٢٤ تشرين الثاني – القدّيس الشهيد في الكهنة أكليمنضس أسقف رومية – القدّيس أبينا البار ملخس القنسريني – القدّيس بطرس أسقف الاسكندريّة

March-2-2019

القدّيس ملخس
ولد القدّيس ملخس في مستوطنة سورية قريبة من مدينة الموصل العراقيّة الحاليةز رغب ذووه في تزويجه لكنه رفض ذلك لأنّه رغب في الحياة الرهبانيّة، وهكذا ترك اهله ودخل الدير مترهّبًا. وبعد بضع سنوات مات ابوه ولمّا بلغه الخبر أراد العودة ليكون بجانب أمّه، وفي طريق العودة أغار قطّاع الطرق عليه واخذوه عبدًا وباعوه مع فتاة أخرى كعبدين لرجل إعرابيّ الذي حاول تزويجهما لبعضهما لكن ملخس رفض واتفق مع الفتاة على القبول بالزواج صوريًّا.
وفي يوم قرّرا الفرار والعودة إلى الدير فهربا واختبأ في مغارة لفترة ثم عاد هو إلى الدير فيما أودعت هي في دير للعذارى.

القدّيس أكليمنضوس
هو أسقف رومية الثالث بعد الرسول بطرس. خلف كلاً من لينس وأنكلتس. أفسافيوس القيصري، صاحب “تاريخ الكنيسة، يذكر أنه كان على كرسي رومية بين العامين 92 و101 للميلاد، وترتليانوس يقول أنّ الرسول بطرس سامه بنفسه. هذا فيما يعتقد البعض أنّه هو إيّاه أكليمنضوس المذكور في رسالة الرسول بولس إلى أهل فيليبي (4 :3). فإن صحّ هذا الزعم كان أكليمنضوس من الذين عملوا وجاهدوا مع الرسول في خدمة الكلمة و “أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة “.
جاء عنه في بعض المصادر أنّه كان وديعا متواضعا يعرف الكتب المقدسة وحكمة الإغريق جيّدا وكيف يتوجه إلى اليهود والأمّيين في آن ويقنعهم.
وإلى القديس أكليمنضوس تنسب، منذ أقدم الأزمنة، رسالة إلى الكنيسة التي في كورنثوس. هذه الرسالة اعتبرها الأقدمون في مصر وسورية جزءا من الكتاب المقدس. منها نستخلص أنّ مشاغبين في كورنثوس أنتفضوا على الشيوخ في الكنيسة فأطاحوا بهم حسدا وهم أبرياء لا عيب فيهم. وقد نتج عن هذا الوضع حالة من الفوضى والإنقسام بدت معه كنيسة كورنثوس مهدّدة بالشرذمة والإنقراض. يقول كاتب الرسالة : “يا إخوة إنّ المصائب والويلات التي أصابتنا فجأة … قضايا مشينة لا مبرّر لها، سببّها بعض الأشخاص الدعييّن الوقحين … نأت العدالة والسلام منذ أن ترك كل واحد خوف الله وضعف منه نور الإيمان … لا أحد يحيا حياة جديرة بالمسيح. كل يمشي حسب رغبات قلبه الشرير تاركا المجال للحسد الظالم الكافر الذي أدخل الموت إلى العالم … أيّها الأخوة نكتب لكم لنصحكم … فلنتواضع … طارحين جانبا كلّ عجرفة وخيلاء وحماقة … خاضعين لله لا تابعين لرجال الكبرياء والفوضويين البغيضين … ما هو الأولى أن نصطدم بإرادات رجال جهال متعجرفين يتباهون ويتكبرون بكلامهم، أو أن نصطدم بإرادة الله؟ … لنخجلن من الرب يسوع الذي أعطانا دمه. لنحترمن رؤساءنا ونكرمن شيوخنا … من الخطايا الكبرى أن نبعد عن الأسقفية أولئك الذين يحملون كل فضائلها بقداسة ونقاوة … إننا نرى أنكم قد أعفيتم من الخدمة بعض من حملها بشرف وإخلاص وعاشها بكرامة واستحقاق … عار جدا أن نسمع أن كنيسة كورنثوس القديمة الراسخة قد قامت ضد متقدميها بسبب شخص أو شخصين … فلنسرع في إقصاء الشر عن نفوسنا. . .أنتم يامن كنتم سببا للفوضى أخضعوا لشيوخكم … تعلموا الطاعة … أفضل أن تكونوا صغارا في قطيع المسيح من أن تكونوا مشهورين خارج الرجاء المسيحي … اقبلوا نصيحتنا فلن تندموا … أولئك الذين يقاومون كلام الله الذي يوجهه لكم بواسطتنا … يرمون نفوسهم في خطر عظيم … نحن أبرياء من خطيئتهم … أرسلنا لكم رجالا حكماء … سيكونون شهودا بيننا وبينكم. فعلنا ذلك لتروا أهتمامنا في أن نرى السلام موطدا بينكم … فأرسلوهم لنا بسرعة حتى يبشرونا بأن السلام والأتفاق … قد حلاّ بينكم لكي نفرح نحن أيضا لثباتكم …”
هذا وقد جاء في أخبار أساقفة رومية أن أكليمنضوس بقي على الكرسي تسع سنوات وشهرين وعشرة أيام وأنه عيّن كتبة، سبعة في العدد، وزّعهم على أنحاء رومية ليدّون كل منهم أعمال الشهداء في ناحيته. كذلك قيل إنه أنشأ مصافا للعذارى أهتم بعبادة وخدمة القريب.
ويبدو أن قديسنا أصاب في البشارة وهداية الوثنيين نجاحا كبيرا أثار القلق في نفوس ذوي السلطان فنفوه إلى بلاد القرم، ناحية البحر الأسود. وهناك أكتشف اكليمنضوس وجود كبير من المسيحيين يناهز الألفين محكوم عليهم بالأشغال الشاقة في مقالع المرمر. وقد جعل الله أكليمنضوس تعزية لهؤلاء الأشقياء فقوّاهم ونفخ فيهم الغيرة على الإيمان بالرب يسوع المسيح. وإذ كان الماء عزيزا عندهم صلّى فأخرج الرب الإله من الصحراء ماء. وكان لهذه الأعجوبة صدى طيب لا بين المسيحيين وحسب بل بين الوثنيين أيضا. هؤلاء بدأوا يتدفقون عليه ويستمعون إلى كلامه ويهتدون بأعداد وافرة حتى قيل أن أكليمنضوس نجح في غضون سنة واحدة في بناء خمس وسبعين كنيسة.
ومن جديد تنبّهت السلطة المدنية إلى الخطر الناجم عن أنشطة أكليمنضوس وهداياته الجماعية فألقت القبض عليه وأعملت فيه تعذيبا ثم ربط جلادوها مرساة في عنقه وطرحوه في البحر. الكنيسة اللاتينية تعيّد له في 23 تشرين الثاني، فيما تعيّد له الكنائس السلافية في الخامس والعشرين منه. هذا وقد وجد القدّيس كيرللس، معمّد الشعوب السلافية، رفاته في القرن التاسع للميلاد ونقل قسما منها إلى رومية في زمن البابا أدريانوس الثاني.

