٣١ كانون الثاني – القدّيسين الصانعي العجائب والعادمي الفضّة كيرس ويوحنا والشهيدات اثناسية وبناتها – القدّيس البار نيقيطا الكييفي المتوحّد – القدّيس الجديد في الشهداء إيليا الحلاّق

September-4-2018

القدّيسان الصانعا العجائب والعادما الفضّة كيرس ويوحنا والشهيدات أثناسية وبناتها

كان كيرس مسيحيا تقيا في الإسكندرية يزاول مهنة الطب ويشفي النفوس موجها إياها صوب المسيح. لم يكن كيرس ليركن لعلم الطب والأدوية بقدر ما كان يهتم بشفاء الأجساد بوساطة الصلاة وإحياء النفوس التائهة في غياهب الوثنية بكلمة الله. وإذ وشى به وثنيّون لدى حاكم المدينة، تمكن من الفرار ولجأ إلى أطراف العربية حيث اشتهر بأشفيته بمجرّد رسم إشارة الصليب على المرضى. وبلغ صيت كيرس بلاد الرها فسمع بخبره جندي يدعى يوحنا فترك الجندية وخرج لينضّم إليه، وأصبح تلميذا ومساعدا له. وسلك الإثنان كأخوين في الفضيلة وصنع العجائب.

علم الرفيقان ان سيريانوس الحاكم قبض، في كانوبي، على امرأة تدعى أثناسية وبناتها الثلاث ثيوكتيسته وثيودوته وأفدوكسيه اللواتي تتراوح أعمارهن بين الحادية عشرة والخامسة عشرة. فخاف القدّيسان، على النساء الأربع ان يخرن تحت التعذيب فقررا التوجه إلى كانوبي لتشديدهن وتثبيتهن. وإذ تمكّنا من اختراق السجن حيث كن موقوفات افتضح أمرهما وقبض عليهما واستيقا إلى أمام سيريانوس. فقرّر الحاكم، بعد الأستجواب، إخضاع الرفيقين للتعذيب أملا في حمل النسوة الأربع على التراجع امام المنظر. فلما أخذ في فعلته أبديا من الشجاعة والصمود ما ثبّت النسوة. إذ ذاك أخضعهن الحاكم للتعذيب، هنّ أيضا، فتبيّن له أنه أخطأ التقدير لأن الأربعة كنّ راسخات وثبتن على الإيمان ككيرس ويوحنا، فخاب ظنّه وأعطى الأمر بقطع رؤوس أتقياء وأودعوها كنيسة القدّيس مرقص في الإسكندرية.

ولما أراد القدّيس كيرللس الإسكندري، في القرن الخامس الميلادي القضاء على العبادة الوثنية في معبد إيزيس في كانوبي، التي دعيت فيما بعد أبا كير ثم أبوقير تيمنا بالقدّيس، نقل إلى هناك رفات كيرس ويوحنا اللذين جرى بهما جمّ من العجائب والأشفية. وقد تحوّل المكان، مع الأيام، إلى محجّة يقصدها المؤمنون من كل أقطار المسكونة. كما ورد ان عيني القدّيس صفرونيوس الأورشليمي شفيتا من داء ألمّ بهما إثر تدخّل القدّيسين. كيرس رسم على الواحدة إشارة الصليب ويوحنا قبّل الثانية. وكعربون امتنان لهما اهتّم القدّيس صفرونيوس بتسجيل اخبار عجائبهما في رسالة طويلة.

القدّيس البار نيقيطا الكييفي المتوحّد

لما كان نيقون البار رئيساً في دير الكهوف في كييف، وُجد أخ اسمه نيقيطا رغب في الرفعة بين الناس فطلب أن يكون ناسكاً. منعه الرئيس وقال له:”ليس نافعاً لك، يا بني، أن تجلس بطّالاً لأنك صغير السن. خير لك أن تبقى بين الإخوة وتعمل من أجلهم. لا تجازف بخسران أجرك، لقد رأيت كيف أخانا اسحق الكهفي خدعته الأبالسة. ولو لم ينجُ، بنعمة الله، بصلوات الآباء الأبرار لهلك”. فأجاب نيقيطا:”لن تنطلي عليّ حيل الشيطان. سوف أسأل الرب الإله أن ينعم عليّ بموهبة صنع العجائب”. فقال له نيقون:”ما أنت تطلبه يفوق طاقتك. انتبه، يا أخي، لئلا ترفع نفسك فتسقط. أنا آمرك ان تعمد إلى خدمة الأخويّة وستحظى بالإكليل إن أطعت”. فلم يؤثّر كلام نيقون في نيقيطا وعمل مشيئة نفسه. أقفل الباب وصار لا يخرج خارجاً.

