٦ حزيران – القدّيس البار هيلاريون رئيس دير الدلماطون – البار أيوب العجائبيّ – القدّيس البار يونان كليمتز الروسيّ – القدّيس الشهيد جيلاسيوس

September-6-2018

القدّيس البار هيلاريون رئيس دير الدلماطون

أصله كبادّوكي، دخل في سنّ العشرين دير خيركوبيون في القسطنطينية.غادره إلى دير الدلماطون حيث صار راهبا.امتاز بتواضعه، ومكث بستانيا بالطاعة ولمع بالفضيلة. وإذ طرد، بصلاته، روحا خبيثا من حدث، جعل رئيس الدير عليه أن يصير كاهنا رغما عنه.لجأ إلى دير الطهريّين في بيثينيا، فاستجار رهبان الدلماطون بالبطريرك والأمبراطور لإعادته إلى الدير فعيّن رئيسا وأرشمنديتا على أديرة العاصمة.

ساس قطيعه الروحي بسلام إلى ان حمل الأمبراطور لاون الأرمني على الإيقونات ومكرمّيها من جديد، أوقف هيلاريون امام العاهل الذي حاول أن يضمّه إلى قضيّته فلم يفلح. قاومه القدّيس وعامله كيهوذا جديد. سخط عليه لاون وأخضعه للتعذيب ورماه في السجن.بقي معتقلا ردحا من الزمن ، ثم أسلمه لبطريرك القسطنطينية الهرطوقي عسى أن ينجح في حمله على الإذعان والحزب الرهباني من خلاله. فباءت محاولته بالفشل، فوضع على الأثر في سجن مظلم ومنع عنه الطعام اياما طويلة.وسمح له لاون بالعودة إلى ديره عسى الرهبان يتمكنون من إخضاعه لإرادته. لكن امنيته لم تتحقق فأقفل من جديد في دير فونيوس، وخضع للمعاملة السيّئة.

من جديد أوقف القدّيس أمام الطاغية، ونقل إلى دير kylobion، حيث بقي سنتين ونصف السنة، ثم جرى سجنه في معتقل النورماريانييّن بقرب القصر الملكي ثم نقل إلى حصن بروتايون بعدما تعرض للجلد بعنف.

إثر اغتيال لاون الأرمني، استلم ميخائيل الثاني زمام الأمر فأطلق المعترفين، واخلي سبيل هيلاريون لكنه منع من دخول المدينة. فاستضافته امرأة تقية على مدى سبع سنوات حتى مطلع حكم ثيوفيلوس ، الذي استحضر رؤساء الأديرة وسأل القدّيس ما إذا كان مستعدا لأن يرضخ لإر ادته الملكية أدانه هيلاريون كطاغية وعامله ككافر. فأكالوا له مئة جلدة وسبعا دونما مراعاة لسنّه ورحلوه إلى جزيرة أفوسيا.هناك احتفر القدّيس في الصخر قلاية ضيّقة واستتبع، بصلاته، نبع عذب. أمضى هناك ثماني سنوات في الهزيخيا إلى أن قضى ثيوفيلوس، للحال سمح لهيلاريون بالعودة إلى القسطنطينية واستعاة ديره. اشترك في العودة المظفرة للأرثوذكسية وأمضى ثلاث سنوات يهذّب رهبانه على التقاليد المقدّسة. وقد لمع بقداسة سيرته وعجائبه إلى أن أسلم روحه بسلام عن سنّ ناهز السبعين.

