٢٦ أيلول – القدّيس الرسول الإنجيليّ يوحنّا الثيولوغس أي المتكلم باللاهوت – النبيّ جدعون الصدّيق

March-2-2019

القدّيس يوحنا الإنجيليّ
هو يوحنّا بن زبدي أخو يعقوب، من بيت صيدا في الجليل. دعاه الرّبّ يسوع وأخيه يعقوب فيما كانا في السفينة مع زبدي أبيهما يصلحان الشباك، فتركا السفينة للوقت وأباهما وتبعاه. كانت محبّته للمسيح عظيمة وسيرته ممتازة، فعرف بالتلميذ “الحبيب”. يوحنّا كان الأقرب إلى قلب المسيح. كان أكثر تلاميذ الربّ يسوع تعلّقاً بالبتولية والنسك، حتّى إن الكنيسة وصفته بالرسول” البتول والمعادل للملائكة”. الكتب الليتورجيّة تسميّه صديق المسيح وتقول عنه أنّه ساكَنَ المسيح منذ الطفوليّة.
كان واحدًا من التلاميذ الثلاثة الذين اصطحبهم الربّ يسوع في حادثة التجلّي، وهو الذي جلس بجانبه في العشاء الأخير واتّكأ على صدره، هو رافق السيّد إلى الصلب وطلب منه أن يهتمّ بمريم ويعتبرها أمّه فأخذها يوحنّا إلى خاصّته. بعد قيامة المسيح كان هو الذي ركض إلى القبر مع بطرس، وتلقى مع التلاميذ الآخرين الكلمة أن يبشّروا بالإنجيل إلى أقصى الأرض، ثم عاين السيّد صاعدًا إلى السماوات وأخذ الروح القدس يومَ العنصرة. ويغلب الظن أنّه آخر من بقيَ من التلاميذ في أورشليم. وَرَدَ في التقليد أنّه بشّر في آسيا الصغرى خاصّة مدينة أفسس التي لاقى فيها مواجهة شديدة حتى الموت. وصل صيته إلى الأمبراطور دوميتيانوس الذي نفاه إلى جزيرة بطمس وهناك يُقال أنّه كتب انجيله، و سفر الرؤيا. وبعد وفاة الأمبراطور عاد إلى أفسس حيث تابع عمله البشاريّ وهدى عددًا من الشباب إلى الإيمان الحقيقيّ. توفّي عن عمر يربو على 105 سنوات.

النبيّ جدعون الصدّيق
هو من قبيلة منسى. أحد قضاة إسرائيل، ورد الحديث عنه في سفر القضاة، الاصحاحات 6 و8. فحوى قصته أن إسرائيل عمل الشّر في عيني الربّ فدفعه إلى يد مديان سبع سنين فذلّوا جدًا وصرخوا إلى الربّ فأرسل من قال لهم أنّ هذا حصل لأنّهم لم يسمعوا لصوته.
وأتى ملاك الربّ إلى جدعون وقال له أن الله اختاره ليخلّص إسرائيل من كفّ مديان، فلم يصدّق، فأعطاه الملاك البراهين التي منها أن جدعون أخذ جزّة صوف ووضعها في البيدر وقال للملاك: “إن كان طل على الجزّة وحدها وجفاف على الأرض كلّها علمت أنك تخلّص بيدي إسرائيل كما تكلّمت. وكان كذلك. فبكّر في الغد وضغط الجزّة وعصر طلا من الجزة ملء صعقة ماء”. ثم سأل جدعون الملاك أن يكون طلٌ على الأرض وتبقى الجزّة جافة، فكان كذلك أيضًا. هذه العلامة رأت فيها الكنيسة إشارة نبويّة إلى ولادة الربّ يسوع المسيح من مريم العذراء.
وجمع جدعون شعبًا كثيرًا للحرب، فقال له الربّ “إن الشعب الذي معك كثيرٌ عليّ لأدفع المديانيين بيدهم لئلا يفتخر إسرائيل قائلاً يدي خلصتني”. فخفّف جدعون عدد المحاربين وبقي له عشرة آلاف. فقال له الربّ “لم يزل الشعب كثيرًا”. ثم أمر أن ينزل الشعب إلى الماء ليشربوا، فكلّ من جثا على ركبتيه أرسله إلى بيته، وكلّ من ولغ كما يلغ الكلب أبقاه. فبقي من الجمهور الكبير ثلاث مئة رجل. هؤلاء نزل بهم جدعون على المديانيين وانتصر عليهم مع أنّهم كانوا كالجراد كثرة.
وأراد رجال إسرائيل أن يكون جدعون، وذريته من بعده، ملوكًا عليهم فأبى جدعون قائلاً: “لا أتسلّط أنا عليكم ولا يتسلّط ابني عليكم. الربّ يتسلّط عليكم” (قضاة 8: 23).

الطروبارية
+ أيها الرسول المتكلم باللاهوت، حبيب المسيح الإله، أسرع وأنقذ شعباً عادم الحجة، لأن الذي تنازل أن تتكىء على صدره يقبلك متوسلاً، فإليه ابتهل أن يبدّد سحابة الأمم المعاندة، طالباً السلامة والرحمة العظمى.

GoCarch