٣ كانون أول – القدّيس كورنيليوس الدمشقيّ – القدّيس ثيوذولوس الرهاوي – القدّيس صفنيا النبي

March-3-2019

القدّيس كورنيليوس
ورد ذكر القدّيس كورنيليوس مع سيرة القدّيس ثيوذولوس الرهّاوي، لكنّنا آثرنا إيراده منفردًا للتعريف به. قال عنه البطريرك مكاريوس الزعيم أنّه أرضى الله بأعمال حسنة وانتقل إلى الربّ بسلام.
المعلومات المتوافرة تفيد أن القدّيس ثيوذولوس الرهّاوي بعدما تقدّم في نسكه على العمود سنوات، قضتّه رغبة أن يعرف ما إذا كانت طريقة حياته مرضية لله أم لا، فرجى ربّه أن يعرفّه بمن يشبهه في حياة الفضيلة. وإن هي سوى أيام حتّى جاءه صوت من السماء أن يذهب إلى دمشق، إلى رجل بار اسمه كورنيليوس. فنزل عن عموده للحال وقصد دمشق. فلمّا بلغها بحث عن الرجل فوجده لأن كورنيليوس كان معروفًا لتقواه. وإذ دخل إليه سجد لديه فعجب كورنيليوس منه. سأله ثيوذولوس بإلحاح أن يعرّفه بسيرته لمنفعة نفسه، وبالجهد أخبره كورنيليوس أنّه لما كان في العالم امتهن المسرح وعاشر المستهترين وسار سيرة ملتوية زمانًا ليس بقليل. ثم، فجاة، استبّد به وخز الضمير عنيفًا فارتعد من الدينونة العتيدة في اليوم الأخير، ثم عزم على التوبة. وفيما متفكّر في ما عساه يفعل بثروته. كيف يوزذعها على الفقراء والمساكين، إذ به يلتقي إمرأة بارعة الجمال تستعطي. كان على زوجها دين مقداره 400 مثقال من الذهب. وإذ لم يكن لديه ما يوفيه ألقاه أصحاب الدين في السجن، فهامت زوجته على وجهها حزينة يائسة. فلما عرف كورنيليوس بحالها رقّ لها وأعطاها كلّ ما يملك وسألها ان تصلّي من أجله. وعلى الأثر انصرف إلى التوبة والنسك، فلمّا سمع ثيوذولوس بسيرة هذا الأب المفضال شكرالله أنّه دلّه عليه وعاد إلى مقرّه مكبّرًا متعزيًا متثبتًا في ما خرج هو نفسه من أجله. ويقال أن الأبوين أكملا سيرتهما مرضيين لله إلى أن انتقلا إلى الربّ بسلام.

القدّيس ثيوذولوس الرهاوي
تبوأ، في أيام الأمبراطور ثيودسيوس الكبير، منصب الولاية على مدينة القسطنطنية. لكنّه لم يطق مفساد ودسائس الحاشية الملكيّة وممالقاتها. فلمّا توفيّت زوجته، وزّع ثروته على فقراء المدينة، وكانت خمسمائة رطل من الذهب، ثم انصرف إلى الرها، حيث صعد على عمود ونسك فوقه ثلاثين سنة. كان يومها قد بلغ الأربعين أعتاد الإمساك عن مأكول الناس. كان يكتفي، كلّ يوم أحد، بالقدسات والقرابين المتبقية من الذبيحة الإلهيّة. ثابر على هذه السيرة غلى أن أكمل سعيه ورقد بسلام في الربّ.

القدّيس صفنيا النبيّ
هو صفنيا بن كوشي، صاحب النبوءة التاسعة من النبوءات الصغيرة اللإثنتي عشرة. عاش في أورشليم، في زمن الملك يوشيا (640 -609 ق.م.) المعروف بإصلاحاته الدينية. عاصر إرميا النبي. ويظن أن رسالته النبوية امتدت من العام 630 ق.م. إلى ما بعد الاستيلاء على أورشليم والجلاء إلى بابل (587 ق.م).
خدمتنا الليتورجية،هذا اليوم، تكرمه لأنه تكلم على الفرح الآتي: “هلّلي يا بنت صهيون … إفرحي وتهللي من كل قلبك “(3:14). تكرمه لأنه عاين يوم مجيء المخلص وأعلن عنه. تكرمه لأنه سبق فأذاع بأن أسرائيل والأمم تجتمع إلى واحد وتعبد الإله الواحد. والله يطهّرالشعوب من الدنس “فيدعوا جميعا باسم الرب ويعبدوه والكتف إلى الكتف”(3:9). في ذلك اليوم يبرّر السيّد الإله شعبه بعد سبي. يلغي الحكم عليهم (3: 15) ويقيم في وسطهم فلا يرون الشر من بعد (3 :15). في ذلك اليوم ينزع الرب المتباهين المتكبّرين ولا يبقى غير شعب وديع متواضع مسكين.”لا يرتكبون الظلم ولا ينطقون بالكذب ولا يوجد في أفواههم لسان مكر لأنهم سيرعون ويربضون ولا أحد يفزعهم “(3 :11 -12).
هذا وإنّ الزمن الذي عاش فيه صفنيا كان مضطربا إلى الغاية في المستويين السياسي والعسكري. الخراب والفوضى الحاصلة بومذاك كانا أشبه بالفيضان الذي غرّق العالمين في أيام نوح بعدما أستشرى الفساد وزاغ الأنسان على غير رجعة. بكلمات صفنيا، الأمة أضحت متمردة ظالمة، لا تسمع الصوت ولا تقبل التأديب ولا تتكل على الرب. رؤساؤها أسود زائرة وقضاتها ذئاب وانبياؤها خونة وكهنتها يدنّسون القدس ويتعدون الشريعة (3 :1 -4). الظالم لم يعد يعرف الخجل (3 :5)لأجل ذلك يستأصلون و”الأرض كلها تلتهم بنار غيرتي “، يقول الرب (3 :8 ).

الطروبارية
+ إننا معيّدون لتذكار نبيّك صوفونيا، وبه نبتهل إليك يا رب، فخلّص نفوسنا

GoCarch