٢٩ كانون الثاني – نقل بقايا القدّيس الشهيد في الكهنة أغناطيوس المتوشح بالله -القدّيس الجديد في الشهداء ديمتريوس خيوس

September-4-2018

نقل يقايا القدّيس الشهيد في الكهنة أغناطيوس المتوشّح بالله

تعيّد الكنيسة في هذا اليوم لنقل رفات القدّيس الشهيد في الكهنة أغناطيوس المتوشّح بالله، من رومية إلى أنطاكية. بعض المؤمنين، فيما يبدو، جمع ما تبقّى من عظامه، وقيل شمّاساه فيلون وأغاثوده، وعادوا بها إلى أنطاكية. الذهبي الفم ذكر ان رفاته نقلت من رومية إلى أنطاكية على الأكتاف. وقد أودعت، أول الأمر، مقبرة خارج أنطاكية في دفني، ثم نقلت إلى داخل المدينة في زمن الأمبراطور ثيودوسيوس الصغير (408 -450 م) حيث جعلت في كنيسة على اسمه سبق لها ان كانت هيكلا وثنيا للحظ. هذا وفق ما ذكره أفاغريوس المؤرخ. وقد ورد أيضا ان العيد اليوم إنما عيد نقل رفاته إلى داخل المدينة. يشار إلى ان بعض رفاته جرى نقله إلى رومية في القرن السابع، إبان الفتح العربي، أو ربما في القرن التاسع، حيث أودع كنيسة القديس كليمنضوس الأسقف الشهيد. هذا فيما توزّعت أجزاء أخرى من الرفات على عدد من الأديرة والكنائس، لا سيما في بلاد اليونان.

القدّيس أفرآات

هو غير أفرآات الحكيم، الكاتب الكنسي المعروف. كتب عنه ثيودوريتوس، أسقف قورش (الفصل 8 من تاريخ أضفياء الله). ولد ونشأ في فارس في كنف والدين وثنيّين. عرف المسيح فآمن به. ترك عائلته وقصد مدينة الرها. اختلى في بيت بجوارها. تفرّغ لحياة النسك والصلاة. انتقل بعدها إلى أنطاكية. كانت الآريوسية تعصف، آنذاك، بأرجاء الكنيسة، لم يكن أفرآات يعرف اللغة اليونانية إلا قليلاً. أخذ يعبِّر عن أفكاره بلغة نصفها فارسي، لكن كانت نعمة الله تؤازره بسيولها الغزيرة. جابه بقوة وفعالية حجج المتفلسفين. تراكض إليه الكبار والصغار، المثقفّون والجهّال، الفقراء والأغنياء. أُخذ الناس بالحكمة والفهم الجاريين من فمه. لم يقبل، في أنطاكية، أن يخدمه أحد. اعتاد أن يستقبل الزوّار عند باب الدار، لم يقبل من الناس عطايا. فقط أحد أصدقائه كان يأتيه بالخبز. ولما تقدّم في السن أخذ يأكل الخضار بعد غروب الشمس.

جاءه أحد الموظفين الكبار بهديّة من بلاد فارس، حلّة جديدة أنيقة، فلم يقبلها ولم يرفضها، بل قال للمعطي: لقد أخذت على عاتقي، يا صاحبي، إلاّ أسكن إلاّ ورفيق واحد، وهو معي منذ ستة عشر عاماً، فهل يجوز لي أن أقبل آخر لمجرد أنه مواطني وأتخلى عن الأول؟ إني في حيرة من أمري. ماذا تراني أعمل؟ فأجاب الضيف: ليس حسناً أن تصرف من خدمك كل هذه المدّة وتتخذ لنفسك من لم تختبره لمجرد أنه من وطنك! فأجابه أفرآات: وأنت قلت! سأعمل بنصيحتك. فاسمح لي ألا أقبل هذه الحلّة من يدك لأني أفضّل أن أحافظ على ثوبي العتيق الذي خدمني كل هذه السنين!

