٦ تشرين الأول – القدّيس توما الرسول المجيد

March-2-2019

هو أحد تلاميذ الربّ يسوع المسيح الإثني عشر المقال له التوأم. يعرف في إنجيل يوحنا، بصورة خاصة، من خلال ثلاثة مواقف: الأول بعدما جاء رسول وأخبر السيد بأن لعازر مريض وأراد السيد أن يذهب ليشفيه، وأوضح للتلاميذ أن لعازر مات، فانبرى توما دون بقية سائر التلاميذ ليقول للباقين: “لنذهب نحن أيضاً لكي نموت معه”. ويشير موقفه هذا ثلاثة أمور: حمية الرسول في اتباع المسيح أنى تكن المجازفة، واشتياقه إلى معاينة عمل الله، وكونه انسان قلب لا يرى الأمور بعين العقل بقدر ما يراها بعين الحس والعاطفة ، من هنا جوابه العفوي الحماسيّ هذا.
أمّا الموقف الثاني فنقرأه في الاصحاح الرابع عشر من إنجيل يوحنا حيثقال الربّ يسوع للتلاميذ: “في بيت أبي منازل كثيرة … أنا أمضي لأعدّ لكم مكاناً….” وهنا انبرى توما وقال “يا سيد لسنا نعرف أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق”. وهنا تظهر شخصية توما على أنّه انسان واقعي وحسيّ تعني الأمور لديه ما تشير إليه، وهو في هذا الأمر عبراني لا غش فيهولذلك يطلب الفهم و لا يشاء أن يمر كلام السيد غامضاً، مرور الكرام. لذلك يسأل ويستوضح ولا يستحي، هو انسان من دون عقد. يقاطع المتكلم وحتّى يزعج السامعين.
والموقف الثالث فيتمثل في إصرار الرسول على وضع يده في جنب المعلم، وهذا نقراه في الاصحاح العشرين من إنجيل يوحنا. وهو بذلك يتصرف وكأنّه عاتب على السيد الذي أتى في غيابه. توما الذي أبدى عناداً يكاد يكون صبيانيّاً هو إياه من انكسر إلى آخر حدود الانكسار عندما عاين مجد الربّ وهو أول من هتف بيسوع: “ربيّ وإلهيّ”.
يقول التقليد أنّه بعد العنصرة اتجه توما إلى بلاد الهند للبشارة وأمّا تفاصيل الخدمة هناك فليست بثابتة. جلّ ما نعرفه أنّه هدى الكثيرين إلى النور الإلهيّ ومن بينهم أميرات. ويقال أن الأمير مسداوس أراد أن ينتقم منه لأنّه عمّد زوجته تاريتانا، فأرسل جنده وطعنوه فمات.
تجدر الإشارة إلى أن للرسول توما ذكراً مميزاً لدى الأحباش وقيل أنّه بشّر الفرس وبلغ الصين، حتّى الألمان يقولون أن نقل لهم الإيمان.

الطروبارية
+ استقيت إلهيًا مجرى اللاهوت السَّني، من جنب المسيح المطعون بالحربة، يا رسولاً إلهي فلحسنِ العبادة كلامَ الله زرعتَ، كشعاعٍ سماوي في الهند قد أشرقتَ. أيا توما الرسول، يا زينةً إلهيَّةً.

GoCarch