٢٩ أيلول – القدّيس أبينا البار كيرياكوس السائح – القدّيسين ثايوفانيس الرحيم ومريم الفلسطينيّة

March-2-2019

القدّيس كيرياكوس السائح
ولد القدّيس كيرياكوس في مدينة كورنثوس عام 448 من أب كاهن وأم تقية. نشأ على محبّة المسيح في كنف ذويه إلى أن بلغ الثامنة عشرة. غادر بعدها موطنه سرّاً إلى أورشليم لأن روحه احتدّت فيه ورغب في الحياة الملائكيّة.
ولمّا بلغ المدينة المقدّسة وسجد لعود الصليب، سمع بالقدّيس أفتيميوس الكبير فجاء إليه وسأله أن يقبله في عداد تلاميذه. عرف القدّيس افتيميوس بروحه ما سيكون عليه كيرياكوس فألبسه الإسكيم الكبير وأرسله إلى القدّيس جراسيموس الأردنيّ، بالقرب من البحر الميت، لأنّه لم يشأ أن يعثر الشيوخ بقبوله فتى في عدادهم.
بقي كيرياكوس في عهدة القدّيس جيراسيموس تسع سنوات. ولمّا رقد معلمه تنقّل بين عدد من الأديرة والكهوف كان أحبّها إلى قلبه كهف القدّيس خاريطن في برية تكوا، جنوبي شرقي بيت لحم، الذي كان عبارة عن فجوة هائلة فيها مغاور بشكل طبقات شديدة البرودة، كثيرة الرطوبة. هنا بالذات رقد القدّيس كيرياكوس بعد عمر مديد بلغ المئة وسبع سنوات سنة 557م.
كان كيرياكوس قوي البنية، وقد بقي كذلك إلى سن متقدمة رغم أصوامه وأسهاره القاسية. قال عن نفسه أنّه لم يغضب مرّ ة واحدة في حياته ولا عرفته الشمس آكلاً لأنّه كان يتناول وجبته اليتيمة بعد غروب الشمس. أقام في دير القدّيس أفتيميوس عشر سنوات صامتاً. سيم كاهناً وجعل خادماً لكنائس الرهبان في دير سوقا القريب من الكهف.
انصرف في سن السبعين إلى برية ناتوفا حيث أمعن في النسك. كان يعشق الخلوة، وكلّما لاحقه الناس فرّ من أمامهم، وبقي يتنقّل حتّى في التسعينات من عمره. منحه الله موهبة صنع العجائب فكان يشفي المرضى ويطرد الشياطين بكلمة الله وإشارة الصليب.
تصدّى لتعليم أوريجنوس الفاسد الذي كان قد تفشى في صفوف الرهبان وهو في التسعينات في عمره، أخيرًا رقد بسلام ممتلئًا من نعمة الله.

القدّيس ثايوفانيس الرحيم والقدّيسة مريم الفلسطينيّة
القدّيس ثايوفانيس هو أحد أغنياء غزة في فلسطين. بدّد كلّ ثروته على الفقراء وصار فقيرًا يعيش من حسنات الناس. أصيب في أواخر أيامه بداء النقطة وفاض الطيب من جسده، بعد رقاده، وكان له فعل عجائبيّ.
القدّيسة مريم، كانت، في أول أمرها، قارئة تقرأ المزامير في كنيسة القيامة في أورشليم. ولكن، لمّا كانت إمرأة جميلة فقد أضحت، لذوي النفوس الملوثة، سبب إعثار. فحتى لا تكون معثرة لأحد، خرجت من العالم إلى برية سوكا ومعها سلة من الحبوب وقربة ماء. هناك في البرية عاشت مريم ثمانية عشر عامًا، لم ينقصها خلالها، بنعمة الله، لا حب ولا ماء. اكتشفها بعض تلاميذ القدّيس كيرياكوس في حياتها، ثم قاموا بدفنها بعد رقادها.

الطروبارية
+ ظهرت في البرية مستوطناً وبالجسم ملاكاً وللعجائب صانعاً وبالاصوام والاسهار والصلوات تقبّلت المواهب السماوية فأنت تشفي السقماء ونفوس المبادرين إليك بايمان يا أبانا المتوشح بالله كيرياكوس فالمجد لمن وهبك القوة المجد لمن توّجك المجد للفاعل بك الأشفية للجميع

GoCarch