٢ كانون الثاني – تقدمة عيد الظهور الإلهيّ – أبينا الجليل في القديسين سلبسترس بابا رومية – القدّيس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله – القدّيس جاورجيوس الجيورجي

March-22-2018

القدّيس جاورجيوس

القدّيس جاورجيوس بيع وهو صغير السن لأحد الأتراك فأسلم. في سن السبعين تحرّك ضميره وعاد إلى إيمانه المسيحي. خرج إلى القاضي المسلم وأعلن بثبات أنّه ولِدَ مسيحيًّا ويريد أن يموت مسيحيًّا. استجوبه القاضي وهدّده وعذّبه فلم ينجح في ردّه إلى الإسلام. جرى بعد ذلك شنقه.

تذكار أبينا الجليل في القديسين سلبسترس بابا رومية

ولد  القدّيس سلبسترس في رومية من روفينوس ويُسطا. وقد أنشأته أمّه على الفضيلة وسلّمته إلى كاهن ممتاز اسمه كارينوس. فلمّا كبر سامه البابا مركلّينوس كاهنًا. كان ذلك قبل الاضطهاد الذي أثاره على المسيحيين الأمبراطور ذيوكليسيلنوس ومكسيميانوس. وقد أبدى خلال فترة الاضطهاد هذه غيرة وشهامة وجرأة كبيرة. فكان يفتقد المعترفين ويضيفهم. واهتمّ بدفن القدّيس الشهيد تيموثاوس الإنطاكي بعدما جرى إعدامه لتمسّكه بالإيمان بالمسيح. وقد قبض عليه الجند هو أيضًا لكن الربّ نجّاه بصورة عجيبة. فلمّا انتصر قسطنطين الكبير على مكسنتيوس وانتزع منه رومية في 28 الأول سنة 312م، خرج سيلفستروس من تخفِّيه وأخذ يبشّر ويعمّد. ثم إن ملكياديس، أسقف رومية، رقد في كانون الثاني عام 314م فاختير سيلفستروس خلفًل له. وقد لهتمّ الأسقف الجديد بترتيب البيت وخدمة الفقراء وتنقية العادلت الكنسيّة من الوثنيّة. كما اهتمّ بمواجهة الهرطقات وإعداد الأمبراطور الجديد للمعمودية، وبنى سبعة كنائس على طراز الابزيليكا. ولمّا انعقد المجمع المسكوني الأول في نيقية لم يتسنّ له الإشتراك فيه لأنّه كان قد شاخ، فكان هوسيوس وفيتو وفنسنتيوس مندوبيه.

 إلى ذلك ذكر أنّه كانت لسيلفستروس مواجهاته مع اليهود في شأن الإله الواحد في ثلاثة أقانيم وآلام الربّ يسوع بالجسد والقيامة، وقد أفحمهم بقوّة الكلمة والروح.

 استمرّت خدمة القدّيس الأسقفيّة إحدى وعشرين سنة وأحد عشر شهرًا. وقد رقد بعد حياة صالحة مكمّلة بالفضائل في العام 335م.

القدّيس البار سيرافيم ساروفسكي

يجعل مترجموه تاريخ ميلاده يوم التاسع عشر من تموز سنة ۱٧٥٩م في بلدة كورسك في روسيا الوسطة. كان ابوه، إيزيدوروس، بنّاءً. رقد وقديسنا في السنة الأولى من عمره. أمه، أغاثا، كانت امرأة طيّبة قويّة النفس معروفة بحبها للمرضى والأيتام والأرامل وعنايتها بهم. محبّة أمّه للناس أثّرت في نفسه أيّما تأثير، فلما كبر أبدى من التفاني في خدمة المرضى والمضنوكين ما كان في خط أمه يزيد. سيرافيم هو ثالث الأولاد في الأسرة بعد أخ وإخت. عندما بلغ العاشرة من عمره مرض مرضاً خطيراً. وفيما ظنّ من حوله أنه مشرف على الموت تعافى. عندما بلغ السابعة عشرة اشتغل في التجارة مع أخيه ألكسي، لكن التجارة لم تستهوِه وما فهم البيع والشراء ورأس المال والدين إلا إشارات ورموزاً للحقائق الروحية. وقد مالت نفسه الى الحياة الرهبانية فسافر واثنين من اصحابه الى كييف وأصبح راهباً مبتدئاً فانضم الى دير ساروف الكبير هو في التاسعة عشرة من عمره. سلك في الطاعة والتواضع وصلاة القلب والأصول الرهبانية ككل الرهبان. عمل في الدير خبّازاً وعمل نجّاراً. جمع بين العمل وصلاة يسوع. لاحظ رؤساء بروخوروس صبره واحتماله وحميّته في الخدم الليتورجية فجعلوه قارئاً. وكان محبّاً لكتب الآباء. نُهي عنه أنه درس مؤلّف القديس باسيليوس الكبير عن الخلق في ستة أيام وكذلك مقالات القديس مكاريوس وسلّم الفضائل للقديس يوحنا السلّمي وغيرها من كتابات الآباء النسّاك، إضافة الى الكتاب المقدس الذي اعتاد أن يسمّيه “زوّادة النفس”. كان أوّل الأمر، يقسو على نفسه قسوة شديدة؛ يسهر كثيراً ولا يأكل إلاّ قليلاً. وقد سبب له ذلك أوجاعاً حادّة في الرأس ومرض. لذلك أخذ نصح المبتدئين، فيما بعد، بعدم التقسّي الشديد في النسك، أن يناموا خمس أو ست ساعات ويرتاحوا قليلاً أثناء النهار إذ ليست الإماتة موجّهة للجسد بل للأهواء. هذا ولم يستردّ القدّيس عافيته إلاّ بعد ثلاث سنوات وبعدما ظهرت له والدة الإله، من جديد، برفقة بطرس ويوحنا، وقالت لهما عنه: “هذا واحد منا!”.لبس الإسكيم الرهباني وهو في السابعة والعشرين. من ذلك اليوم صار اسمه سيرافيم.

