٢ حزيران – أبينا الجليل في القدّيسين نيكيفوروس المعترف بطريرك القسطنطينية – القدّيس الجديد في الشهداء ديمتريوس الفيلادلفي

September-6-2018

نيكيفوروس المعترف بطريرك القسطنطينية

ولد في القسطنطينية، خلال حملة الأمبراطور قسطنطين على الإيقونات ومكرّميها، نفي والده ثيودوروس إلى نيقية لتمسكه بالأرثوذكسية.أوكلته أمّه إلى أحد حفظة الأسرار في القصر تلميذا ثم اعتزلت في أحد الديورة.

صار نيكيفوروس حافظا أول للأسرار، للأمبراطور قسطنطين السادس وأمّه إيريني، لعب دورا فاعلا في المجمع المسكوني السابع في نيقية بصفة مفوّض أمبراطوري.

اعتزل نيكيفوروس في ضاحية أغاثو حيث أسّس ديرا.وانكب على الصلاة والدرس ليل نهار، وكانت الفلسفة وعلم البلاغة اداة طيّعة بين يديه. كان حرا من كل ارتباط بالعالم، وديعا، معتدلا، ودودا، أبعد من أن يسلك في المجد الباطل.تولى البطريركية إثر وفاة القدّيس تراسيوس، صيّر راهبا ثم تبوّأ الدرجات الكهنوتية خلال بضعة أيّام. وضع على مذبح كنيسة الحكمة المقدّسة كتابا كان ألفه دفاعا عن الإيقونات المقدّسة. وعمل على ضبط العديد من الممارسات الكنسية التي وقعت في الشطط كالزواج والحياة الرهبانية. فدعا إلى الصوم والصلاة عسى ان يجنب الربّ الإله كنيسته محنة جديدة. وإذ لم يجد النقاش مع لاهوتيين مناهضين للأيقونات، نفعا. عمد إلى إيقاف الإكليريكيّين المستغرقين في الهرطقة عن الخدمة. كما حث الأمبراطورة والوزراء على حقن الدماء.

خلال الصوم الكبير مرض القدّيس واشتدّ المرض عليه، فانتزع الأمبراطور من يده إدارة صندوق الكنيسة العظمى. وعبثا كان دفاعه عن الإيمان القويم. وعمل الجند على انتزاعه من سرير ألمه ونقلوه إلى دير أغاثو، الذي أنشأه وقضى فيه سني رهبانيته المبكّرة. ثم أبعدوه إلى دير أخر، وبعث برسالة إلى الأمبراطور تنازل عن سدّة البطريركية، ودعا البطريرك ثيودوتوس كاسيتيراس، إلى مجمع حرم رسميا إكرام الإيقونات واندلعت حملة جديدة ضدّ المعترفين بالإيقونات في كل الأمبراطورية.
استمرت هذه الحالة إلى أن جرى أغتيال لاون وتولّى الحكم ميخائيل الثاني.وتمت المصالحة بين القدّيس نيكيفوروس والقدّيس ثيودوروس الستوديتي. وقد وصف ثيودوروس البطريرك القدّيس ب”شمس الأرثوذكسية”. اشترط ميخائيل الثاني على نيكيفوروس، لإعادته إلى كرسيه، ان يحفظ الصمت بشأن الإيقونات المقدّسة ومجمع نيقية الثاني. وجواب القدّيس كان الرفض القاطع، ونفى نيكيفوروس أن تكون أيقونة المسيح صورة وثنية دنسة للطبيعة الإلهية غير المحصورة كما زعم اللاهوتيّون المناهضون للإيقونات، بل هي صورة ذات علاقة شبّه بشخص أو أقنوم المسيح.

جاهد نيكيفوروس إلى المنتهى، إلى أن رقد بالربّ بعد أربعة عشر عاما من المنفى. دفن في ديره وبقي هناك إلى أن جرى نقله إلى القسطنطنية، إلى كنيسة القدّيسين الرسل، وكانت عودته إيذانا بانتصار الأرثوذكسية.

القدّيس ديمتريوس

كان القدّيس ديمتريوس من فيلادلفيا في آسيا الصغرى. كان ابن كاهن اسمه دوكاس، أغراه المسلمون بالكرامات والعطايا إذا قبل الإسلام. أذعن ودخل في خدمة حاكم المدينة، وصار ضابطًا كبيرًا في الجيش العثمانيّ. أصاب نجاحًا وافرًا. في الخامسة والعشرين عاد إلى نفسه، واستعاد إيمانه بالمسيح، أراد ان يعترف بأنّه أخطأ وعاد إلى صوابه مهما كان الثمن. دخل على والي فيلادلفيا وقال له ما دار في خلده في هذا الشأن مصرّحًا بأنّه مستعد من أجل اسم يسوع ومحبّته أن يبذل نفسه ويموت. انقضّ عليه الحاضرون وجلدوه جلدًا كثيرًا فيما أقام هو يمجّد الله ويستعين بقدّيسيه ، وحاول بعض المسلمين إقناعه بالحسنى ففشلوا، وبعكس ما كان يُتوقّع أطلق الوالي سراحه فخاب أمل ديمتريوس بغسل خطيئته بدم الشهادة. لم يرض بالنصيب الذي ناله من التعذيب، دخل مقهى كان يرتاده المسلمون، ومن دون مقدّمات أخذ يطعن بدين المسلمين مجاهرًا بإيمانه بالمسيح ثم ختم تصريحه بنزع عمامته الإسلاميّة البيضاء وثوبه الأخضر وطرحهما أرضًا وداسهما. للحال وقع عليه المسلمون واشبعوه ضربًا حتّى ظنّوا أنّه مات، ولمّا فطنوا إلى أنّه لا زال حيًّا ضربه أحدهم بالسيف واستاقوه إلى موضع الإعدام حيث ألقوه في النار. وهكذا قضى شهيدًا للمسيح، قيل أن الأمر حصل في القرن السادس عشر كما قيل أنّه تمّ في السنة 1657م.

طروبارية

لقد أظهرتك أفعال الحق لرعيتك قانوناً للإيمان وصورة للوداعة ومعلّماً للإمساك، أيها الأب رئيس الكهنة نيكيفورس، فلذلك أحرزت بالتواضع الرّفعة وبالمسكنة الغنى، فتشفّع إلى المسيح الإله، أن يخلّص نفوسنا.

GoCarch