٣ حزيران – القدّيسين الشهداء لوكيليانوس ورفقته – القدّيسة كلوتيلد ملكة فرنسا

September-6-2018

القدّيسون الشهداء لوكيليانوس ورفقته

اهتدى لوكيليانوس، المواطن النيقوميذي،إلى المسيح بعدما كان كاهنا للأوثان. مع عدد من المواطنين كان يزداد، فتوجّس الحاكم سلوانوس خيفة وامتلأ غيظا ، لا سيما وان السلام في طول البلاد وعرضها كان مرتبطا في الأذهان في الذبائح. وامر الحاكم بإعداد العدة لتقديم الأضاحي ووعد بالحظوة لمن يستعيد لوكيليانوس إليه، فوشى به يهوديا اسمه سمعان لقاء مبلغ من المال. وللحال القى الجنود القبض عليه ومن معه وأودعوا السجن.

مثل صبحا لوكيليانوس امام الحاكم الذي هدّده بعذابات مريرة ما لم يجحد المصلوب، ويعد إلى طقوس الآلهة ليقدّم لها الأضاحي اللائقة لها.فأجابه ” حاشا لي أن اكفر بالرجاء الذي لقيته في المسيح لأضحي لحجارة صماء وأبالسة نجسين…..صبّ عليّ من العذابات ما شئت سريعا فإنه لا شيء يجعلني أتراجع”.

امر الحاكم بتمزيق وجنتيه وجلده ساعتين، ثم علقه ورأسه إلى أسفل،وكان لوكيليانوس الذي لا يحسّ ألما، يخاطب الحاكم باعتباره خادما للشيطان وعدوا لله.وخشية أن تؤول مقاومته إلى هدايات جديدة ألقاه في السجن، حيث ألتقى أربعو أولاد أعتقلوا لإيمانهم بالمسيح. التصق هؤلاء به وودّوا، بصلاته، لو ينالون إكليل الشهادة.

في الصباح الباكر اقتيد الخمسة إلى هيكل آرس حيث كان سلوانوس في انتظارهم ودعاهم إلى التضحية للأله وألا جعلهم طعما لألسنة النار، فأعاد لوكيليانوس ما سبق أن قاله للحاكم وانه لا يخشى من نار ستنطفىء وردّد الأولاد صدى كلماته وانهم لا يعرفون أن يصلّوا إلا للأب والابن والروح القدس. تصريح الأولاد أغاظ الحاكم فأمر بإلقائهم في النار. وقيل أن النار لم تمسّهم بأذى، فيما كانوا يسبّحون الله. ومن جديد نقلهم إلى خلقدونيا ووعدهم بهدايا قيمة وملابس فاخرة، فكان جوابهم واحدا ” لتنزل كراماتك معك إلى الجحيم!”.

قضى الأولاد الأربعة بقطع الرأس في بيزنطية . اما لوكيليانوس فقضى في مكان ماحل مسمرا على الصليب في مواضع مختلفة من بدنه.إلى ان لفظ نفسه الأخير.وورد ان عذراء تقية اسمها باولا أعانت المعتقلين في السجن سرا فوشي بها إلى الحاكم فاعترفت امامه ولم تنكر انها آمنت بالمسيح بسعي لوكيليانوس فأشبعها عشرة رجال جلدا وثم ضربا بالعصي حتى هشّموا عظامها. وقضت بقطع هامتها في بيزنطية.

القدّيسة كلوتيلد

كانت القدّيسة من إحدى القبائل البربريّة (Burgondes) التي سعت إلى بسط نفوذها على أكبر رقعة من بلاد الغال (فرنسا) إثر انهيار الأمبراطورية الرومانيّة في الغرب. ولدت حوالي العام 475م، أرثوذكسيّة الإيمان من جهة أمّها فيما أكثر الأعيان في شعبها على الآريوسيّة. انتقلت إلى جنيف إثر مقتل ذويها وسلكت في التقى. لاحظ سفراء كلوفيس، ملك الفرنجة، حسنها وجمالها فأرادها زوجة لنفسه ختمًا لتحالف شعبه مع البورغونديّين. أثّرت كلوتيلد في زوجها، لجهة الإيمان، تأثيرًا طيّبًا. رضي أولاً أن يُعمَّد ابنه المريض الذي تعافى بصلوات أمّه ثمّ اعتمد هو نفسه وثلاثة آلاف من نبلائه وجنوده بعدما وعد بذلك إذا انتصر على أعدائه في إحدى المعارك. هذا فتح الطريق لهداية شعبه برمّته.

كانت كلوتيلد لزوجها معينة ألهمته الحلم حيال أعدائه واعتبار مؤسسات الكنيسة. كما شيّدت، في باريس، بازيليكا على اسم الرسل القدّيسين عُرفت باسم القدّيسة جنفييف.
إثر وفاة كلوفيس اعتزلت قدّيسة الله في تور بقرب بازيليكا القدّيس مارتينوس. أمضت بقيّة أيامها في أعمال التقوى. وإذ كانت لها ثروة كبيرة أحسنت إلى أعداد من الكنائس والأديرة. القدّيس غريغوريوس التوريّ كتب في شأنها قائلاً: “كانت تُعْتَبر، في تلك الآونة، لا ملكة بل خادمة شخصية لله ….. لم تكن لتؤخذ بعظمة مملكة أولادها ولا بالغنى ولا بطموحات العصر …. وقد بلغت النعمة بالأتضاع”. حجم عطائها كان كبيرًا إلى حدّ أنّها لما رقدت لم يبق لها شيء توزّعه.

ثُكلت بابنها البكر واثنين من أحفادها فتك بهما عمّاهما، وبابنتها زوجة أمالاريك الغوطي. فقدت كلوتيلد كلّ تعزية أرضيّة. حتّى ولداها الباقيان اشتبكا في حرب فيما بينهما. فقط بالصلاة والضراعة إلى القدّيس مارتينوس جرت مصالحة الأخوين. استدعتهما وحثّتهما على حياة التوبة والمحبّة المسيحيّة. رقدت بسلام في الربّ في 3 حزيران في العام 545م.

تعتبر القديسة كلوتيلد نموذج الأرامل ومثالاً لزوجات الحكّام المسيحيّين، وقد ورد أنّها قدّمت لزوجها كلوفيس ترسًا زُيِّن بثلاث زنابق رسمًا للثالوث القدّوس. هذا أضحى شعار ملوك فرنسا.

طروبارية

شهداؤك يا ربُّ بجهادهم، نالوا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهم أحرزوا قوّتك فحطّموا المغتصبين، وسحقوا بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلاتهم أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.

GoCarch