٢٦ كانون أول – ذكر داود النبي ويوسف الخطيب ويعقوب أخي الرب- تذكار جامع لوالدة الإله والقدّيس نيقوديموس والقديسس قسطنطين

March-3-2019

القدّيس البار نيقوديموس تيسمانا
كان القدّيس نيقوديموس أول من أدخل الرهبانيّة الهدوئيّة إلى الأرض الرومانيّة. ولد في صربيا في العام 1320م. ترهّب في دير خيلاندار الصربيّ في جبل آثوس، بعدما أنهى دروسه الثانوية. انصرف إلى النسك، إلتماسًا للهدوء وصلاة القلب. هاجمته الشياطين بعنف فقاومها ببسالة، حظي بنعمة اللاهوى والبصيرة الحسنة. أتاه الرهبان من مواضع مختلفة يطلبون نصائحه، صار رئيس دير الخيلاندار. اجتمع إليه عدد كبير من الرهبان، في عمر الرابعة والأربعين انتقل إلى جنوبي نهر الدانوب حيث اجتمع إليه نسّاك وأسّس بمساعدة أحد الأمراء ديرًا وكنيسة على اسم القدّيس انطونيوس الكبير. وأصبح هذا الدير مركزًا روحيًّا اهتمّ بنشر أعداد وافرة من المخطوطات الليتورجيّة واللاهوتيّة في بلاد البلقان، كما نشر ممارسة صلاة القلب. ولما شاخ سلّم إدارة الدير إلى أحد تلاميذه ونسك في مغارة، كان يعود إلى الدير كلّ أحد ليشترك في القداس الإلهيّ ويشفي المرضى. رقد بسلام في العام 1406م، ويعتبر دير تيسمانا الذي أنشأه مهد الرهبنة في رومانيا.

القدّيس الشهيد الجديد قسطنطين الروسيّ
كان القدّيس قسطنطين ملحقًا بالسفارة الروسيّة في القسطنطينيّة لمّا اندلعت الحرب بين روسيا وتركيا.
لم يشأ العودة إلى بلاده كسائر مواطنيه بل وجّه طرفه نحو الجبل المقدّس في آثوس حيث نزل دير اللافرا الكبير.
عاد إلى القسطنطينيّة بعد عودة السلام. حصل خلاف بينه وبين السفير الروسيّ الجديد، دُعِي إلى حضرة السلطان زكمر بإيمانه واقتبل الإسلام، وعاد إلى نفسه بعد أيام. استفاق كما من سُكْرٍ، خلع لباسه التركي ولبس ثوبه الكهنوتيّ من جديد. وقف ثانية أمام السلطان واعترف بالمسيح إلهًا. جرى على الفور توقيفه وإعدامه أمام القصر السلطانيّ.

تذكار جامع لوالدة الإله
هو أقدم الأعياد المعروفة لوالدة الإله، وهو من القرن الخامس الميلادي. تقيمه الكنيسة المقدّسة في اليوم التالي لعيد ميلاد الرب يسوع لأن مريم البتول كانت الأداة التي بها تمّم الله قصده. فمنها اتخذ كلمة الله جسدا ومنها ولد. وقد احتدم الجدل في الكنيسة، قديما، حول دور مريم الحقيقي في إنجاب الطفل الإلهي، فقال نسطوريوس، بطريرك القسطنطينية، وأتباعه بأن مريم أنجبت إنسانا ولم تلد إلها لذلك أبوا أن يسمّوها والدة الإله واكتفوا بتسميتها “والدة يسوع” او ما يعادل ذلك من تسميات. أما الكنيسة المقدّسة فلم تقبل لمريم البتول تسمية أقل من “والدة الإله”. والسبب كان أن الطفل المولود منها هو إياه ابن الله الأزلي. لم تلد مريم جسدا بل شخصا.ولم تلد شخصا آخر غير شخص ابن الله وكلمته الأزلية. فلو فصلنا بين ما هو ليسوع أو للمسيح وما هو لله لفرّطنا بالتجسد الإلهي وطعنا بوحدة ابن الله المتجسّد. كل ما هو من طبيعتنا البشرية صار له، صار لشخصه. لذلك بات بإمكاننا، بصورة تلقائية، ان نقول ان مريم هي والدة الإله. ابن الله هو إياه المولود من الآب منذ الأزل والمولود من مريم البتول بالجسد في زمان.

