٢٧ تشرين الأول – القدّيس نسطر الشهيد – القدّيسة نونة المعادلة للرسل هادية بلاد الكرج – القدّيستين الشهيدتين كابيتولينا وأيروثييدي

March-2-2019

القدّيستين الشهيدتين كابيتولينا وأيروثييدي
كانت القدّيسة كابيتولينا من قيصرية الكبادوك، ومن عائلة نبيلة. ملأ حبّ المسيح قلبها فوزّعت مالها على الفقراء وأطلقت سبيل خدّامها، ووقفت أمام الوالي واعترفت بأنّها مسيحيّة.
ألقى الوالي القبض عليها تنفيذًا لأوامر الأمبراطور ذيوكليسيانوس بشأن المسيحيين وقطع هامتها.
رأت خادمتها السابقة أيروثييدي ما جرى فضربت الوالي على وجهه، فقبض عليها وقطع هامتها هي أيضًا. كان ذلك في العام 289 للميلاد.

القديس الشهيد نسطر
يرتبط إسم القدّيس الشهيد نسطر باسم القدّيس العظيم في الشهداء ديمتريوس، فقد جرى استشهادهما في وقت واحد وفي المدينة الواحدة.
كان نسطر شابًّا مسيحيًّا من مدينة تسالونيكي بالذات، وكان يتألّم لما كان يفعله الولاة بالمسيحيّين ويستنح الفرصة ليشهد للمسيح.
فلمّا عرض أن كان الأمبراطور مكسيميانوس عابرًا بتسالونيكي بعدما انتصر على القبائل السكيثية البربرية، شاء أن يحيي ظفره بسلسلة من الإحتفالات العامّة، على عادة ملوك ذلك الزمان. وكان من هذه الإحتفالات ألعاب المصارعة. وكان الأمبراطور قد استقدم مصارعًا ضخمًا ذا قوّة خارقة، أنزله الى الحلبة فخورًا به. واسم المصارع لهاوش.
لم يتمكّن أحدٌ من المصارعين من التغلّب عليه. وكان لهاوش كلّما قوي على خصمٍ صرعه. ولمّا لم يعد هناك من يجرؤ على منازلة هذا العملاق، أمر الأمبراطور أن يؤتى ببعض المسيحيّين المعتقلين ويرغموا على مصارعة لهاوش. فكان لهاوش يصرعهم الواحد تلو الآخر وسط هتاف الجماهير وتصفيقهم.
فلمّا رأى نسطر الشاب ما كان يحدث لهؤلاء المسيحيّين الذين كانوا يُساقون إلى الذبح كالخراف، احتدّت روحه فيه فأيقن أنّها الساعة. فأسرع إلى السجن حيث كان القدّيس ديمتريوس وسأله الصلاة من أجله ليتمكّن من مواجهة لهاوش. فدعا ديمتريوس له قائلا :” اذهب يا أخي وليكن الربّ يسوع المسيح معك. سوف تفلح بإذن الله لكنّك ستتألم من أجل اسمه “. فعاد نسطر متشدّدًا واثقًا أنّه سينتصر.
دخل نسطر الحلبة وتقدّم من المنصّة الملكيّة، ثم ألقى بردائه أرضًا وهتف :”يا إله ديمتريوس أعنّي”.
وتواجه نسطر ولهاوش فيما ضجّت الجموع تسخر من هذا الشاب الطريّ العود وبنعمة الله تمكّن نسطر من التغلّب على لهاوش والقضاء عليه. وإذا بسخريّة الجماهير تتحوّل إلى دهش وتعظيم، ولا يصدّق أحد عينيه.
أمّا الأمبراطور فأُصيب بصدمة . وبدل أن يَذعن للواقع اهتاج وأمر بنسطر فألقى الجند عليه الأيدي وأخذوه وقطعوا هامته.
هكذا انضمّ نسطر إلى عدد الأبكار المكتوبين في السماء شاهدًا بدمه، وبطريقة خاصّة جدًّا، قد لا تكون مألوفة في التراث الكنسي، أنّ الرب يسوع المسيح هو السيّد ولا سيّد آخر سواه.
يُفيد بعض المصادر أنّ أستشهاد القدّيس ديمتريوس تبع استشهاد القدّيس نسطر، إذ أنّ الأمبراطور، بعدما خسر مصارعه لهاوش واستبدّ به الغيظ أراد أن ينتقم من ديمتريوس ظنًّا منه أنّه كان وراء ذلك، فأرسل جنوده إلى ديمتريوس في السجن وهناك ضربوه بالحراب وقتلوه.

