٢٧ تموز – تذكار القدّيس العظيم في الشهداء بندلايمون – القدّيسة أنتوسا – القديس كليمنضس

November-8-2018

القدّيسة البارة أنتوسا دير المنتيناون

هي ابنة أبوين تقيّين ستراتيجيوس وفبرونيا. رغبت في أن تعتزل العالم لتعيش في القفار، وعندما التقت براهب سألته قانونًا يدخلها إلى الحياة الرهبانيّة فأعطاها قانون صلاة وسيرة نسكيّة. وإذ أراد أن يختبر طاعتها أمرها بأن تلقي بنفسها في آتون محمّى، ففعلت ولم يصبها أذى. علّمها الرجل القدّيس كلّ ما هو ضروري لمقاربة الله. وبعدما رهبنها أشار عليها بأن تذهب لتقيم في منتيناون، وهي جزيرة صغيرة على بحيرة قريبة من قرية بيريكلي منبئًا إياها بأنّها سوف تكون رئيسة دير على تسعمائة راهبة. بلغت أنتوسا الجزيرة فعاشت فيها في إمساك شديد، وتلبس الخشن وتِسلم نفسها لتقشّف قاس أعدّها لتكون بيتًا لائقًا للثالوث القدّوس. فلمّا انقضى عليها زمن سألت سيسينيوس البركة لتشيد كنيسة مكرّسة للقدّيسة حنّة، أم والدة الإله. اجتمع إليها ثلاثون تلميذة. وكبرت الشركة فابتنت كنيستين أخريتين. واحدة على اسم والدة الإله للراهبات وواحدة على اسم الرسل القدّيسين للرهبان، تلاميذ القدّيس سيسينيوس الذين قرّروا بعد وفاة معلمهم أن يجعلوا أنفسهم في عهدة القدّيسة أنتوسا.

سمع الأمبراطور قسطنطين الزبلي الإسم بالقدّيسة وأمانتها للعقائد القويمة فأرسل طالبًا ضمذها إلى هرطقته. مثلت أمام مرسلي الأمبراطور بمعيّة ابن أخيها الذي كان رئيسًا لدير الرجال. ولما أبدت تمسّكًا بالأمانة الأرثوذكسيّة أخضعوا ابن أخيها للسياط وضربوها، كما أحرق ايقونات الدير وعندما لاحظ عدم تأذّيها تمّ نفيها.

لم يمض على ما حدث وقت طويل حتّى مرّ الأمبراطور بتلك الناحية ذاهبًا بجيشه إلى الحرب ضدّ العرب، فهدذدها دون أن يتّخذ بحقّها أي تدبير لأنّه أصيب بالعمى واختشى. بعد ذلك وِجدت الأمبراطورة في خطر الموت وهي حبلى قبل أن تضع فتنبّأت أنتوسا بأنّها ستلد صبيًّا وبنتًا معًا وزوّدتها بتفاصيل في شأن ما ستكون عليه حياة كلّ منهما في المستقبل، هذا حوّل قلب الأمبراطورة إليها فأضحت حامية للدير وخصّصت له قرى وعطايا شتّى كما أقلع الملك عن اضطهادها.

ذاع صيت أنتوسا وتراكض الناس إليها، لنيل بركتها وللانضمام إلى رهبنتها وبعضهم لتلقّي صلواتها برءًا من أدوائهم. وقد ورد أنّ عجائبها كانت كرمل البحر. رقدت بسلام في الربّ ووريت الثرى في القلاّية التي قضت فيها عمرها.

القدّيس العظيم في الشهداء بندلايمون

عاش القديس بندلايمون في نيقوميذية في آسية الصغرى (تركيا) في القرن الثالث – الرابع. كان أبوه وثنيّاً وأمّه مسيحيّة، سمّي باسم بنتولاون، فيما بعد اعطي له اسم بندلايمون أي”الكثير الرحمة” من فوق لأن الربّ الإله اراد أن يكون كثير الرحمة من جهة الذين يستشفعون بصفيّه.

تمكن قدّيسنا في فترة قصيرة من الإحاطة بفن الطب، فعزم الأمبراطور مكسيميانوس على اتخاذه طبيبًا شخصيًا له في القصر.

وإذ كان الشاب يمرّ كل يوم أمام منزل القدّيس هرمولاوس الذي عرف من مُحَيّا بندلايمون اي نفس يكتنز، كشف له أن المسيح وحده، الطبيب الحقانيّ الوحيد الذي أتانا بالخلاص من دون علاجات وعلى نحو مجانيّ. وشرع يتردد بانتظام على القدّيس هرمولاوس ليتعلم منه السرّ العظيم للإيمان. فطلب المعمودية المقدّسة ثم لازم الشيخ ونعم بتعليمه، وعندما عاد الى خاصته، لم يشأ ان يكشف سرّهدايته لأنه كان حريصا على إقناع أبيه ببطلان الأصنام.

وجيء الى بندلايمون بأعمى توسّل إليه أن يشفيه بعد ان بدّد ثروته على الاطباء. فأكّد أمام أبيه أنّه سوف يشفي الأعمى بنعمة معلمه، قال هذا ورسم إشارة الصليب على عينيّ الأعمى، داعيًا باسم المسيح. للحال استعاد الرجل البصر وأدرك أن المسيح هو الذي شفاه، وقد جرت عمادة كل من الذي كان أعمى فأبصر، ووالد بنتولاون الذي ما لبث ان رقد بسلام.

وزّع بندلايمون ميراثه على المحتاجين وحرّر عبيده وانكبّ على العناية بالمرضى الذين طلب منهم ان يؤمنوا بالمسيح الآتي الى الارض شافيًا كل علة. فوشى به حساّده لدى مكسيميانوس، الذي استدعى الاعمى الذي شفاه بندلايمون واستجوبه ، فقال له أن بندلايمون استدعى اسم المسيح فعاد اليه بصره وآمن. فغضب الامبراطور وأمر بقطع رأسه، واستدعى قديسنا وطلب منه العدول عن ايمانه، فأبى. قائلاً له، ان الإيمان والتقوى من جهة الإله الحق أسمى من كل غنى هذا العالم الباطل و كراماته.
فأراد مكسيميانوس أن يجرّبه فجيء بمخلع جعل عليه كهنة الأوثان كل قدراتهم السحريّة ، فرفع بنتولاون صلاته الى الله، ثم اخذ المخلع بيده وأقامه باسم المسيح، ولما رأى الوثنيون الحاضرون الرجل يطفو فرحًا، آمن العديدون بالإله الحق.

لا الإطراءات ولا التهديدات زحزحت القدّيس بندلايمون عن عزمه. إذّاك أمر الملك بتعذيبه بمختلف انواع التعذيبات فنجا منها كلها. وفي النهاية قطع رأسه. وكان ذلك في السابع والعشرين من تموز سنة 304.

الطروباريات

أيها القدّيس اللابس الجهاد والطبيب الشافي بندلايمون تشفّع إلى الإله الرحيم أن ينعم بغفران الزلات لنفوسنا.

GoCarch