٩ شباط – القدّيس نقفر (نيكيفوروس) الإنطاكي – القدّيس البار بطرس الدمشقيّ – القدّيس البار رومانوس العجائبيّ

September-4-2018

القدّيس الشهيد نيكوفوروس الإنطاكي

عاش نيكيفوروس الإنطاكي وقضى شهيدا للمسيح في زمن الأمبراطورين الرومانيّين فاليريانوس وغاليريانوس. وهو رجل عامي ربطته بأحد كهنة المدينة، سابريكيوس، صداقة حميمة حتى بدا الإثنان روحا واحدة وقلبا واحدا وإرادة واحدة. ولكن من حسد إبليس وبمكيدته اختلفا فيما بينهما فاستحالت صداقتهما عداوة. وبقدر ما كانت صداقتهما متينة عميقة صارت العداوة بينهما شديدة عنيفة.

لكن برحمة الله ، عاد نقفر إلى نفسه فأدرك فظاعة الكراهية وأنه سقط في فخ إبليس فتاب إلى ربّه، وبعث إلى سابريكيوس بوسطاء يستسمح على ما بدر منه محبّة بيسوع. فلم يلق لدى سابريكيوس سوى أذن صمّاء وقلب قاس .فأرسل نقفر آخرين يتوسّطون من أجله فلم يكن نصيبهم خيرا من نصيب من سبقوهم.فأوفد آخرين ثالثة فلم يلقوا غير الخيبة. فخرج إليه بنفسه وألقى بنفسه عند قدميه واعترف بخطيئته وطلب عنها الصفح بتوسّل. ولا حتى هذا الأسلوب نجح. بقي سابريكيوس قابعا في جبّ حقده وعناده. عبر بنقفر المطروح على الأرض قبالته بإعراض مطبق.

فجأة اندلعت شرارة الإضطهاد من جديد فقبض على سابريكيوس. وامر الوالي بتعذيبه بعدما قال أن آلهة الأمم شياطين.وبدا للجلادين إنهم امام إرادة فولاذية لا طاقة لهم على ثنيها، فلفظ الوالي بحقه حكما بالإعدام.وللحال اقتبل سابريكيوس الحكم بالإعدام. كل ذلك ونقفر حاضر.فدنا منه وارتمى عند قدميه هاتفا :” ياشهيد المسيح، سامحني على إساءتي إليك!”.فلم يتفوّه سابريكيوس بكلمة.وعاد نقفر شقّ طريقه بين الجنود وواجه من جديد سابريكيوس وارتمى عند قدميه سائلا صفحه من جديد بدموع. ومن جديد لزم سابريكيوس صمت القبور وبقي متصلبا. حتى لم يشأ ان ينظر إلى نقفر بالوجه. أما جنود المواكبة فسخروا من رجل الله ونزلوا عليه بالسياط وهم يقولون : هذا الرجل في منتهى الغباء لأنه يطلب الصفح من رجل على أهبة الموت!.

أخيرا وصل الموكب إلى محل الإعدام فخاطب الجلاد سابريكيوس قائلا :اركع لأقطع رأسك! كانت النعمة الإلهية قد ارتفعت عن سابريكيوس فخرج عن صمته وقال: لماذا تقطعون رأسي؟! فأجابوه: لأنك ترفض ان تضحّي للألهة وتتنكّر لأوامر الأباطرة حبا بذاك الإنسان الذي اسمه يسوع! فصرخ سابريكيوس: انتظروا يا إخواني! لا تقتلوني، فأنا مستعد لأن أفعل ما تريدون! أنا مستعد للتضحية للأوثان! كل هذا على مسمع من الجموع الذين كان نقفر في وسطهم. فنزل كلام سابريكيوس في صدر نقفر كالحربة! سقط سابريكيوس! يا للهول! فصرخ إليه : ماذا تفعل يا أخي؟! تتنكّر ليسوع المسيح، معلمنا الصالح ! لا تضيّع الإكليل الذي سبق لك ان ربحته بعذاباتك والآمك ! فلم يشأ سابريكيوس ان يسمع! إذ ذاك تقدّم نقفر بشهامة وبدموع وقال للجلاّد: أنا مسيحي وأؤمن بيسوع المسيح الذي أنكره هذا الشقي، وأنا مستعد لأن أموت عوضا عنه! فتعجّب الحاضرون واضطرب الجند فأرسلوا يسألون الوالي في أمره. قالوا :سابريكيوس قرّر ان يضحّي للأوثان ولكن هناك رجل جاهر بمسيحه وقال إنه مستعد للموت! فأمر الوالي بإطلاق سراح سابريكيوس وإعدام نقفر. فتّم كما أمر واستكمل رجل الله الشهادة.

