٢٥ تشرين الأول – القدّيسين الشهيدين مركيانوس ومرتيريوس الكاتبين – القدّيسة طابيثا التي من يافا – القدّيس الشهيد أناستاسيوس

March-2-2019

القدّيس الشهيد أناستاسيوس
لا تاريخ عندنا لاستشهاده. جلّ ما نعرفه عنه أنّه كان خيّاطًا وأن الوثنيين قطعوا هامته بعدما اعترف علنًا وبكلّ جرأة، أن المسيح هو إيّاه الإله الحقيقيّ، ثم ألقوا بجثمانه في البحر. وقد قيل إن أمراة تقية وجدت رفاته على الشاطىء فالتقتطتها ودفنتها، ثم بنت فوقها كنيسة باسم صاحبها. كما قيل أن عجائب عدّة جرت بواسطة هذه الرفات.

القدّيسة طابيثا التي من يافا
كانت القدّيسة تلميذة للربّ يسوع، ورد ذكرها في سفر أعمال الرسل الأصحاح التاسع العدد (36 – 42). وهذا نص ما ورد: “وَكَانَ فِي يَافَا تِلْمِيذَةٌ اسْمُهَا طَابِيثَا الَّذِي تَرْجَمَتُهُ غَزَالَةُ. هَذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالاً صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا. وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ فَغَسَّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي عِلِّيَّةٍ. وَإِذْ كَانَتْ لُدَّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا وَسَمِعَ التَّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِلَيْهِمْ. فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلَى الْعِلِّيَّةِ فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأَرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثِيَاباً مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ. فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجاً وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ: «يَا طَابِيثَا قُومِي!» فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا. ثُمَّ نَادَى الْقِدِّيسِينَ وَالأَرَامِلَ وَأَحْضَرَهَا حَيَّةً. فَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُوماً فِي يَافَا كُلِّهَا فَآمَنَ كَثِيرُونَ بِالرَّبِّ”.
القديسين الشهيدين مرقيان (مركيانوس) ومرتيريوس الكاتبين
كان هذان القديسان كاتبَين لدى القديس بولس المعترف، بطريرك القسطنطينيّة، وكان مرقيان، إلى ذلك، مساعد شمّاس ومرتيريوس مرتلا. امتازا بسعة المعرفة والخلق الطيّب والتقوى وكانا متمسّكين بالإيمان القويم الذي عبّر عنه المجمع النيقاوي الأوّل (335 م) بشأن ألوهيّة الأبن ومساواته للآب في الجوهر الإلهيّ.
لمّا جلس الأمبراطور قسطنتيوس (337م -361م) على العرش بعد أبيه قسطنطين، أطلق يد الآريوسيين واستخدم موظّفيه وجنده ليفرضوا العقيدة الآريوسيّة على الكنيسة فرضًا. فكان أن أُقيل البطريرك بولس المعترف من منصبه وأُرسل مخفورًا إلى المنفى، في أرمينيا، حيث قضى عليه الآريوسيّون خنقًا، وأقاموا على كرسيّ القسطنطينيّة، عوضه، آريوسيًّا اسمه مقدونيوس.
ثمّ إن الآريوسيّين، في إطار سياسة تصفية ذوي الرأي القويم، أتوا بمرقيان ومرتيريوس الكاتبين وحاولوا إستمالتهما إلى حزبهم فأخفقوا. فعرضوا عليهما مالا وترقيات فلم يذعنا. ولما أيقن الآيورسيّون أن ليس في اليد حيلة أسلموهما إلى فيليبس، أحد عمّال القصر الملكيّ الكبار، فساقهما إلى مكان بالقرب من باب المدينة المسمّى ميلنديسيا، كانت تُلقى فيه جثث المحكومين بالموت، وهناك قطع هامتيهما وألقاهما في حفرة وذهب. وقد أجرى الله عجائب كثيرة بواسطة رفاتهما.
ولمّا اعتلى القدّيس يوحنّا الذهبي الفم الكرسيّ البطريركيّ في القسطنطينيّة، بنى في موضع استشهاد هذين القدّيسين كنيسة على اسميهما إكبارًا وإكرامًا.

الطروبارية
+ لما حزتما الغيرة الإلهية، سودتما ضلالة آريوس، فكرزتما بثالوثٍ متساوٍ في الجوهر، يا مركيانوس ومرتيريوس المتأله العزم، يا حارسين لإستقامة الرأي ثابتين. فيا أيها الشهيدان الإلهيان، تشفعا إلى المسيح الإله أن يمنحنا الرحمة العظمى.
+ طابيثا المُكَرَّمَةُ، خادمةُ المسيحِ الحَي، مُعاوِنَةُ الرُسُلِ وَمُفيضةُ الرَّحمة.نكرِّمُكِ مبتهلين، يا من بمحبَّةٍ خالصة، تَعولينَ الفقراءَ، وَتُلْبِسيهِم من عملِ يدَيكِ، داعِيَةً الجميعَ إلى تمجيدِ الرَّبِّ في امتِداحِكِ.

GoCarch