٥ آب – تقدمة عيد تجلّي الربّ على الجبل – القدّيس البار يوحنّا الروماني الخوزيبي – القدّيس الشهيد أفسغينوس الأنطاكيّ – القدّيسة نونّا والدة القدّيس غريغوريوس اللاهوتي

November-8-2018

القدّيس البار يوحنّا الروماني الخوزيبي

يتّم القدّيس يوحنّا صغيرًا. ربّته جدّته، ولمّا توفّيت عاش في كنف عمّه. عانى البؤس والمعاملة السيئة. يوم الفصح، على عادة أهل القرية، خرج إلى المقبرة ليحيّي جدّته، فسمع صوتًا فيما كان يبكي عليها اختلط بقرع الأجراس ويقول له: “لا تبكِ أنا معك، المسيح قام!”. انتفض مذعورًا يبحث عن الصوت فإذا به يشاهد المسيح الناهض من بين الأموات مبتسمًا. لبس جبّة الرهبنة في العام 1936م.

استكمل دروسه الثانوية بنجاح فائق. وانضمّ إلى دير نيامتز الشهير وهو في العشرين من العمر. أمعن في الصلاة والصوم وانطلق مع راهبين آخرين في رحلة حجّ إلى الأراضي المقدّسة. نزل دير القدّيس سابا وتعلّم اليونانية ونقل الكتب الروحيّة من اليونانيّة إلى الرومانيّة. وقّره الجميع لصمته ورصانته في السيرة النسكيّة والصلاة الداخليّة. اضطرّ إلى هجران ديره خلال الحرب العالميّة الثانية، وعاد بعد الحرب ولبس الإسكيم الرهبانيّ وعِيّن رئيسًا للدير الروماني في وادي الأردن، حيث كان يمضي نهاره في العمل وإرشاد الأخوة وفي الليل كان يصلّي في البرية. في العام 1953 استقرّ في مغارة تعلو حوالي 50 مترًا عن الوادي، كان لا ينزل إلى الدير إلاّ في الأعياد الكبرى ولا يستقبل في مغارته أحدًا إلاّ تلميذه. أسلم الروح إثر رؤيا إلهيّة بعدما بارك جهّات الموضع الذي كان به، حدث هذا في العام 1960م. أعلنت الكنيسة الرومانية قداسته في العام 1992م.

القدّيس الشهيد أفسغينوس الأنطاكيّ

كان القدّيس أنطاكيًّا عمّر إلى سنّ المائة. خدم عسكريّاً ستين عاماً.

مرّ يوماً، بوثنييّن في مشادّة حكّّماه، فحكّم لمن استبان له محقًّا فضمر له الآخر شرّاً. هذا وشى به لدى يوليانوس الجاحد أنّه مسيحيّ وأنّّه أنكر على الأمبراطور سلطته القضائيّةّ.

استدعاه العاهل حنقًا وهدّده فجاهر بإيمانه بالمسيح بلا تردّد. أخذ إلى قيصرية الكبادوك إلى حيث كان يوليانوس سيسافر إعداداً لحملته على الفرس. بلغ الموكب قيصريّة وهناك حاكم يوليانوس القدّيس واخذ الحاضرون بحيويّة المتّهم بالرغم من كبر سنّه.

أمره الأمبراطور بتقديم التضحية للأوثان فرفض. عند ذلك أسلمه للتعذيب. غير أنّ كلّ ما قام به لم يثنيه عن ايمانه فقرّر الأمبراطور الجاحد قطع رأسه .

القدّيسة نونّا والدة القدّيس غريغوريوس اللاهوتي

أصلها كبادوكي. نشأت في الإيمان واقترنت بغريغوريوس، أحد قضاة نازينزا. هذا كان عضوا في شيعة تنكّرت لعبادة اله كآب. نجحت، لصبرها وصلاتها، في هداية زوجها إلى الإيمان القويم. وقد تسقف على نازينزا خمسة واربعين عاما وتقدّس. وأثمر زواج نونّا وغريغوريوس ثلاثة أولاد، صبين وبنتا، كلهم تقدّسوا في كنيسة المسيح: القدّيسة غورغونيا المعيّد لها في 23 شباط والقدّيس قيصاريوس المعيّد له في 9 آذار والقدّيس غريغوريوس اللاهوتي، وهو الأبرز بينهم، ويعيّد له في 25 كانون الثاني. هذا الأخير جاء إلى الحياة إثر صلوات حارة رفعتها نونّا إلى ربّها. ذكر القدّيس غريغوريوس اللاهوتي عن والدته، أنها كانت على تقوى مثالية. قال عنها إنه كان لها جسد امرأة لكّنها اقتنت نفسا سمت بها فوق الرجال بسالة. لم تكن لتهتم بشؤون الأرض إلا بمقدار ما كانت، لديها، مكرّسة لله ومعينة على التحاقها بالسماء في أقرب وقت. عفت عن المساحيق والتجميل واهتمت بتشريف صورة الله في نفسها سالكة في التقى، وجاعلة نصب عينيها انّا من الله وانّا إليه راجعون. قست على نفسها بالأصوام والصلوات الليلية وأنشأت أولادها على القناعة الراسخة بأنها ودّت لو تبيع نفسها وإياهم لتوزّع أثمانهم حسنات للفقراء. مرضت، إثر وفاة زوجها، خلال السنة 374 م. صبرت بالشكران على علتها إلى أن أسلمت الروح خلال خدمة القدّاس الإلهي متكئة على المائدة المقدّسة. وإذ لفظت نفسها الأخير استبانت كانها في الصلاة.

الطروبارية

شهداؤك يا ربُّ بجهادهم، نالوا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهم أحرزوا قوّتك فحطّموا المغتصبين، وسحقوا بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلاتهم أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.

GoCarch