعيه فيتقبلونها للحال، بغيرة بمثابة تعبر عن مشيئة الله. وكانوا يجتمعون إليه في الهواء الطلق لضيق الكنائس، فعلمهم أن يعيشوا وفق وصايا المسيح وأن يحفظوا الأحد، الذي هو يوم الربّ، وحيثما عبر كان يؤسس المدارس. وكان يتعلم فيها المؤمنون مجانا اللغة اليونانية والكتب المقدّسة. أقنع الأغنياء بأن يخصّصوا الفائض لديهم للإحسان وتوزيع كتب التقوى والصلبان والمسابح وحثّهم أيضا، على أن يقدّموا للكنائس أجرانا للمعمودية لتعميد الأولاد.

وانحصر القدّيس في تعليم الفضائل الإنجيلية، فعامله الباشا في يوانينا بالكثير من الإكرام، ولكن اليهود بعد أن أغاظهم أن ينقل السوق من الأحد إلى السبت، سعوا لدى الباشا إلى التخلص من قوزما. ولدى وصوله يوما إلى كوليكونتاسي، إحدى قرى ألبانيا، قرر أن يذهب إلى المفوضية المحلية للحصول على تصريح السلطة المدنية فقيل له إنّ الأمر صدر بتحويله إلى كورت باشا، ورافقه سبعة جنود بحجّة أنهم يريدون أخذه للباشا، ولدى وصولهم إلى قرب نهر باسو أخبروه أنّه حكم عليه بالموت. شكر الربّ ورفع صلاة من اجل خلاص كل المسيحيّين. ولما شنقوه لم يبد أي مقاومة. وأسلم الروح بتمجيد. وكان قد بلغ الخامسة والستيّن. ألقى جلاّدوه جسده في النهر. واكتشفه كاهن اسمه مرقص، أخرجوه من الماء وألبسوه ثيابه الرهبانية واروه الثرى بإكرام وقد جرت عند ضريحه عجائب عدّة.

واعتبر قوزما الشهيد أميرا للشهداء ورسولا جديدا. هكذا أكرمه الشعب من وقت استشهاده.واعلنت قداسته عام 1961 م من البطريركية المسكونية.

القدّيس الشهيد أفتيخيوس (سعيد) تلميذ يوحنا الإنجيليّ

في التراث، القدّيس يوحنا اللاهوتي هو مَن عمّد أفتيشيس الذي تبعه في أسفاره.

امتلأ من الروح القدس وبشّر بالإنجيل بشجاعة. هدم العديد من الهياكل الوثنية وكابد، من أجل ذلك، الضرب والقيود وسنبن طويلة من السجن.

ذات يوم، فيما كان في السجن، ظهر له ملاك الرّبّ وناوله طعاماً سمائيّاً. للحال وجد نفسه وقد لبسته قوّة إلهيّة حتى لم يتأذّ من النار التي ألقي فيها.

قدّموه للوحوش فدخل معها في عشرة طيّبة، قويَ، بنعمة الله، على كلّ المحن الّتي أُنزلت به.

عاد إلى موطنه في سبسطية، هناك أمضى بقيّة حياته بسلام.

الطروبارية

+ صرت مشابهاً للرسل في أحوالهم وخليفةً في كراسيهم، فوجدت بالعمل المرقاة إلى الثاوريا، أيها اللاهج بالله. لذلك تتبّعت كلمة الحق باستقامة وجاهدت عن الإيمان حتّى الدم أيها الشهيد في الكهنة إفتيخيس، فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.

GoCarch