٢٦ آب – القدّيسين الشهداء أدريانوس وناتاليا ورفاقهما – القدّيسين البارّين برلعام ويواصاف – القدّيسين البارّين أدريانوس أوندروسوف وكبريانوس ستوروجيفسك الروسيين

November-8-2018

القدّيسين برلعام ويواصاف

وردت قصتّهما في التراث رغم أنّ ثمّة من يشكّ في صحّتها، قيل إنّها تعود، أقله في صيغتها المعدّلة، إلى القدّيس يوحنّا الدمشقي. وفق الدارسين، للقصّة صلة بالرواية الهندية الخاصة بـ “سيدهارتا بوذا”. مفاد خبرها أنّ يواصاف كان ابن الملك أبنر ووريثه. وبتدبير الله زاره ناسك اسمه برلعام علّمه الإيمان المسيحي وعمّده. على الأثر خرج الشيخ إلى الجبال ليواصل نسكه، فيما بقي يواصاف يصارع تجارب العالم محقّقا الغلبة بنعمة الله. أخيرًا نجح يواصاف في هداية أبيه إلى المسيح. فلما اعتمد دخل في عمل توبة عميقة أربع سنوات كفّر فيها عن الخطايا الجسيمة التي ارتكبها في حقّ المسيحيّين إذ كان لهم مضطهدًا. بعد ذلك رقد بسلام. أمّا يواصاف فأسلم المملكة لصديقه براخيا وانصرف إلى البرّية ناسكًا. شهوة قلبه على الأرض كانت أن يعاين أباه الروحيّ، برلعام، مرّة أخرى. وبنعمة الله جاء برلعام إلى مغارة يواصاف طالبًا البركة. عاش برلعام إلى سنّ المائة قضى منها سبعين سنة في النسك فيما عاش يواصاف إلى سنّ الستين قضى منها خمسًا وثلاثين سنة في برّية النسك. يُذكر هذان البارّان في الغرب في 27 تشرين الثاني وفي التقويم السلافي في 19 تشرين الثاني.

القدّيسون الشهداء أدريانوس وناتاليا ورفاقهما

كان القدّيس أدريانوس ضابطاً كبيراً في الجيش الرومانيّ. عاش مع زوجته ناتاليا في نيقوميذية، العاصمة الشرقيّة للأمبراطوريّة، في مطلع حملة اضطهاد مكسيميانوس للمسيحيّين.
سُلم قديسنا في عهد مكسيميانوس الأمبراطور مهمّة إعتقال ثلاثة وعشرين مسيحيّاً، فاختبأ هؤلاء في مغارة، إلاّ أنّه استطاع إلقاء القبض عليهم حيث أخضعهم لكافة أنواع التعذيب.

هؤلاء، لمّا سألهم أدريانوس عن سبب احتمالهم العذاب الرهيب، أجاوبوه أنّهم يكابدون العذاب للحصول على الأطايب الّتي يدّخرها الربّ للّذين يتألمون من أجله. إثر ذلك، اتّقدت روح أدريانوس بالنّعمة وطلب الإنضمام إلى المسيحيّين. فما كان من الجنود إلاّ أن كبّلوه وسجنوه مع الآخرين.
ولمّا علمت زوجته نتاليا بما حصل له، سارعت إلى السجن تشدّده وتتوسّل المسجونين المسيحيّين الصلاة لزوجها ليثبت في ايمانه.

ولمّا صدر قرار الإعدام بحقّ أدريانوس سُمح له بالذهاب إلى بيته لإعلام زوجته بالأمر وتوديعها. ولمّا أتت ساعة الموت كانت زوجته والآخرين يشجّعونه حتى لا يُنكر المسيح بل يثبت إلى الأخير.
وبعد موت زوجها، قصّت ناتاليا شعرها ولبست زيّ الرجال وتمكّنت من دخول السجن للإعتناء بالمسجونين خاصة بعد صدور قرار أمبراطوريّ يمنع النساء من الدخول إلى السجن للإعتناء بهؤلاء المسجونين. وهكذا فعلت النسوة الآخريات، ولما علم الإمبراطور بالأمر طلب بسحق المسجونين كافّة وإعدامهم وحرق بقاياهم. فما كان من ناتاليا إلا أن أنقذت ذراع زوجها من بين البقايا، كما استطاع مسيحيّاً آخر من الحصول على بقايا آخرى نقلها إلى بيزنطية حيث تمّ دفنها بإكرام كبير.

ويحكى أنّ الامبراطور أراد ناتاليا زوجةُ له، لكنّها استطاعت الهرب منه، فانتقلت إلى أرغيروبوليس، حيث عاشت هناك بمعيّة نسوة تقيّات.

توفيت إثرَ إصابتها بعلّة، فرقدت في الربّ حيث انضمّت إلى قافلة الشهداء.

القدّيسين البارّين أدريانوس أوندروسوف وكبريانوس ستوروجيفسك الروسيين

كان أدريانوس من عائلة الأمراء في قصر الأمير الكبير يوحنا الثالث فاسيليافيتش. أقام في ملكية أبويه بقرب بحيرة لادوغا. اعتاد أن يذهب إلى الصيد في الغابة،وفيما كان يلاحق ظبية، التقى في قلاّية القدّيس ألكسندر، اعجب به وأخذ يتردّد عليه بانتظام.وكان يحمل إليه المؤن اللازمة ويعود، في المقابل، بنصائحه الروحيّة القيّمة. وببركة القدّيس ألكسندر دخل دير برلعام، ثم خرج لينسك على شاطىء بحيرة لادوغا.هناك بنى كنيسة لدخول والدة الإله إلى الهيكل وأخرى للقدّيس نيقولاوس، وديرا إلى جانب الكنيسة اقتبل فيها تلاميذ.

في غابة جزيرة سالا،مقابل منسك القدّيس، كان يعيش لص سبّب له مضايقات جمّة.ولكنّ تمكّن رجل الله لوداعته، من التأثير حسنا في اللص فتركه في سلام.وبعد سلسلة من الأحداث شعر زعيم اللصوص أنّ سيرته المشينة تقوده إلى الهلاك، فاهتدى وجاء يسأل القدّيس أن يساعده على السير في سبيل الخلاص. وقد ترهّب واتخّذ اسم كبريانوس. ونال، لجهاداته النسكية ومحبّته ورأفته، لا فقط غفران الخطايا ولكن موهبة صنع العجائب ايضا.حتى بعد موته حظي العديدون ببركات سماوية بشفاعته.

حنّة، ابنة القيصر يوحنا الرابع. في طريق العودة، فيما كان على بعد عشرين فرسخا من الدير أغتاله لصوص أرادوا أن يضعوا أيديهم على العطايا التي زودّته بها الأمبراطورة. لم يدر أحد بالأمر ولكنّ، بعد سنتين، ظهر القدّيس لشيوخ ديره وأطلعهم على وفاته. ونقلت رفاته إلى الدير واودعت كنيسة القدّيس نيقولاوس.

الطروبارية

+ شهيداك يا رب بجاهدهما نالا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا
لأنهما أحرزا قوّتك فحطما المغتصبين وسحقا بأس الشياطين الّتي لا قوة لها
فبتوسلاتهما أيها المسيح الإله خلّص نفوسنا.

GoCarch