في تلك الأيام، تولى فالنس قيصر الحكم، وكان آريوسياً، فترك أفرآات السكينة جانباً وانضم إلى صفوف المجاهدين من أجل الإيمان القويم. سلاحه كان سيرة حياته وكلامه وعجائبه. فالنس كان يعرف أفرآات لأنه اشتهر، فرآه مرة يسير على شاطئ النهر فسأله: إلى أين أنت ذاهب؟ فأجاب: لأصلّي لأجل المسكونة ولأجل ملكك! فقال له: ولكنك ناذر الحياة النسكية فكيف تترك منسكك وتذهب إلى الساحة العامة؟ فأجابه أفرآات بمثل: قل لي، أيها الملك، لو كنتُ فتاة محصّنة في بيتها وشاهدتُ إنساناً يلقي النار في بيت أبي، أأبقى في موضعي وأترك البيت تأكله النيران وانتظر أن تأتي عليّ، أم أسرع صعوداً ونزولاً لأخمد الحريق؟! لا تلمني، أيها الملك، إذا رأيتني أعمل الشيء نفسه، لُمْ نفسك بالأحرى لأنك وضعت النار في بيت الله! وقد أورد ثيودوريتوس أن فالنس لم يجرؤ على إرسال أفرآات إلى المنفى كما فعل بكثيرين لأنه خاف منه، لا سيما بعدما قضى أحد خصيان الملك الثائرين على أفرآات حرقاً بالماء المغلي، وبعدما شفى القدّيس حصان الملك إثر مرض ألمّ به. وقد ذكر ثيودوريتوس أنه عرف القدّيس حين كان فتى ونال بركته.

القدّيس ديمتريوس

ولد القدّيس ديمتريوس في العام 1780م لعائلة تقيّة من خيوس. خرج شابًا إلى القسطنطينية ليعمل عند أخيه الأكبر فيها. خطب إحدى الفتيات هناك دون أن يقف على رأي أخيه. اغتاظ أخوّه وطرده. هام على وجهه لا يعرف كيف يتدبّر أمره. عضّه الجوع فتذكّر أن لأخيه دينًا على أحد زبائنه الأتراك الأغنياء. ذهب إليه وفي نيّته أن يأخذ المال لنفسه. لم يكن التركي في البيت، لاحظت الفتى أبنة الرجل فعرفته. وإذ كان قد أعجبها لأنّه كان وسيم الطلعة استبقته وسعت إلى إغوائه فإنغوى ووعدها بالتنكّر لدينه وإشهار إسلامه ليتزوّجها. بقي في القصر معها شهرين بمثابة سجين. لم يدعه الأتراك يذهب لأنهم كانوا يرونه حزينصا فخافوا أن يعود عن قراره. أخيرًا صحا ضميره وأدرك خطيئته فهرب وعاد إلى أخيه الذي أتاه بمعرّف فاعترف بالخيانة وأعلن رغبته في الشهادة، وأقام في الصوم والصلاة لمدة عشرين يومًا كان يمضيها بالبكاء والصلاة، وبعد ذلك خرج إلى قاضي تركيّ وجاهر أمامه بترك الإسلام وألقى عمامته أرضًا، جُعِل في سجنٍ مظلم رطب، تعرّض للتعذيب عساه يتراجع عن إيمانه لكن ذلك لم يحصل وعندما يئسوا من إستعادته إلى الإيمان الإسلامي لفظ بحقه حكم الإعدام فتمّ شنقه.

الطروبارية

+ صرتَ مشابهاً للرسل في أحوالهم وخليفةً في كراسيهم، فوجدت بالعمل المرقاةَ إلى الثاوريّا أيّها اللاهج بالله، لأجل ذلك تتبعت كلمة الحقّ باستقامة، وجاهدت عن الإيمان حتى الدّم أيها الشهيد في الكهنة اغناطيوس، فتشفّع إلى المسيح الإله في خلاص نفوسنا.

GoCarch