٢٥ أيلول – القدّيسة أمّنا البارة أفروسيني – القدّيس الشهيد بفنوتيوس الناسك ورفقته الـ546 – القدّيس البار سرجيوس الذي من رادونيج، الصانع العجائب والمحامي عن روسيا

March-2-2019

القدّيس بفنوتيوس
كان القدّيس بفنوتيوس ناسكًا في مدينة دنطرة في مصر. قبض عليه الحاكم أريانوس أيّام الأمبراطور ذيوكليسيانوس لأنّه كان يستقطب العديد من الوثنيين إلى المسيح بأعماله وطريقة حياته. أنذره ملاك الربّ بقرب استشهاده. وهكذا مشى أمام الجند إلى دار الولاية، حيث عذّبه الوالي جدًا فكان جسده يتلقّى الضربات والتمزيق فيما نور المسيح يشع من وجهه في إنكسار كبير. فعُجِبَ الوالي لحاله وعرف منه كيف يصير معه ذلك، ثم ألقي في السجن فلم يكف عن رفع يديه إلى السماء والصلاة من أجل المدينة كلّها. وقد كانت صلاته حارّة لدرجة أن نور الربّ ملأ المكان فبدا كأنّه مشتعل، وتراكض الحرّاس لينظروا الأمر فأبصروا بفنوتيوس مغمورًا بالنور ويداه ممتدتان إلى فوق كشعلتين ورائحة الطيب تفوح من جسده وجروحه مندملة كأنّها لم تكن، فخرّوا وآمنوا بآله بفنوتيوس.
في اليوم التالي أوقفوه الجند أمام الوالي وجمهور من الشعب، من جديد، فرآه الجميع سالمًا، وكأنّه لم يتعرّض للتعذيب في الأيام السالفة، فتعجّبوا وأستأنف الوالي تعذيباته وإن عددًا من الحاضرين لما رأوا بفنوتيوس سليمًا معافى وشعروا بقوّة روحه إزاء صنوف التعذيب آمنوا بالربّ يسوع.
أخيرًا صلب بفنوتيوس على شجرة نخيل فأسلم الروح. امّا الذين آمنوا فاعترف قسم منهم بالمسيح، وكان عددهم 546، هؤلاء استشهدوا جميعًا بطرق مختلفة.

أمّنا البارة أفروسيني (بهيجة)

عاشت القدّيسة أفروسيني في أيام الأمبراطور ثيودوسيوس الصغير. بقي أبواها مدّة طويلة من الزمن بلا ولد، فقدّما النذور ورفعا الصلوات الحارة وصنعا الإحسانات الكثيرة علّ الله يتحنّن ويمن عليهما بثمرة البطن. أخيراً، وبعد انتظار طويل، منّ عليهما بمولود أنثى أسمياه بهيجة (أفروسيني)
نشأت القدّيسة على محبّة المسيح. نوفيّت والدتها وهي طفلة، فتعلّق بها والدها تعلّقاً شديداً، وكان من أشراف مدينة الإسكندرية، غنيّاً جداً. ولمّا كبرت الفتاة وصارت في عمر الزواج، فأراد والدها أن يزوجها فأبت فألح فرضخت. لكنّها، ساعة زواجها، قامت فتزيّت بزي الرجال وخرجت من البيت سرّاً، وذهبت فالتصقت بدير للرجال مدّعية أنّها خصي وأنّ اسمها سماراجد.
كانت ملتهبة بحبّ يسوع، وقد أقبلت، بهمّة كبيرة، على النسك وبالغت فيه حتّى تعذّر، بعد وقت قصير، أن يتبين الناظر إليها أنّها امرأة، لأن بدنها يبس وملامح وجهها تغيّرت. ويبدو أنّها فاقت أقرانها من الرهبان في الأتعاب والأصوام والصلوات والأسهار، وأضحت مثال الطاعة والخدمة واللطافة والتواضع.
أمضت القدّيسة 38 سنة من نسك شديد، ثم مرضت واشتدّ عليها المرض. كان كثيرون يأتون إليها ويسترشدون. ومن الذين قصدوها سائلين التعزية والنصح بفنوتيوس، والد أفروسيني.
هذا جاء إلى رئيس الدير فأحاله على الراهب سماراجد، وعرفته هي لكنّه لم يعرفها، فكانت تشدّده بسبب حزنه الكبير على ضياع ابنته، وتقول له أنّ الربّ الإله سوف يفتقده برؤيتها في هذا الدهر.
ولمّا أشرفت على الموت فكشفت لوالدها عن نفسها، ثم طلبت إليه أن يترك للدير ميراثه ويهتم بدفنها. وبعدما رأت أن كلّ شيء قد تمّ أسلمت الروح. كلّ عذا مرّ أمام عيني بفنوتيوس وطرق أذنيه بسرعة، فلم يعِ أفي حلم كان أم في يقظة! دهشته وحزنه كانا عظيمين، وقد بكى بكاء مرّاً. ثم أن همّه، أمام ابنته الراقدة، بات أن يتمم ما أوصته به، فقام ووزّع ثروته على الفقراء والدير، وعاد فترهّب وسكن في قلاية الراهب سماراجد عشر سنوات، ورقد في الربّ بعدها رقود القدّيسين.