ذكرى الهروب إلى مصر ….وشاء هيرودوس الملك أن يفتك بالطفل يسوع فظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم وأمره أن يأخذ الطفل وامه ويهرب إلى مصر ويبقى فيها حتى يقول له. فقام يوسف وانصرف إلى مصر كما أمره الرب وبقي فيها إلى وفاة هيرودوس. إذ ذاك عاد إلى بلاده فتّم ما قيل بهوشع النبي القائل “من مصر دعوت ابني ” (هوشع 11 :1).

بقي يسوع في مصر ما بين سنة وخمس سنوات على حسب تقدير الدارسين. لقد ماثل الرب الإله الناس تماما ، فقد تعرّض يوسف ومريم والطفل يسوع في هروبهم إلى مصر إلى ما يتعرّض له كل إنسان، لأنه صار إنسانا بكل معنى الكلمة. وبكلمات القدّيس يوحنا الذهبي الفم “لو أنه منذ طفولته المبكّرة اظهر عجائب لما حسب إنسانا”. لهذا السبب لم تقبل الكنيسة ما ورد في الكتب المنحولة، المسماة ابوكريفية، عن عجائب وغرائب أتاها الرب يسوع وهو طفل.ان قوة الله وعنايته تظهران، والحال هذه، في الضعف البشري. لقد أخلى الله نفسه وأخذ صورة عبد وصار على مثال الناس، على حد تعبير القدّيس بولس الرسول (فيليبي 2 :7).

لم يواجه الرب الإله الشرّ بالشرّ ولا ألغى ضيقات الناس بل اتخذها، اي جعلها سبيلا إليه.مثل ما هذا ما ذكره الرسول بولس عن الآلام والأخطار التي عبر بها لأجل البشارة :” … تثقلنا جدا فوق الطاقة حتى يئسنا من الحياة أيضا. لكن كان لنا في أنفسنا حكم الموت لكي لا نكون متّكلين على أنفسنا بل على الله الذي يقيم الأموات” (2 كورنثوس 1 :8 -9). هذه هي حال المؤمنين بالمسيح في كل جيل .

ثم أن خروج الرب يسوع المسيح طفلا إلى أرض مصر باركها وزرع الروح فيها وزعزع أصنامها. ها هي الأرض التي عانقها الرب الإله بجسده وروحه تتحوّل فردوسا، لا سيما براريها، لتصير موطنا للرهبان أشباه الملائكة. وها هو الذهبي الفم يدعو المؤمنين إلى مصر الرهبنة والشهداء قائلا :” هلمّوا إلى برّية مصر لتروها أفضل من كل فردوس ! ربوات من الطغمات الملائكية في كل شكل بشري، وشعوب من الشهداء، وجماعات من البتوليّين … لقد تهدّم طغيان الشيطان، وأشرف ملكوت المسيح ببهائه “.

الطروبارية
+ ميلادك أيّها المسيح إلهنا قد أطلع نور المعرفة في العالم، لأنّ الساجدين للكواكب، به تعلّموا من الكوكب السجود لك يا شمس العدل، وأنّ يعرفوا أنّك من مشارق العلو أتيت، يا ربّ المجد لك
+ يا يوسف بشِّر داوود جدَّ الإله بالعجائب الباهرة. لأنك قد رأيت بتولاً حاملاً فمع الرعاة مجَّدت، ومع المجوس سجدت، وبالملاك أوحي إليك. فابتهل إلى المسيح الإله أن يُخلِّص نفوسنا.

GoCarch