٧ حزيران – القدّيس الشهيد ثيوذوتوس أنقرة – القدّيس باناغيس (بائيسيوس) باسيا

September-6-2018

القدّيس باناغيس (بائيسيوس) باسيا

ولد القدّيس باناغيس في العام 1801 لعائلة مميّزة في كيفالونيا اليونانيّة. أبدى منذ ولادته، ذكاء حادًّا وحبًّا كبيرًا لقراءة الكتب المقدّسة. إثر موت والده أخذ على عاتقه صون أمّه وأخته فصار مدرّسًا رغم حداثته. لكنّه ما لبث أن استقال لئلا يجد نفسه مجبرًا على المساومة بشان إيمانه ومشاعره الوطنيّة تحت ضغط المحتلين الإنكليز. اكتفى بإعطاء الدروس الخاصة. بقي كذلك إلى أن قرّر قطع كلّ صلة له بالعالم فهجر عائلته ومهنته وصار راهبًا في دير بلاشيرن في جزيرة ذيوس.

فلما أصرّت عليه أمّه عاد إلى ليكسوري دون أن يقلع عن السيرة النسكيّة التي تعاطاها في حياته تحت كلّ ظرف. سيم كاهنًا في سن الخامسة والثلاثين. مذ ذاك كرّس نفسه بالكامل لخدمة الكنيسة. كان يقيم الذبيحة الإلهيّة كلّ يوم تقريبًا ويعلّم ويسلك في الفضائل الملائكيّة. أضحى مثالاً طيّبًا للمؤمنين. كان ينتصب في الكنيسة كعمود صلاة. وحين كان يخرج منها كان ذلك ليوزّع الحسنات ويفتقد المضنوكين ويعيد إلى حضيرة المسيح النفوس الضالة. كان يرفض أن يعيّن على رعيّة اجتنابًا للإهتمامات الماديّة وضغوط الناس. أقام في دير صغير للقدّيس سبيريدون من حيث نشر، على مدى خمسين سنة، على شعب كيفالونيا، الكنوز التي اقتناها في قلبه. وإذ اتّبع مثال جيراسيموس وأنثيموس الأعمى علّم ونشر نعمة الله في الشعب دون أن يغادر منسكه. كذلك أعتاد أن يقيم الخدمة الإلهيّة في كلّ الكنائس الصغيرة المنتشرة في الريف حول ليكسوريّ. وحالما كان المؤمنون يأخذون علمًا بقدومه كانوا يتهافتون إليه.

باع ممتلكات العائلة ووزّع ما لديه على المحتاجين الذين كان يعتبرهم في منزلة أولاده. حين كان يدخل المدينة كانت النساء الفقيرات تجتمعن إليه كالنحل على الشهد. كان يعطيهم كلّ ما لديه لدرجة أنّه كان يحرم نفسه من الطعام من أجلهم. وكمثل نيقولاوس جديد كان يعرف أيّة عائلة بخاصة كانت في العوز. فكان يتدخّل لمؤازرتهم وبثّ الرجاء في حياتهم.
اقتنى موهبة البصيرة والنبوّة. هذه كان يستعملها لإصلاح النفوس: “الذين كانوا مزمعين أن يقضوا بميتة عنيفة كان ينصحهم بالإعتراف بخطاياهم لدى الكاهن أو كان ينذر باقوال غريبة أولئك الذين كانوا على وشك أن يرتكبوا خطيئة كبيرة.

أصيب بمرض عصبيّ جعله يفقد السيطرة على نفسه، كان يصرخ ويحلق ذقنه وشعره ويلقي خارجًا بكلّ ما كان في متناول يده. وحين عاد إلى نفسه في غضون ستة أشهر، نسب حالته تلك إلى كونه خاطئًا. فيما بعد كانت حالة عدم الإتزان تعود إليه كلّ سنتين او ثلاثة. وفي أواخر أيامه كانت تأتيه مرّة كلّ سنة. وقد اضطر إلى ملازمة الفراش في السنوات الخمس الأخيرة من حياته.
وبعد أن حمل صليبه طويلاً رقد القديس باناغيس في الربّ في السابع من شهر حزيران في العام 1888. وقد انتشر إكرامه في كلّ بلاد اليونان لا سيما بعد نقل رفاته في العام 1976م.

