٢٥ حزيران – القدّيس الجديد في الشهداء جاورجيوس أتاليا – القدّيسة الشهيدة في العذارى فبرونيا النصيبيّة

September-6-2018

القدّيس الجديد في الشهداء جاورجيوس اتاليا

القدّيس جاورجيوس من عائلة ميسورة تقيّة من أتاليا البمفيليّة في آسيا الصغرى. قٌبِض عليه ولدًا، أخذه آغا المنطقة وجعله مسلمًا. وبعدما أبقاه لديه بضع سنوات خادمًا أعطاه ابنته زوجةً. بحث عنه ذووه في كلّ مكان، فلمًا علموا أنّه في خدمة الآغا وأنّه ارتدّ عن إيمانه بالمسيح، أوحوا إلى امرأة تقيّة اسمها ماريا كانت تخدم هي أيضًا في قصر الآغا أن تذكّر جاورجيوس بأصله وكم كان ذووه حزانى على خسران نفسه. مرّرت ماريا الكلمة إليه فصحا ضميره وارتجّ كيانه وقرّر الهرب. سأل معلّمه الإذن بالخروج إلى مكّة حاجًّا، توجّه إلى أورشليم حيث التقى ماريا. وبعدما اعترف بخطيئته سجد وتبرّك بدموع. على مدى سنتين اهتمّت به ماريا كأمّ كما أشارت عليه بأن ينضّم إلى الحجاج القادمين من كرينا في آسيا الصغرى ويقيم في هذه المدينة المضيافة التي عاش فيها المسيحيّون والأتراك في سلام ووئام. هناك استقرّ كبائع للقهوة واتّخذ شابة مسيحيّة اسمها هيلانة زوجة له.

بقيت الحال على هذه الوتيرة السلاميّة إلى أن اندلعت الثورة اليونانيّة في العام 1821م. مذ ذاك تدهّورت الأوضاع وتعرّضت كرينا وناحيتها إلى حملات عثمانيّة انتقاميّة. وذات يوم أُعلن عن وصول آغا أتاليا على رأس قوّة عسكريّة متّجهة إلى خيو المقابلة لكرينا. مهمّة القوّة العسكريّة كانت البطش بسكّان خيو وإحراقها. رغبت ماريا وهيلانة إلى جاورجيوس أن يتوارى ليتّقي شرّ الآغا فأجاب أنّه لا يخشى جانبه وأنّه سيسعى إلى الإفادة من وجوده، فلمّا وصل الآغا كان جاورجيوس يعمل سائسًا فساعده عن الترجّل عن حصانه. وفطن الآغا إلى السائس ليس هو سوى صهره فاستفسر عن سبب تواريه ففهم منه أنّه لم يعد مسلمًا وأنّه عاد إلى مسيحيّته، ولا يشاء أن يموت إلاّ كمسيحي. استبدّ الغيظ بالباشا وأمر بإلقائه في السجن وجلده. حاول الآغا استرداد الشاب فأخفق، فأبقاه في السجن مقيّدًا، نجح كاهن في تمرير القدسات إليه عبر مسيحيّين اصطنعا مشادة أُودعا السجن على أثرها. أخيرًا بعد التعذيب عيل صبر الباشا فجرى إعدامه في العام 1823م، كلماته الأخيرة كانت: “أذكرني يا ربّ!”. ثم استدار ناحية الشرق وأسلم الروح.

بقي جسده معلّقًا ثلاثة أيام والجند يحرسونه، هؤلاء كانوا كلّ ليلة يعاينون نورًا يحيط به وكاهنًا يظهر بجانبه مبخّرًا. جرّروه إلى المرفأ وألقوه في البحر ولكنَّ جسده طاف فالتقطته سفينة يونانيّة تحت راية نمساويّة. نقله القبطان إلى روسيا حيث أكرمه الشعب المؤمن وتبرّك به.

القدّيسة الشهيدة في العذارى فبرونيا النصيبية

كانت فبرونيا من نصيبين، وهي واحدة من خمسين عذراء عشن حياة مشتركة في عهدة بريانا الحكيمة. وقد جمعت في شبابها جمال النفس إلى جمال الطبيعة. بعد أن افرزت لحياة العذرية منذ أن كانت في الثانية من عمرها.

في ذلك الزمان سارت من رومية إلى الشرق قوة عسكرية بقيادة ليسيماخوس الموعود في تثبيت ولاءه لقيصر بضرب المسيحيين بقسوة. وكان ليسيماخوس متعاطفا مع المسيحييّن ولا يرغب في ملاحقتهم. رغم ذلك أخذ بتأثير عمه سالينوس الذي كان وثنيا.و لما بلغت الحملة حدود سوريا،بطش سالينوس بعدد كبير من المسيحيّين، الم هذا ابن أخيه فسعى إلى إخطار المسيحيّين سلفا، حيثما توجهّت القوة العسكرية، ليتواروا قبل بلوغ العسكر أماكنهم. أخطر العذارى في نصيبين فتوارين إلا ثلاث منهن بريانا وفبرونيا وتوماييس. اقتحم العسكر المكان وهدّدوا بريانا بالموت إذا لم تكشف لهم أين اختبأت العذارى الباقيات. ألقت فبرونيا بنفسها عند أقدام العسكر ورجتهم ان يقتلوها هي أولا لأنها لن تشأ أن تشهد موت أمّها في المسيح. هنا بلغ الضابط بريموس المكان، وهو الذي كان قد كلّفه ليسيماخوس بالرأفة بالمسيحيّين، فصرف الجند ونصح بريانا ومن معها بالتواري. الكل عاين ما كانت عليه فبرونيا من جمال الطلعة. فلمّا بلغ سالينوس خبرها استقدمها وأرادها زوجة لأبن أخيه فلم تشأ لأنها، كما قالت، موعودة لختن سماوي ينتظرها في قصره في السماء. هذا أغاظ سالينوس فعرّاها وعرّضها للسخرية والتعذيب وبتر الأعضاء وأخيرا قطع رأسها. فلمّا درى ليسيماخوس بما جرى ارسل وجمع بقاياها وقدّمها لبيت العذارى. وقد ورد أنّ ليسيماخوس وعددا من الجنود أعتمدوا واقتبلوا حياة العذرة.

الطروبارية

نعجتُك يا يسوع تصرخ نحوك بصوت عظيم قائلةً :يا ختني إنّي اشتاق إليكَ وأجاهد طالبةً إيّاك، وأُصلبُ وأُدفنُ معكَ بمعموديّتك، وأتألّم لأجلِكَ حتى أملكَ مَعَك وأموتُ معكَ لكَيْ أحيا بكَ،
لكن كذبيحةٍ بلا عيبِ تقبّل الّتي بشوقٍ قد ذُبحَت لك فبشفاعاتها، بما أنّك رحيم، خلّص نفوسنا

GoCarch