القدّيسة نونة
سيرة القدّيسة مستمدّة من المؤرخ الراهب روفينوس (345 – 410م) الذي كتبها باللاتينيّ، ثم ترجمت إلى اللغة اليونانيّة. أمّا النصوص الجيورجية للسيرة فمتأخرة، من القرن العاشر أو الحادي عشر للميلاد. يذكر أن روفينوس تحدّث عن هداية الجيورجيين دون أن يعطي القدّيسة نونة أي تسمية. فقط قال عنها “ثمة امرأة مسبية”. أمّا الاسم فأطلق عليها ابتداء من القرن العاشر، وله صيغة أخرى “نينو”، ولعله مستعار من اللاتينيّة ومعناه “راهبة”.
ولدت القدّيسة في مكان ما من بلاد الكبادوك لأب اسمه زبولون كان قائدًا عسكريًّا في زمن الأمبراطور قسطنطين الكبير. تربّت على محبّة الله وحفظ الوصايا . وقعت اسيرة في أيدي الأيبريين أي الأكراج (بلاد الكرج) واقتيدت إلى بلادهم. الشعب الكرجي يومها كان غارقًا في دياجير الوثنيّة وعبادة النار. حافظت القدّيسة على إيمانها ومارست النسك وبشّرت بالإنجيل دونما خوف، وكانت لا تكف عن الصلاة ليل نهار. أثار سلوكها دهشة البرابرة واستغرابهم فسألوها عن الأمر فقالت إنّها تعبد المسيح إلهها ويبدو أنّها حرّكت فضولية النساء بصورة أخصّ، إلى أن جرت سلسلة أحداث غيّرت مجرى حياة بلاد الكرج. كان ثمة عادة بين النساء هناك أنّه إذا مرض طفل لإحدى النساء وعجزت عن معالجته دارت به على جيرانها تسأل إن كان أحدًا يعرف دواء يمكن أن ينفع الطفل المريض. وإن إمرأة وقع طفلها مريضًا فحاولت كلّ علاج خطر ببالها فلم تستفد شيّئًا، فأخذته إلى جيرانها فلم يقدر أحد أن يعينها. أخيرًا أخذته إلى نونة وسألتها العون إن كان بوسعها فأجابت إنّها لا تعرف علاجًا بشريًّا لكنها أكدت أن المسيح الذي تعبده هو وحده القادر على إبراء وليدها. ولما قالت ذاك أخذت الطفل بين يديها ووضعته على غطائها الشعريّ الذي اعتادت أن تتمدّد فوقه ورفعت يديها إلى السماء وتضرّعت إلى الربّ الإله فعاد الطفل صحيحًا فسلّمته إلى أمّه.
وسرى خبر الأعجوبة بين الناس كالنار بين الهشيم إلى أن انتهى إلى الملكة التي كانت تعاني من مرض خطير وآلام مبرّحة ويأس مطبق. فأمرت بإحضار المرأة الأسيرة، فتمنّعت لطبيعة حياتها فحمل الجنود الملكة القعيد فجعلتها نونة على الغطاء الشعريّ، ثم دعت باسم الربّ فقامت الملكة صحيحة معافاة. وكانت حادثة الشفاء هذه إيذانًا ببدء زمن جديد في حياة الشعب الكرجيّ. بعد هذه الحادثة أرسل الملك سفارة إلى الأمبراطور قسطنطين الكبير سأله من خلالها أن يعمد إلى إرسال من يبشّر الشعب الكرجي بكلمة الخلاص. يقال أن الامبراطور أرسل القدّيس أفسطاتيوس أسقف أنطاكية لأجل أنّهم من أبرشيته. ومن ذلك الوقت صارت العادة أن يسام رئيس الأساقفة على بلاد الكرج بيد بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق واستمر هذا العرف حتّى القرن الثامن.
أمّا القدّيسة نونة فقد تحوّلت إلى هداية الجماعات البربريّة في الجبال، ثم انصرفت إلى حياة السكينة إلى أن رقدت بسلام في الربّ.

الطروبارية
+ إذ قد ظهرت مشاركًا صديقًا لديمتريوس ومجاهدًا عن حسن العبادة لا ينهزم، جاهدت بشجاعةٍ يا نسطر المغبوط. وبالمعونة الإلهية حطمت لهاوش تقدمةٍ بريئة من العيب ذُبحت مُقَدّمًا إلى واضع الجهاد وإلهنا.
+ لنكرِّم جنديَّة المسيح، ومعادلة الرسل نونة المجيدة في البتولات. لأنها بقوَّة الروح، جابهت كلَّ المصاعب، معترفةً بالمسيح إلهاً.فشرَّفها لتحمل النور إلى إيبيريا، فتسبَّحُ على الدَّوام: مجداً للرب ممجدِّكِ، مجداً للمسيح مجنِّدك، مجداً لمن أعطاك لنا شفيعةً.

GoCarch