٩ حزيران – القدّيس كيرلّس رئيس أساقفة الإسكندرية – القدّيس الجديد ألكسي الروسي

September-6-2018

القدّيس ألكسي

ولد القدّيس ألكسي في العام 1860م، أبوه قائد جوقة في خدمة المتروبوليت فيلاريت الموسكوفي، عاشت العائلة في ظروف متواضعة، لم تكن له يومًا غرفة خاصة به. تزوّج ورزق بضعة أولاد. توفّيت زوجته أنّا في وقت مبكر من عمرها. كان كاهنًا وصار متقدّمًا في الكهنة. أبنه سرجيوس صار أيضًا كاهنًا واستشهد في العام 1941م. اجتذب آلاف المؤمنين ولم يكن نجاحه سريعًا. قال عن أوائل خدمته الرعائيّة: “لثماني سنوات كنت أقيم القداس الإلهيّ يوميًّا في كنيسة فارغة”. لكنّه استمرّ يقيم لخدمة وأخيرًا أخذ الشعب يُقبل إليه، شعب كثير كان يحكي قصّته كلّما أراد أن يجيب على سؤال بشأن كيفية إنشاء رعيّة. الجواب كان دائمًا: “صلوا”.

كان في حياته المنزليّة بسيطًا متواضعًا كانت الكتب المقدّسة مكدّسة بعضها مفتوح وموضوع كيفما اتفّق. كانت هناك رسائل مبعثرة والكثير من القربان على الطاولة. الفوضى المنتشرة سببها انشغال الأب ألكسي الدائم بالناس. شعاره كان “عش من أجل الآخرين تخلص”. حياته كانت بذلاً للآخرين.

لم يكن الأب ألكسي يحبّ كثرة الكلام، من وجهه وابتسامته ومن عينيه كان يتدفّق اللطف والتفهّم الذي كان يعزّي ويشدّد المقبلين إليه. هذا كان يخفّف من أحمال الناس ويحوّلهم إلى مسيحيّين فرحين بالربّ كلّ حين.

استبانت شعبيّته من خلال عشرات الآلاف الذين احتشدوا يوم دفنه وسايروه إلى مثواه الأخير.

القدّيس كيرلّس رئيس أساقفة الإسكندرية

نشأ في ظلّ خاله ثيوفيلوس، رئيس أساقفة الإسكندرية. وقد تأثر بمناخ العداوة التي باعدت ما بين أوساط ثيوفيلوس والإسكندرية من ناحية وأوساط الذهبي الفم وانطاكية من ناحية أخرى. ولكن ما لبث أن استقام كيرلس في مساره. وأقبل على إصلاح ذات البين مع الأنطاكيين، واستبان اتّضاعه، في تراجعه عن موقف شخصي ملتبس بعدما تلقى، علامة من فوق واستجاب لطلب الآباء القدّيسين المشهود لهم.

تمرّس كيرلّس في البلاغة وكان كلفه بالكتاب المقدّس كبيرا وقد حفظه بالكامل .خلف خاله، فشغله امران: غيرته على الحق الإلهي وغيرته على الكنيسة المقدّسة الواحدة. من هنا بروزه في مجمع أفسس والمرحلة التي تلته زعيما للأرثوذكسية، وكان فم الأرثوذكسية في لاهوت الثالوث القدّوس.وشخصية كيرلس القيادية والتفاف الشعب حوله ساعداه على إرساء قواعدالكنيسة وبسط نفوذها .وبعد التعديات التي قام بها اليهود على المسيحيّين، استدعى كيرلس زعماء اليهود ونبّههم وهدّدهم.وإذ كان الوالي أوريستوس يخشى نفوذ كيرلس المدني غضّ الطرف عن اليهود، وما أقترفته أيديهم فتدخل كيرلس بقوّة وطرد اليهود من المدينة وتحويل مجامعهم إلى كنائس. واخيرا حمل كيرلس بإيعاز من ملاك الربّ، ذخائر الشهيد كيرس والرسول مرقص ودخل بلدة اسمها مانوتا، في احتفال مهيب تتقدّمه الصلبان والمباخر والكهنة والمرنمون.واودعت الذخائر في هيكل مانوتيس .وفتح الرب أذهان السكان فتنصروا ونالوا سر المعمودية.وكانت للمسيحيّين مواجهات دموية مع الحاكم أوريستوس.

وكانت له شهرة زمن نسطوريوس أسقف القسطنطينية، مردّها دفاعه عن الأرثوذكسية في وجه النسطورية. وكان نسطوريوس قد أبى أن يدعو مريو والدة الإله، فدحض كيرلس هذا الرأي في رسالة فصحية. وبعد تبادل عقيم للرسائل بين نسطوريوس وكيرلس أجرى كلاهما أتصالا بالبابا سلستينوس. فانعقد مجمع في رومية أدان نسطوريوس. وإزاء هذا التأزم دعا الأمبراطور ثيودوسيوس الثاني إلى مجمع عام ودعي إليه أساقفة المعمورة. وفي الجلسة الأولى التي ترأسها كيرلس جرى خلع نسطوريوس وإلقاء الحرم عليه وطعن بالعقيدة المسيحية التي عبر عنها كما اقرت تسمية مريم والدة الإله.ومن ثم عقد اسقف انطاكية يوحنا يرافقه ثلاثة واربعون اسقفا من المشرق مجمعا خاصا بهم خلعوا فيه كيرلس والقوا عليه الحرم. ولما وصل الخبر إلى الأمبراطور زج كل من كيرلس ونسطوريوس في السجن.وبعد الاستقصاء سمح لكيرلس بالعودة إلى الإسكندرية،حيث استقبل كأثناسيوس جديد ،فيما اعتزل نسطوريوس في دير في انطاكية. ولم تهدأ الحال إلا بعد المصالحة، حين رضي يوحنا ان يدان نسطوريوس، واقر الجميع بأن العذراء مريم هي “والدة الإله”.ووجد كيرلس نفسه محتاجا للدفاع عن موقفه المسيحاني . خاصة وان اسقف موبسوستيا كان معّلم نسطوريوس فإن تململا حدث في محيط كيرلس لإدانته نظير نسطوريوس. غير ان كيرلس وهو على سرير موته، ناهض اي تحرك سلبي اجتنابا لإحياء الصراع بين قطبي الكنيسة في الشرق وقد رقد بالرب.

طروبارية

ظهرت أيّها اللاهج بالله كيرلّس، مرشداً إلى الإيمان المستقيم، ومعلّماً لحسن العبادة والنقاوة، يا كوكب المسكونة وجمال رؤساء الكهنة الحكيم، وبتعاليمك أنرت الكلّ يا معزفة الروح، فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا

GoCarch