٢٩ نيسان – القدّيس البار نكتاريوس أوبتينا الروسي المعترف – القدّيسين الرسولين ياسون وسوسيباتروس ورفاقهما

September-5-2018

البار نكتاريوس الروسيّ

ولد في بلدة يالتز لأبوين فقيرين، اتّخذ في المعمودية اسم نيقولاوس. رقد أبوه وهو في السابعة من عمره. كان لامعًا يحّب العلم لكن الفقر حدّه بمدرسة القرية. كان متعلّقًا في طفولته بأمّه التي أنشأته على الصرامة المقرونة بالمحبة، لكنّها غادرته باكرًا مما اضطره للعمل، بعمر صغير لم يكن بعد تخطّى الحادية عشر من العمر، في محل تجاريّ. كان هادئًا محبًّا للقراءة وكان وسيم الطلعة. عندما بلغ الثامنة عشرة أراد صاحب المتجر تزويجه من ابنته لكنه سافر إلى أوبتينا واقتبل الإسكيم الرهباني وعاش في قلاية وحيدًا دون أن يكلّم أحدًا من الأخوة وكانت مهمّته الاهتمام بحديقة الكنيسة. خلال هذه السنوات كان يدرس العلوم والرياضيات والتاريخ والجغرافيا والآداب الكلاسيكيّة الروسيّة وغير الروسيّة معًا.

في العام 1913 اجتمع الرهبان واختاروه رئيسًا عليهم. كانت له بصيرة حسنة ويتنبأ ويصنع المعجزات. وفي العام 1923 قبل الفصح عمد البلاشفة رسميًّا إلى إقفال دير أوبتينا وحوّل المكان إلى منتجع للطبقة السوفياتيّة العليا. أمّا الأب نكتاريوس فأُوقف في مستشفى في سجن كوزلزك. وبعدما غادر السجن أقام في منزل أحد الفلاّحين في ناحية بريانسك. الحياة كانت صعبة للغاية رغم أن العديد من أبنائه الروحيين كانوا يأتون إليه. وقد هدّدته السلطات بالنفي إن استمرّ في استقبال الناس.

حافظ نكتاريوس على الأمانة إلى المنتهى وبقي يستقبل الناس رغم تهديد السلطات وترويعها له. أخيرًا رقد في الربّ في العام 1928.

الرسولان ياسون وسوسيباتروس ورفاقهما

أصل القدّيس ياسون من طرسوس الكيليكية. فلما قام اليهود في المدينة، حسدوا الرسول بولس ورفيقه سيلا، ولكنهم صادفوا ياسون الذي استضاف الرسولين، وجرّروه أمام الولاة متهمين إياه بإيواء قوم ينازعون سلطة قيصر. فأزعجوا الجميع وحكّام المدينة الذين سمعوا هذا. فأخذوا كفالة من ياسون ومن الباقين ثم أطلقوهم”.

بعد ذلك لحق ياسون بالقدّيس بولس في رحلته إلى مقدونيا وآسيا, برفقة تلاميذ آخرين بينهم سوسيباتروس، التصقا ببولس. وقد ورد في التراث أن بولس كلّف ياسون بكنيسة طرسوس، فيما كلّف سوسيباتروس بكنيسة أيكونيوم.

بعد أن ثبّت الرسولان دعائم المسيحية في هاتين المدينتين، ارتحلا إلى الغرب ليكرزا بالإنجيل. ورفعا أناشيد متواترة لتمجيد الله فاجتذبا العديد من الوثنيّين إلى الإيمان، أي إلى التسبيح القويم لله.

أقلق نجاحاهما ملك الجزيرة، فاستحضرهما لإجبارهما على التضحية للإلهة، ولما لم يتجاوبا معه، ألقيا في السجن بانتظار صدور الحكم عليهما. التقيا في الحبس سبعة لصوص، وقد تمكن الرسولان بنعمة الله وصبرهما في الشدائد من هداية اللصوص إلى الإيمان القويم، وإضافة إلى أنطونيوس الجلاد، هذا جذبه الطيب والنور الإلهيان اللذان كانا ينبعثان من السجن. وسأل الملك أنطونيوس الجلاد لما تخلى عن دين آبائه, فأجابه برسم إشارة الصليب على الملك. فقطع الملك يد أنطونيوس. وامر بقطع رأسه خارج المدينة. وأخذ بعض الأتقياء المسيحيّين، جسد أنطونيوس الجلاد ودفنوه في كنيسة القدّيس استفانوس.

إذ ذاك اقترح كيركيليانوس على كلٍّ من ياسون وسوسيباتروس أن يتبارزا واحد السحرة لديه. ولما بدأ الساحر بتلاوة شعوذاته اضطربت الحيوانات والطبيعة في الجوار. فأصاب كل الحاضرين الدهش لهذه القوى الشيطانية ما خلا القدّيسين الرسولين اللذين دعيا باسم الربّ فسقط الساحر للحال صريعا. فاغتاظ الحاكم وأمر بإعادة الرسولين إلى السجن. وفي الغد, أخضعا للاستجواب أمام الوالي، وعاينت كيركرة ابنة الملك المحاكمة، وعلمت أن هؤلاء الرجال يكابدون التعذيب من اجل المسيح. فهتفت :”أنا أيضا مسيحية”. وصعق الملك لهذا المشهد. وحاول أن يقنع ابنته بالعدول عما أبدت. ولما رآها مصرّة هدّدها بالتعذيب والموت، فتمسّكت بالأكثر، وقامت بتوزيع ما لديها للفقراء وأخذت تستعدّ لاقتبال الشهادة. فألقيت بالسجن، بناء لطلب أبيها الملك، أوفد عسكري حبشي ليذلها، لكنها هدته إلى المسيح ودعته خريستوذولوس. فقبض عليه عندما ظهر في المدينة وأسلم للتعذيب إلى أن قطعه الوالي إلى اثنين.

الطروبارية

+ ظهرت في البرية مستوطناً وبالجسم ملاكاً، وللعجائب صانعاً، وبالأصوام والأسهار والصلوات، تقبلت المواهب السماويّة، فأنت تشفي السقماء ونفوس المبادرين إليك بإيمان، يا أبانا المتوشّح بالله نكتاريوس، فالمجد لمن وهبك القوّة، المجد لمن توجك، المجد للفاعل بك الأشفية للجميع.

GoCarch