تشمّس سيرافيم سبع سنوات وقد أُعطي أن يعاين الملائكة يشتركون في خدمة الهيكل والكهنة والشمامسة، وسمعهم يرنّمون تراتيم سماويّة لا مثيل لها بين الناس، وقد عاين الربّ يسوع مرّة وكان يشمّس فتسمّر في موضعه الى أن خرج شمّاسان وحملاه الى الداخل حملاً. سيم القديس كاهناً وهو في سن الثلاثين وقد منّ عليه الرب الإله بمواهب الشفاء وطرد الأرواح الشريرة والبشارة بكلمة الله. كما اعتاد أن يحثّ المؤمنين على المناولة المتواترة. بعد سنة من ذلك، سمح له رؤساؤه بمغادرة الدير والعيش ناسكاً على بعد حوالي ستة كيلومترات من الدير في الغابة. كان القديس سيرافيم قد شاخ قبل أوانه. كما كان المرض والإمساك قد أضنياه، وكانت رجلاه منتفختين متقرحتين. لهذا سمح له رؤساؤه بالعزلة. كان لا يذهب الى الدير إلاّ في آخرالاسبوع ولا يحمل معه إلاّ القليل من الخبز عائداً. وقد كان له شركاء في طعامه: حيوانات البريّة التي صارت له عشيرة أليفة. وكثيراً ما كان يحدث أن يُخطف بالروح وهو يرنّم. وفي عودة القديس الى الدير، في الآحاد والأعياد، كان الرهبان يتحلقون حوله ويصغون إليه وهو يحدثهم عن الله. كان منسكه أجرد. حتى السرير لم يكن موفوراً، كثيرون أخذوا يشقّون طريقهم إليه طلباً للنصح والبركة.

بعد سنوات طوياة، شاب شعره واحدودب ظهره وصار لازماً له أن يستعين في مشيته بعصى. فلما عاد الى منسكه دخل في صمت ولم يعد يذهب الى الدير، فاتخذ مجلس الشركة قراراً باسترداده، فعاد طائعاً. كان قد مضى على نسكه خمسة عشر عاما أقفل القديس على نفسه قرابة الخمس سنوات قليلاً ما كان فيها يكلّم أحداً، وكانو يأتونه بالقدسات إلى قلاّيته. ثم بعد ذلك انفتح وصار يقبل الزائرين المنتصحين. على هذا النحو، وبعد سبعة وثلاثين عاماً من التهيئة بانت موهبة القديس: أن يكون شيخاً روحانياً، ستاريتزا يعنى بالنفوس. وصاروا يأتون إليه من كل مكان. حتى القيصر الكسندروس الأول اعتاد المجيء إليه. وإذ زاد عدد الطالبين صلواته فوق الطاقة صار أحياناً يكتفي بإضاءة شمعة لكل منهم إقتداء بموسى الذي أشعل من أجل الشعب قديماً ناراً تكفيرية.. أسس ديراً للفتيّات بين الراهبات أسماه دير الطاحونة قريباً من أول دير أسسه. بينهنّ عدد من القدّيسات.

شهد سيرافيم نفسه ونقل عارفوه أنه كانت للقدّيس إلفة كبيرة بوالدة الإله وأنها أتت إليه لا اقل من اثنتي عشرة مرّة في حياته.

تناول القدسات الإلهيّة في الأوّل من كانون الثاني سنة 1833 وقَبّل أيقونات الكنيسة مشعلاً أمام كل منها شمعة. ثم بارك الإخوة قائلاً لهم أن يصنعوا خلاصهم وأن يسهروا لأنّ الأكاليل قد أُعدّت لهم. بعد ذلك زار مدفنه، ثم أغلق على نفسه في القلاّية. وأثناء الليل رقد، وقيل كان على ركبتيه. في 9 تموز سنة 1903 جرى إعلان قداسته.

الطروباريات

+ إستعدِّي يا زبولون وتهيَّإي يا نفتاليم، وأنت يا نهر الأردن قف عن جريك، وتقبَّل السَّيد بفرحٍ آتياً ليعتمد، ويا آدم إبتهج مع الأمِّ الأولى، ولا تُخفيا ذاتكما في الفردوس قديماً لأنَّه لمّا نظركما عريانَينْ، ظَهرَ لكي يُلبسكما الحلَّة الأولى، المسيح ظهر مريداً أن يجدِّدَ الخليقة كلَّها.

+ لقد أظهرتك أفعال الحق لرعيتك قانوناً للإيمان وصورة للوداعة ومعلّماً للإمساك، أيها الأب رئيس الكهنة سلفسترس، فلذلك أحرزت بالتواضع الرّفعة وبالمسكنة الغنى، فتشفّع إلى المسيح الإله، أن يخلّص نفوسنا.

+ تبعتَ المسيحَ بحرارةٍ منذ صباك، أيّها القدّيس ساروفيم، ونسكتَ في ساروف كملاكٍ أرضي، باذلاً كلَّ قواكْ. فاقتنيتَ المعزّي، في جهادِ الصلاة،عاينتَ أمَّ اللهِ، عبرَ هذه الحياة. وصرتَ متوشِّحًا بالله شافيًا، لذا نَغبطُك.

GoCarch