القدّيس البار بطرس الدمشقيّ

هو راهب هدوئيّ مختبر في جهادات الحرب الداخليّة ضد الأهواء إلتماسًا للخلاص بالتوبة والاتضاع والنسك الصلاة. له مؤلّف قيّم في إطار الفيلوكاليا. لا نعرف من أخباره شيئًا ولكن يبدو من كتاباته أنّه عاش في القرن الحادي عشر أو ربما الثاني عشر. قرأ الكثير من كتابات الآباء أمثال أثناسيوس الكبير وباسيايوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتي ويوحنا الذهبيّ الفم وإسحق السوري ويوحنا الدمشقي ومكسيموس المعترف. وقد ذكر في مؤلفه أنّه لم يكن يملك أي كتاب من الكتب التي قرأها. كان يستعيرها ثم يردها إلى أصحابها. قيل إنّه استشهد في العربيذة وقاوم المانوية. والبادي انّه عرف القدّيس سمعان المترجم الذي عاش في النصف الثاني من القرن العاشر لكنّه لا يذكر شيئًا عن القدّيس سمعان اللاهوتي الجديد. من أقواله: “إرادتنا جدار يفصلنا عن الله. ما لم يسقط الجدرا فلا يمكننا لا أن نتعلّم ولا ان نعمل ما هو من دون الله. نكون خارج الله والأعداء يتسلّطون علينا رغمًا عنا” “يجب أن لا نستخدم شيئا أو نتفوّه بكلمة أو ناـي بحركة او نحتفظ بفكر لا يكون ضروريًّا للخلاص ولحياة النفس والجسد. خارج إطار التمييز حتّى ما يبدو لنا حسنًا لا يقبله الله. خارج القصد القويم حتّى العمل الصالح لا ينفعنا في شيءٍ”.

“في معركة البشر بإمكاننا أن نلازم البيت ونمتنع عن المواجهة… أمّا المعركة الروحيذة فلا مكان نختبىء فيه حتّى ولو ذهبنا إلى أقاصي الأرض. حيثما نذهب نواجه الحرب. ليس هناك مكان بمنأى عن التجارب. من هنا أنّه من دون الصبر لا نجد راحةً”.

القدّيس البار رومانوس العجائبيّ

كان القدّيس رومانوس من مدينة روصوص الكيليكية. غادرها للنسك في أنطاكية. أقام عند سفح أحد الجبال في قلاية استعارها من أحد الشيوخ. هناك بقي إلى آخر أيّامه. كان مأكله يقتصر على الخبز والملح والماء. لباسه كان المسوح وشعره الذي تركه على الطبيعة نما إلى أن بلغ قدميه وزاد فصار يربطه على وسطه كزنّار، حمل على جسده سلاسل ثقيلة. كان على وداعة وتواضع كبيرين. حظي بإحترام الآخرين له ومحبّتهم. منّ عليه الربّ الإله بموهبة شفاء المرضى.

الطروبارية

+ شهيدك يا ربُّ بجهاده، نال منك الإكليل غير البالي يا إلهنا، لأنه أحرز قوّتك فحطّم المغتصبين، وسحق بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلات شهيدك نقفر، أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.

GoCarch