القدّيس البار سرجيوس الذي من رادونيج، الصانع العجائب والمحامي عن روسيا
هو أحبّ القدّيسين إلى قلب الشعب الروسيّ بلا منازع. كتب سيرته أحد تلامذته، أبيفانيوس، الذي أكرمته الكنيسة الروسيّة فيما بعد قدّيسًا.
ولد القدّيس سرجيوس في ولاية روستوف التي تشكّل حاليًّا جزءًا من مقاطعة ايفانوفو، على بعد حوالي مئتي ميل، شمالي شرقي موسكو. وهو الصبي الثاني لكريللس ومريم اللذين أنجبا ثلاثة ذكور، وكانا بارين، سالكين في مخافة الله. ويبدو أن العائلة عاشت في بحبوحة إلى أن اضطرتها ظروف محليّة إلى التخلي عن ملكيتها ومغادرة روستوف إلى قرية رادونيج التي دعي سرجيوس باسمها في مقاطعة موسكو.
اسم سرجيوس في المعمودية كان برثلماوس، واتخذ اسم سرجيوس يوم اقتبل الإسكيم الرهباني في عيد القدّيسين سرجيوس وباخوس وهو في الثالثة والعشرين من العمر.
خلال وجوده في الدير اجتمع حوله اثنا عشر تلميذًا. كان يقوم كلّ يوم بعد صلاة المساء بجولة سريّة عليهم لاستطلاع أحوالهم.
كان سرجيوس محبًّا للفقر وفرض على الجماعة نظامًا حرّم بموجبه على أيّ منهم الاستعطاء، توخيًّا لاعتياد الراهب على إلقاء اعتماده على الربّ وانتظار خلاص إلهه بصمت. وكان الفقر في الجماعة يشتّد إلى أبعد الحدود.
بلغ خبره فيلوثاوس، بطريرك القسطنطينيّة، فبعث إليه برسالة حضّه فيها على تنظيم الحياة الرهبانيّة عنده على أساس الشركة، فأطاع لتوّه وباشر تغيير النظام في الجماعة إلى نظام شركويّ.
ذاع صيت القدّيس سرجيوس في كلّ مكان حتّى أن أليكس متروبوليت موسكو عرض عليه خلافته عام 1378م فامتنع، لكنّه لعب دورًا في حفظ السلام بين الأمراء المتخاصمين الذين كانوا يأتون مسترشدين من كلّ صوب.
عاش القدّيس لعمر 78 وكشف له الربّ الإله ساعة موته قبل ذلك بستة أشهر فأعّد نفسه وتلاميذه وزودّهم بتوجيهاته وأقام تلميذه المتفاني نيقون وأسلم الروح.

الطروبارية
+ بكِ حفظت الصورة باحتراس وثيق أيتها الأم أفروسيني لأنك قد حملت الصليب فتبعت المسيح وعملت وعلّمت أن يتغاضى عن الجسد لأنّه يزول ويهتّم بأمور النفس غير المائتة فلذلك أيتها البارة تبتهج روحك مع الملائكة.

GoCarch