٩ كانون الثاني – القدّيس الشهيد بوليفكتس – القدّيس بطرس السبسطي – القدّيس الشهيد فيليبس متروبوليت موسكو

August-26-2018

القدّيس بطرس

كان القدّيس بطرس شقيق القدّيس باسيليوس الكبير، كان أصغر الأولاد العشرة الذين أنجبهم القدّيسان باسيليوس الشيخ وزوجته أماليا. كان بطرس في المهد حين رقد ابوه. وقد اهتمّت به بتربيته أخته الكبرى مكرينا، نشأ على التقوى، عندما أسّس القدّيس باسيليوس إلى المغادرة سنة 362م، ترك رئاسة الدير لأخيه بطرس الذي ساس الشركة، ولما اجتاحت بلاد البنطس والكبّادوك المجاعة بقسوة، أبدى بطرس حيال الفقراء والمحتاجين محبّة لا تدانى. لم يوفّر خدمة ولا جهدًا إلا بذله ليعين الجموع المتدفقة على الدير يوميًّا. بعدما تبوّأ القدّيس باسيليوس سدّة الأسقفية في قيصرية الكبّادوك، جعل أخاه بطرس كاهنًا. وقد حلّ محل أوسطاتيوس الآريوسي أسقفًا على سبسطيا الأرمنيّة سنة 380م. فعمل على استئصال الهرطقة الآريوسيّة منها. إحدى الرسائل التي كتبها جعلته في نظر أخيه غريغوريوس أحد الكتبة الكنسيّين المرموقين. رقد في صيف 387م. لم تذكر سيرته في السنكسارت البيزنطيّة.

القدّيس الشهيد فيليبس متروبوليت موسكو

ولد القدّيس فيليبس في السنة 1507م. ترهّب في دير سولوفسكي، امتاز بفضيلته واستقامته. اختير رئيسًا للدير رغمًا عنه، ثم اختير متروبوليتًا على موسكو في السنة 1566م. لم يكن يهاب غير الله وله محبّة متّقدة للشعب المقهور. كان يلوم القيصر ايفان الرهيب على فظائعه. عمل بالسرّ أولاص، ولما لم ينفع رفع الصوت في العلن، وهتف به من على كرسيه في كاتدرائيّة الرقاد: “يا سيد، نحن نقدّم هنا ذبيحة غير دمويّة فيما خلف هذا الهيكل يسيل دم المسيحيين” فاغتاظ القيصر وهدّده وأمره بأن يسكت فرفض لأنّه هو يطيع فقط الربّ والكلمة الإلهيّة. ورغم الغبطة التي شملت الشعب بسبب موقف القدّيس غير أن الخوف كان قد شلّ الجميع. أمّا القيصر فدعا إلى مجمع أساقفة تابعين له وأطاح بفيليبس وحكم عليه بالنفي إلى دير أوتروخ حيث أقام راهبًا بعض الوقت إلى أن أرسل إليه القيصر عاملاً خنقه حتّى الموت وكان ذلك عام 1569م.

القدّيس الشهيد بوليفكتوس

لما انطلقت شرارة اضطهاد المسيحيّين ايام الأمبراطور الروماني داكيوس (249 -251 م)، كان بوليفكتوس ونيارخوس صديقين حميمين، كلاهما كان ضابطا في الفرقة الرومانية الثانية عشرة المتمركزة، آنذاك، في ملاطية الأرمنية. نيارخوس، من ناحيته، كان مسيحيا فيما كان بوليفكتوس وثنيا رغم الفضائل الجمّة التي كان يتمتّع بها. فلما صدر المرسوم الأول للإضطهاد موجبا على العسكريين تقديم الذبائح للأوثان علنا علامة ولاء للعبادة الرسمية الخاصة بالأمبراطور، أبدى نيارخوس لصديقه بوليفكتوس، حزينا، ان هذا المرسوم سوف يكون حدا يفصل بينهما إلى الأبد. وإذ كان قد سبق لبوليفكتوس ان اطّلع، جزئيا، على دين يسوع المسيح من خلال أحاديثه مع صاحبه ، فقد أجابه بوجه طافح بالبشر: “كلا لا شيء يفصلنا الواحد عن الآخر ! فالبارحة مساء ظهر لي المسيح الذي تعبده أنت في رؤيا وألبسني حلّة منيرة بعدما جردّني من ثوبي العسكري وأهداني فرسا مجنّحا. هذه الرؤيا لم يفهم بوليفكتوس معناها إلى تلك اللحظة، لكن الأمور تبدو له الآن أكثر وضوحا، فإنه مزمع ان ينتقل قريبا إلى السماء ليحصي في عداد كتيبة الشهداء الظافرين المجيدة. ولكن كيف ذلك ولم يصر بعد مسيحيا ؟! الحق إنه كان مسيحيا من زمان ولكن بالنيّة والأستعداد الطيّب ولمّا ينقصه غير الإسم والختم الإلهي بالمعمودية. فلما أفضى بوليفكتوس لصديقه بما في سرّه أخذ كل منهما يشجّع الآخر على احتقار الخيرات العابرة والمباهج الوقتية ابتغاء للغبطة السماوية. ولما أحاط نيارخوس صديقه علما بأن الإستشهاد بديل عن المعمودية وكل احتفال آخر. وهو كاف، بحد ذاته، لضمّنا إلى جندية المسيح وإحياء المسيح فينا، تلظّى بوليفكتوس شوقا للشهادة وقال :” لم أعد أفكر إلا بالسماويات ولي المسيح ماثلا أما عيني روحي وبهاؤه يضيء وجهي. هيّا بنا معا إلى آلام الشهادة.لنخرج ونقرأ المرسوم الأمبراطوري!”

الطروبارية

+ باعتمادك ياربّ في نهر الأردن ظهرت السجدة للثالوث لأن صوت الآب أتاك بالشهادة مسميّاً إياك ابناً محبوباً والروح بهيئة حمامة يؤيد حقيقة الكلمة فيا من ظهرت وأنرت العالم أيّها المسيح الإله المجد لك.

+ شهيدك يا ربُّ بجهاده، نال منك الإكليل غير البالي يا إلهنا، لأنه أحرز قوّتك فحطّم المغتصبين، وسحق بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلات شهيدك بوليفكتس أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.

GoCarch