٢٦ كانون الثاني – تذكار القدّيس البار كسينوفون ورفقته – والقدّيسة البارة باولا الرومية

September-4-2018

القدّيسة باولا

القدّيسة باولا من عائلة روميّة عريقة. ولدت سنة 347 وتزوّجت في الخامسة عشرة. زوجها كان وثنيًّا، لكنه تركها تحيا للمسيح كما تريد. أنجبت خمسة أولاد، إثنان منهم هما القدّيسان، بلاسيلوس وأوستوخيا. توفي زوجها وعي في الثانية والثلاثين. ذرفت الدمع سخيًّا لكنّها قرّرت أن تكرّس نفسها لخدمة الربّ وفقرائه. في تلك الأثناء تعرّفت إلى القدذيس إيرونيموس إثر عودته إلى رومية من الشرق. سمعت أخبار النسّاك المشرقيين بشغف. عزمت على ترك رومية وعائلتها وممتلكاتها لتحيا في البريّة. سافرت برفقة ابنتها أوستوخيا وعدد من العذارى. عبرت بقبرص وأنطاكية والتقت إيرونيموس من جديد فكان لها دليلاً في حجّها إلى سورية وفلسطين. وصلت إلى فلسطين فأقامت في منزل متواضع. جالت في كلّ الأرض المقدذسة وزارت الرهبان في براري مصر ثم عادت، في غضون سنة، إلى بيت لحم وفي نيّتها أن تؤسس قرب مغارة الميلاد ديرًا للعذارى والأرامل، مرافقاتها، وآخر للقدّيس إيرونيموس ورفقته، وزذعت النساء على ثلاث فئات، وفق أصلهن الإجتماعي وإعدادهن الفكريّ. كانت لكلّ مجموعة رئيسة. الراهبات افترقن في العمل والموائد وكن يجتمعن للصلاة اليتورجيذة. اعتدن ترتيل كتاب المزامير كاملاً كلّ يوم. كان من المفترض أن تحفظه كلّ راهبة يوميًّا أن تتعلّم مقطعًا من الكتاب المقدذس وتتأملّ فيه. امّا باولا فتعلّمت العبرية واشتغلت في التفسير الروحيّ للمقاطع الغامضة من الكتاب المقدّس. كانت نموذجًا حيًّا لكل فضيلة. كانت تقدّم للفقراء ما اعتبرته غير لازم للرهبنة. وكانت تستدين كثيرًا من أجل المعوزين. عانت آلامًا جمّة. ثلاثة من أولادها ماتوا على حياتها. وعانت هي الشهادة اليوميّة بالمرض. رقدت بالربّ سنة 404 ولها من العمر ستًا وخمسين سنة.

القدّيس البار كسينوفون وعائلته

كسينوفون هو أحد رجال المشيخة المعروفين في مدينة القسطنطينية، زوجته مريّا امرأة فاضلة. وولديه أركاديوس ويوحنا، وقد نعّما بفرص تعليمية جيّدة. وكان ان تعرض المركب الذي كان ينقل الصبيّان إلى بيروت لعاصفة مجنونة فتكسّر، ونجا الصبيان ، ووجد كل منهما في موضع لا يدري به أخوه، وظنّه ان أخاه قضى وهو وحده باق على قيد الحياة.

ترهّب أحدهما وهو يوحنا في أحد أديرة لبنان، فيما انتقل الثاني، أركاديوس، إلى الأرض المقدسة حاجا، وهناك ألتقى شيخا قدّيسا له موهبة التبصّر، فاحتضنه وطمأنه إلى أخيه ووالديه ووعده بأنه سيلتقيهم، بنعمة الله ، في الوقت المناسب، ثم أخذه ورهبنه في دير القدّيس خاريطون، جنوبي بيت لحم وغربي البحر الميت.

أوفد كسينوفون أحد خدامه إلى بيروت ليستطلع حالة ولديه، فألتقى الرسول أحد الخدام السابقين للشابين وكان في حلّة رهبانية أخبره بأن المركب غرق ولا يعرف شيئا عن الشابين، وأغلب الظن انهما هلكا في البحر.

ثم عاد الرسول إلى القسطنطينية وأطلع مريّا على ما اجتمع لديه من معلومات ، وأخبرت هي زوجها بأن ولديهما غرقا في طريق عودتهما إلى بيروت. فصمت كسينوفون من هول المفاجأة، ثم تنهد وقال:” الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركا !”. وفي تلك الليلة لبس الزوجان المسوح وأقاما في الصلاة طول الليل. وفي صباح الباكر قررا الحجّ إلى الأماكن المقدسة في فلسطين.

بلغ كسينوفون ومريّا أورشليم فالتقاهما الشيخ القدّيس الذي التزم أركاديوس راهبا، وعرفهما بالروح، فقال لهما عن ابنيهما انهما ما زالا على قيد الحياة وسوف يلتقيانهما بعد عودتهما من زيارة أديرة الأردن.

في تلك الأثناء خرج يوحنا من ديره طالبا وجه الأرض المقدّسة حاجا، وكذا فعل أركاديوس، فالتقيا في الجلجثة عند الشيخ الذي جاءاه مستبركّين مسترشدين. ثم بعد يومين عاد كسينوفون ومريّا ورغبا في زيارة الشيخ. فلما وصلا إلى هناك لاحظا شابين، هما اللذان قاما بخدمة المائدة، وكان هذان الشابان لطيفين، هادئين، متماسكين، فلم يعرفاهما لأنهما كانا قد تغيّرا من النسك والسهر وأتعاب الرهبنة. فلما سأل الأبوان عن الشابين من يكونا ومن أين أتيا عرفا أنهما ولداهما فانفجرا فرحا وشكرا الله جزيلا على لطفه وتدبيره.

وخرج الأخوين برفقة الشيخ إلى الصحراء ليتمّما نذرهما، فيما وزّع الزوجان ثروتهما على الفقراء وترهّبا. وقد أتم الأربعة سعيهم رهابين إلى ان تكمّلوا في الفضيلة وانضمّوا إلى معشر القدّيسين

الطروبارية

+ يا إله آبائنا الصانع معنا دائماً بحسب وداعتك لاتبعد عنا رحمتك بل بتوسلاتهم دبّر بالسلامة حياتنا.

GoCarch