ولم تمض أيام على ذلك حتى جرّبه المجرّب. ففيما كان يرتّل، مرّة، سمع آخر يرتّل معه واشتم رائحة طيب، فانخدع وقال لنفسه:”لو لم يكن هذا ملاكاً لما صلّى معي ولا كانت رائحة طيب الروح القدس هذه”. فأخذ يصلّي بإلحاح قائلاً:”أظهر ذاتك لي يا سيّد لأراك”. فإذا بصوت يقول له:”لن أكشف ذاتي لك لأنك فتى لئلا تنتفخ وتسقط”. فأجاب المتوحّد بدموع:”لن أنخدع يا رب لأن رئيسي علّمني ألاّ أعير حبائل الشيطان اهتماماً؛ لذلك أنا مستعد أن أفعل كل ما تأمرني به”. فقال له عدو الخير:”يستحيل على الإنسان أن يراني وهو بعد في الجسد. لذلك سوف أرسل ملاكي ليبقى معك. إفعل ما يأمرك به”. للحال وقف به أحد الأبالسة وقال له:”لا تصل”. فقط اقرأ في الكتب لأنك من خلال الكتب سوف تجد نفسك في حوار مع الله وسوف تتمكّن من إسداء النصح للناس الذين يأتون لزيارتك. وأنا، من جهتي، سوف أصلّي باستمرار إلى خالقي من أجل خلاصك”.

انطلت الحيلة على نيقيطا فتوقّف عن الصلاة وانكبّ على القراءة والدرس. رأى إبليس يصلّي من أجله على الدوام ففرح واطمأن باله. وإذ أخذ الناس يأتون إليه علّمهم ونصحهم وبدأ يتنبّأ لديهم. فصار مشهوراً وتعجّب الجميع لنبوءاته التي كانت تتحقّق في حينها. حتى الأمير إجاسلاف تنبّأ له نيقيطا وصدقت نبوءته، فكان هذا كافياً لذيوع صيته بين الكبار والصغار. كذلك لم يكن بإمكان أحد أن يجادله في أمر كتب العهد العتيق لأنه تعلّمها جميعاً وحفظها عن ظهر قلب. أما الأناجيل المقدّسة وكتاب الرسائل فلم يبد أية رغبة لا في رؤيتها ولا في سماعها ولا في قراءتها ولم يسمح لأحد أن يكلّمه عنها. لهذا السبب تيقّن الآباء المختبَرين هناك أن نيقيطا انخدع من الشيطان. فاجتمعوا وجاؤوا إلى الناسك المدّعي وطردوا إبليس من أمامه بصلاتهم. مذ ذاك لم يعد نيقيطا يراه. ولما أخذ الآباء يسألون المخدوع عن العهد العتيق تبيّن لهم أنه لا يعرف منه شيئاً. حتى القراءة نسيها بالكلية وصار كولد يتهجّأ الحروف.

بعد ذلك تاب نيقيطا وسلك في الطاعة الكاملة وتعلّم الإتضاع ففاق سواه في الفضيلة حتى صار أسقفاً لنوفغورود. وقد اجترح، بنعمة الله، عجائب جمّة فأنزل المطر وأخمد حريقاً في المدينة. بقي على ذلك إلى أن رقد بسلام مكمّلاً بالقداسة.

القدّيس الجديد في الشهداء إيليا الحلاّق

القدّيس إيليا من كالاماس في البليوبونيز. كان حلاّقًا حكيمًا وكان الأتراك يأتون إليه ليستشيروه في قضاياهم. احتدم الجدل بينه وبين أحد الأتراك يومًا فخرج عن طوره وعبّر عن إستعداده لأن يكفر بدينه فخرج إلى القاضي وجاهر بإسلامه. بعد ذلك بقليل تاب وترهّب في جبل آثوس. بقي هناك ثماني سنوات، سلك في حياة الفضيلة أنبّه ضميره ولم يجد السلام. نال الأذن بالشهادة. عاد إلى كالاماس فوقف أمام القاضي واعترف بالمسيح. استجوب مرتين ثم حكم عليه بالموت حرقًا على نار خفيفة. ما أن ألقوه في النار حتّى اختنق من الدخان. دفنوه المسيحيّون بإكرام وبنوا كنيسة فوق ضريحه.

الطروبارية

+ أيها القديسان الماقتا الفضة والصانعا العجائب افتقدا أمراضنا مجانا أخذتم فمجانا اعطيانا.

+ لقد منحتنا عجائبَ قديسيك الشهداء، سوراً لا يُحارب أيها المسيح الإله. فبتوسُّلاتهم شتِّت مشورات الأمم، وأيِّد صوالج المملكة، بما أنك صالحٌ ومحبٌ للبشر.

GoCarch