البار أيوب العجائبي

خبر القدّيس مستمد من بستان الرهبان. في الراوية أنّ سبعة إخوة في الجسد وفي الروح عاشوا بروح الحبّ وكانوا مثالاً لحياة الشركة، هؤلاء هم البار أيوب أو أنوب والبار بيمن وإخوتهما.
قيل إنّه لما هاجم البربر الإسقيط وأعاثوا فيه فسادًا، انتقل هؤلاء الإخوة معًا إلى موضع آخر يُدعى “إيرين” وأقاموا معًا في معبد للأوثان.
وإذ أراد الأخ الأكبر، الذي هو أيوب، أن يعطي إخوته درسًا مفيدًا في مطلع حياتهم الرهبانيّة معًا هناك، قال لأخيه بيمين أمام بقيّة إخوته: “لنصمت جميعًا، كلّ من ناحيته، ولا يكلّم أحدنا الآخر لمدّة أسبوع”. فأجابه بيمين: “لنصنع كما أمرت”، وفعل الكل كذلك.
وكان في ذلك الموضع صنم حجريّ فكان أيوب يقوم في الصباح ويردم وجه الصنم بالتراب وفي المساء يقول للصنم: “إغفر لي!” استمرّ على هذه الوتيرة طيلة الأسبوع.
فلمّا انقضى الوقت قال بيمين لأيوب: “لقد رأيتك يا أخي خلال هذا الأسبوع تقوم في الصباح وتردم وجه الصنم بالتراب وفي المساء تقول له: إغفر لي!، أهكذا يفعل الرهبان؟”
أجاب أيوب: “لمّا رأيتموني أردم وجهه، هل غضب؟”
قال: “لا”.
فقال: “ولمّا تبت إليه هل قال: “لا أغفر لك؟”
قال: “لا”.
فقال أيوب لإخوته: “ها نحن سبعة أخوّة. إن أردتم أن نسكن معًا فلنصر مثل هذا الصنم الذي لا يبالي بمجد أو هوان. وإن لم تؤثروا أن تكونوا هكذا فها أربع طرق أمامكم، ليذهب كلّ واحد حيثما يشاء”.
فاجابه إخوته: “نحن لله ولك، ونحن مطيعون لما تشاء”.
وإذ اختاروا أحدهم للإهتمام بالمائدة، كانوا يأكلون مما يقدّمه لهم دونما اعتراض. إلى ذلك كان متى جاء أحد إلى بيمين طالبًا مشورته يرسله إلى أخيه أيوب قائلاً له: “هذا أكبر مني”. وإن جاء أحد إلى أيوب كان يرسله إلى أخيه بيمين قائلاً له: “هو أحكم منّي وقد وُهِبَ هذه النعمة”. هكذا سلك الأثنان بروح الاتضاع يقدّم كلّ منهما الآخر على نفسه. كذلك اعتاد أيوب أن يقول: “منذ أن حلّ عليّ اسم المسيح لم تخرج قط من فمي كلمة بطّالة”.
وقيل عاش الإخوة لا يقبلون عطيّة من أحد بل يعملون بأيديهم ليعيشوا من تعبهم، مهتمّين بالعطاء أكثر من الأخذ. وقد ورد في شأنهم أنّ تاجرًا رغب في تقديم عطيّة لهم محبّة ببيمين وإخوته، لكنّهم رفضوا عطيّته. وفي إحدى المرّات جمعوا عمل أيديهم وأرسلوه للبيع فلم يشتره أحد. فأسرع أحد العارفين وأخبر التاجر فأحضر التاجر جملاً وتظاهر انّه محتاج إلى عمل أيديهم ليقدم لهم الثمن. وما أن أخذ التاجر أعمالهم اليدويّة ورحل حتّى جاء من قال لهم إنّ التاجر أخذ هذه الأشياء ولا حاجة له إليها. فلمّا سمع بيمين بذلك قال لأيوب: “لنسرع ونحضر الجمل وإلاّ فلن أبقى في هذا الموضع”. وبالفعل أسرعوا إلى التاجر وبصعوبة قبل التاجر أن يعود بجمله ويستردّ ماله. وإذ رأى بيمين الجمل فرح جدًّا كمن وجد كنزًا عظيمًا.

القدّيس البار يونان كليمتز الروسيّ

ترهّب القدّيس يونان وأسّس ديرًا للثالوث القدّوس في كليمتز. في العام 1490 أُخذ بعاصفة في بحيرة أونيغا. وإذ لم يكن له حظّ في النجاة صرخ مبتهلاً إلى الربّ الإله أن يخلّصه ليتوب ويخدمه. فجأة ألقت الأمواج المركب على الرمال. هناك سمع صوتًا يأمره بتأسيس دير إكرامًا للثالوث القدّوس. اكتشف بصورة عجائبيّة إيقونة على شجرة عرعر. ممّ مشيئة الربّ الإله فبنى ديرًا بكنيستين إحداها على اسم الثالوث القدّوس والأخرى على اسم القدّيس نيقولاوس حامي البحّارة والمسافرين. أبى أن يصير رئيس دير. بقي راهبًا بسيطًا، بعد رقاده شُيّدت كنيسة فوق رفاته كُرّست للقدّيسين زخريا وأليصابات.

القدّيس الشهيد جيلاسيوس

فيما زأر الاضطهاد تحرّكت نفس جيلاسيوس المغبوط فوّزع مقتنياته على الفقراء. ثم اتشح بثوب أبيض وخرج ليتفقّد المسيحيّين المسجونين المخضعين لعذابات جمّة. قبّل جراحاتهم وسأل صلواتهم وشدّدهم في الاعتراف بالإيمان الحق إلى المنتهى. فاجأه الوثنيّون فأوقفوه فاعترف بلا خوف، أمام الحاكم، بإيمانه بالمسيح الإله الحق، مجاهرًا بأنّ الأصنام ليست سوى مادة صمّاء. سُجن ثم جُلد وأخيرًا قُطع رأسه.

GoCarch