القدّيس بطرس أسقف الإسكندرية
يبدو من المعلومات المتوفرة عنه أنّه كان رجل علم، حكيمًا، تسلّم مدرسة الإسكندرية في العام 300م.أفسافيوس القيصرين في تاريخه تحدّث عنه بإكبار.
ولمّا انطلقت موجة الاضطهاد جديدة على المسيحيين في زمن الأمبراطور ذيوكليسيانوس في العام 303م فضّل القدّيس بطرس الاختباء على تعريض نفسه للموت لأنّه لم يشأ أن يترك قطيعه دون رعاية والظرف عصيب. غير أن أسقف الطيبة وضع يده على كرسي الاسكندرية وقام بسيامة كهنة على المنطقة على اعتبار أن أسقفها خان الأمانة وفرّ هاربًا تاركًا الشعب لمصيره وفي غضون أشهر جرى القبض عليه وخيّر بين التضحية للأوثان او الموت فاختار التضحية ومع ذلك استمرّ في حركته إلى أن عقد مجمع محلي برئاسة بطرس في الاسكندرية في العام 305 او 306م فجرّده من أسقفيته بعدما أدانه بتهمة ارتكاب جرائم والتضحية للأوثان.
واستمرّ بطرس في رعاية قطيعه إلى أن جرى القبض عليه وقطع الولاة رأسه، يذكر أن أعدادًا كبيرة من المؤمنين قضت في اضطهاد ذلك الزمان.

الطروبارية
+ اليوم مقدّمة مسرّة الله وابتداء الكرازة بخلاص البشر، لأن البتول قد ظهرت في هيكل الله علانية وسبقت مبشرة للجميع بالمسيح فلنهتف نحوها بصوت عظيم قائلين: افرحي يا كمال تدبير الخالق!
+ يا إله آبائنا الصانع معنا دائمًا بحسب وداعت، لا تُبعد عنّا رحمتك، بل بتوسّلاتهم دبّر بالسلامة حياتنا.

GoCarch