٣٠ تشرين الثاني – القدّيس الرسول أندراوس المدعو أولاً – القدّيس فرومنتيوس الصوريّ

March-2-2019

القدّيس فرمنتيوس
يروي لنا روفينوس الراهب (345 – 410م) في تاريخه أن شابين من صور الفنيقيّة، وربما أخوين، إسم الواحد فرومنتيوس واسم الآخر عداسيوس رافقا علاّمة صوريًّا اسمه ميربيوس في رحلة استكشافيّة لمواطن لم يكن يعرفها القدامى على سواحل البحر الأحمر، ولسبب ما، عواصف أو خلافه، وجدت سفينتهم في الحبشة حيث فتك السكان المحليون بميروبيوس وأبقوا على الشابين. وهذان ما لبثا أن نالا حظوة عند الملك في أقسوم وأضحيا مدبّرين لقصره، كما صار فرومنتيوس معلمًا لوريث العرش. ولما تبوأ الأمير الصغير الحكم مكان أبيه نال فرمنتيوس حظوة أكبر مكّنته من استصدار إذن لبعض التجار الروميين ببناء كنيسة صغيرة على أرض الحبشة، كما أخذ هو نفسه بنشر الإنجيل. أمّا عداسيوس فعاد بعد حين إلى صور وصار كاهنًا، فيما توجّه فرومنتيوس إلى الإسكندرية حيث قابل القدّيس أثناسيوس الكبير وعرض عليه حال الحبشة وحثّه على سيامة أسقف عليها يهتم بنشر الكلمة وهداية الشعب وعماده وبناء الكنائس. وكان أن أخذ القدّيس أثناسيوس باقتراح فرومنتيوس، لكن اختياره وقع على فرومنتيوس بالذات ليكون أول أسقف هناك.
ويبدو أن عودة الأسقف الجديد إلى أثيوبيا وإقباله على البشارة فيها ترافقا وآيات على مثال الآيات التي أعطاها الربّ الإله لرسله في القرن الأول. وقد تمكّن فرومنتيوس بنعمة الله من هداية أعداد غفيرة من الحبشيين إلى الإيمان.
على هذا استمرّ قدّيسنا ناشطًا في نقل البشارة بالربّ يسوع وشفاء المرضى واجتراح العجائب إلى أن رقد بسلام ممتلئًا بركات في العام 380 للميلاد.

القديس الرسول أندراوس المدعو أولاً
هو الرسول الذي دعاه الرب يسوع أولاً. كان تلميذا ليوحنا المعمدان (يوحنا 1: 35)، وكان يوما برفقة معلمه وتلميذ آخر عندما رأوا يسوع ماشيا فقال المعمدان لتلميذيه: “هوذا حمل الله” (يوحنا 1: 36)، فتبع التلميذان يسوع. “فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما: ماذا تطلبان؟ فقالا: ربي، الذي تفسيره يا معلم، أين تمكث؟ فقال لهما: تعاليا وانظرا. فأتيا ونظرا أين كان يمكث ومكثا عنده ذلك اليوم. وكان نحو الساعة العاشرة” (يوحنا 1: 38-39). اندراوس كان واحدا من الاثنين. ومن تلك الساعة صار للرب يسوع تلميذا. إثر ذلك، أقبل اندراوس على أخيه بطرس وقال له: “قد وجدنا مسيّا الذي تفسيره المسيح” (يوحا 1 :41)، ثم اتى به إلى يسوع.
اندراوس وبطرس من قرية بيت صيدا في الجليل الأعلى ومنها فيلبس الرسول أيضا. كان اندراوس صياد سمك مع أخيه بطرس (مرقس 1: 16) وكان له بيت في كفرناحوم (مرقس 1 :29). ورد اسمه أيضا في أعمال الرسل (1 :13). وفي إنجيل يوحنا إلى ما ورد اعلاه نجده في الإصحاح السادس قبل تكثير الخبز والسمك يقول ليسوع “هنا غلام معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان. ولكن ما هذا لمثل هؤلاء”. في الإصحاح 12 تقدّم يونانيون إلى فيلبس وسألوه قائلين نريد ان نرى يسوع، “فأتى فيلبس وقال لاندراوس ثم قال اندراوس وفيلبس ليسوع”.
في كتاب المؤرخ الكنسي افسافيوس (القرن الرابع) نجد ان الرسول اندراوس كرز بالإنجيل في آسيا الصغرى والمناطق الواقعة شمال وشرق البحر الاسود. وذكر ايرونيموس وثيودوريتوس انه بشّر في جنوبي اليونان وفي بلاد البلقان. في اليونان نجح في هداية الوثنيين إلى المسيح إلى درجة اثارت القلق لدى الحاكم الروماني بعد أن اكتشف أن زوجته اعتنقت المسيحية هي أيضا، فحكم على اندراوس بالصلب مقلوبا وهكذا رقد شهيدا في باتريا. تعتبره بطريركية القسطنطينية مؤسسا لها وتحتفل بعيده، وهو ايضا شفيع اسكتلندا. تعيّد له الكنيسة في 30 تشرين الثاني.

الطروبارية
+ بما أنّك في الرسل مدعوّ أوّلاً، وللهامة أخاً، ابتهل يا اندراوس إلى سيّد الكلّ، أن يَهَبَ السلامةَ للمسكونة ولنفوسنا الرحمة العظمى.

GoCarch