القدّيس الشهيد ثيوذوتوس أنقرة

نشأ في انقرة على التقوى برعاية الشهيدة تيكوزا التي كان ابن أخيها. تزوّج وامتهن عمل الخمّار باستقامة.وكان يتحين الفرص ليتعاطى الرحمة حيال الجميع،واقام كذلك حتى من عليه الله بموهبة صنع العجائب.

لما اضطرم الاضطهاد في انقرة، حوّل ثيودوتيوس نزلا كان له إلى ملجأ يسّر فيه للمسيحّيين أن يجدوا سلعا غذائية لم يجر تقديمها للأوثان.وكان يفتقد المعترفين في سجنهم ويشدّدهم على الشهادة. التقى في مالوس مسيحيّين سبق له أن أعتقهم من السجن. اعد معهم مائدة أخوية ودعوا الكاهن للإشتراك معهم. وقد أوصى ثيودوتيوس فرنتون ببناء كنيسة صغيرة، توضع فيها رفات القدّيسين وعد بتأمينها.

عاد إلى انقرة فوجدها في اضطراب إثر إيقاف عمّته تيكوزا ورفيقاتها الستة. فبقي متواريا مع مسيحيّين آخرين يصلّون من أجل تثبيت القدّيسات في محنتهن.وبعد أن قضين غرقا دون ان يتنكرن للسيّد استحال نحيبه دموع فرح.وتمكن بنعمة الله من انتشال اجسادهن وواروهن الثرى في إحدى الكنائس يتكتّم. فاهتاجت المدينة لخبر انتشال أجسادهن، فأوقف الجند المسيحيّين الذين التقوهم لإخضاعهم للإستجواب.من بينهم الذين بوليخرونيون الذي خار تحت التعذيب وكشف موضع الأجساد.واعلن ان ثيودوتيوس مدبّر الأمر. فأخرجت الأجساد وألقيت في النار واسلم ثيودوتيوس نفسه للحاكم الذي كان يبحث عنه،مودعا ذاته عناية الصليب المحيي.

دخل إلى قاعة الإستجواب وسخر من وهن ديانه تحتاج إلى حجم كبير من الرجال المسلحين لمواجهة جندي واحد للمسيح، أثار كلامه حفيظة الحاكم والكاهنات الذين طالبن بمعاقبة عدو الآلهة. ولما كان سلاح اسم يسوع أقوى لديه مما أنزلوه به استبانت تدابير الحاكم بلا جدوى إذ لم ينل من صلابة رجل الله. فأمر بقطع رأسه وإلقائه في النار.

في موضع الإعدام شدّد ثيودوتيوس المسيحيّين وحثهّم على شكران الله على حسن صنيعه لأنه نفح عبده أن يتمّ الشوط إلى النهاية. ثم اقتبل بفرح قطع هامته. امّا النار التي أوقدت لتأكل جسده فقد أحاط بها نور ساطع حتى تعذر على الجلادين الاقتراب من النار لتزكيتها وبقي الجسد سالما. اقيمت الحراسة على جسد القدذيس، ولكن جاء كاهن مالوس ومعه حمار محمّل بالخمر. ومن التعب توقف الحمار ليستريح بقرب الموضع الذي كان فيه جسد القدّيس. دعا فرونتون الكاهن الجنود إلى احتساء الخمرة لطيبها. فلمّا سكروا أخذ الجسد وجعله على الحمار فعاد الحمار من ذاته إلى المكاتن الذي شاءه ثيودوتيوس أن يكون لرفات القدّيسين.

طروبارية

صرت مشابهاً للرسل في أحوالهم وخليفة في كراسيهم فوجدت بالعمل المرقاة إلى الثاوريا أيها اللاهج بالله لأجل ذلك تتبعت كلمة الحق باستقامة وجاهدت عن الإيمان حتى الدّم أيها الشهيد في الكهنة ثيوذوتس فتشفع إلى المسيح الإله في خلاص نفوسنا.

GoCarch