١ أيلول – بدء السنة الكنسيّة والقدّيس أبينا البار سمعان العمودي الكبير – القدّيس آيثالا الفارسيّ الشهيد – القدّيسات النسوة الأربعين ومعلّمهن الشماس عمّون – الشهداء كاليستي وأيفوذس وهرمجان – القدّيس الصدّيق يشوع بن نون

March-2-2019

بدءُ السنة الجديدة
يُعرَف بدء السنة الجديدة، في كنيستنا الأرثوذكسيّة، بـ “الأنديقتي” من اللفظة اليونانيّة “انديقتيون”. اللفظة، في الأساس، تعني فترة من الزمن يصدر فيه أمر عن الأمبراطورية، يوجب على الرعية تسديد ضريبة خاصة بتغطية النفقات العسكريّة. كان ذلك يتمّ قبل الشتاء، بوقت قصير، من كلّ سنة. ويبدو أنّ هناك أكثر من تاريخ للأنديقتي في الشرق والغرب، ففيما شاع في الغرب الأوّل من شهر كانون الثاني، تعيّن، في الشرق، في الأول من شهر أيلول.
إلى هذا اعتادت المسكونة، أي العالم القديم، اعتبار شهر أيلول موسم جمع الأثمار والحبوب إلى المخازن، وإعداد العدّة لالقاء البذور، في الأرض، من جديد. من هنا احتفال الكنيسة ببدء السنة الزراعيّة ورفع الشكر والطلبة للربّ إلى الله.
من جهة أخرى تحتفل الكنيسة في هذا اليوم بذكرى دخول الربّ يسوع المسيح إلى مجمع اليهود في الناصرة، حيث دفع إليه سفر أشعياء النبي، حسب ما ذكر لوقا في إنجيله الإصحاح الرابع. وهي بذلك تُدخلنا في الزمن الجديد، في سنة الربّ المقبولة، في زمن ملكوت السموات الذي دشّنه يسوع المسيح عندما أعلن، بعدما انتهى من قراءته سفر أشعياء: “اليوم تمّ هذا المكتوب على مسامعكم: روح الربّ عليّ لأنّه مسحني لأبشّر المساكين، أرسلني لأشفي منكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحريّة وأكرز بسنة الربّ المقبولة”.
على هذا يكون بدء السنة الكنسيّة الجديدة قد اقترن، عبر التاريخ، بتدبير إداريّ ملكيّ، وتطعّم بمسعى لتقديس الخليقة والمواسم وتتوّج بالدخول في “سنة الربّ المقبولة”.

القديس سمعان العموديّ
وُلد سنة 392م في قرية تدعى سيسان في آسيا الصغرى بين مقاطعتَيْ كيليكيا وسوريا من اعمال انطاكية جنوبي غربي تركيا.
كان منذ صغره يرعى خراف والديه، أحب العزلة منذ صباه ودخل الى دير مندراس وقضى فيه عشر سنوات متميّزًا عن بقيّة الرهبان بشدة تقشفه حتى طلب منه شيوخ الدير أن يخرج منه لئلاّ يشكّل عثرةً لبقيّة الرهبان.
خرج سمعان الى البريّة فوجد بئرًا جفّت ماؤها، فنزل فيها وبقي ايّامًا يُسبّح الله. وجده الرهبان هناك بعد ان بحثوا عنه كثيرًا لانّهم ندموا على طرده من الدير. عاد معهم بسبب الطاعة، لكنّه بعد فترة قليلة ترك الجماعة نهائيًّا ونسك متوحّدًا في جبل شمالي سوريا. صعد على جبل عال وربط نفسه بسلسلة متينة. لكنّ ملاتيوس الحكيم – الذي صار فيما بعد بطريرك انطاكية – نبّهه انّ ارادة الانسان الواعي اقوى من كلّ السلاسل لمنعه من التشتت، فاقتنع سمعـان لإيمـانــه بـأنّ غايــة التقشّـف والنســك انّمـا هـي إظهـار صورة الله الموجودة في الطبيعة البشرية، وكسر سلاسله ومضى.
ذاع صيتُه في كل العالم، وقصده الزوّار من البلاد البعيدة من ارمينيا وبلاد الفرس ايران، وجيورجيا وايطاليا وغاليا وفرنسا وبريطانيا. وكان يباركهم ويشفي أمـراض نفوسهم وأجسادهم. لكـنّ القديس هـرب مجـدّدًا لينفرد مع الله، فبنى عمودًا وجعل عليه مسطبة صغيرة وصار يزيد علوّ العمود مع الأيّام حتى بلغ 22 ذراعاً اي حوالي عشرة أمتار. لكن منظره على العمود واقفًا يصلّي جذب عددًا أكبر من الزوّار، المؤمنين والوثنيين، والقديس يعلّم ويشفي ويعزّي من علوّ عموده. هكذا رسمته الأيقونات على العامود يحيط به الزوّار والمرضى والحيوانات. وبقي هذا المجاهد الكبير في غاية التواضع يعتبر نفسه أقلّ من كلّ الناس حتى توفّي سنة 461م وحُملت رفاته الى انطاكية. وأخذ الناس يتوافدون إلى قبره وإلى مكان العامود طالبين الشفاء.
سنة 48م، بُنيت كنيسة حول العمود بشكل مثمّن في وسطه العامود وتلتقي عنده أروقة أربعة تشكّل صليبًا، على المداخل صفّان من القناطر حجارتها مزخرفة خاصة من الجهة الجنوبية التي تصل الكنيسة بجرن المعموديّة بواسطة طريق على جانبيه أعمدة. جرن المعمودية هذا كناية عن بركة كبيرة ينزل اليها المعتمدون بدرج صغير، وبعد العماد يتجّهون الى الكنيسة لابسين الأبيض وحاملين الشموع ليتناولوا جسد الرب. هذا يدلّ على انّ البالغين كانوا يعتنقون المسيحيّة بأعداد كبيرة ربّما نتيجة وجود الرهبان والكنائس هناك.
تُحيط بالكنيسة أبنية عدّة: دير وفيه كنيسة، فندق كبير للزوّار ومدافن، تشكل كلّها مجمّعًا كبيرًا يراه الزائر من بعيد. الهندسة بيزنطية من اعمال مهندسين من القسطنطينيّة تحتوي على عناصر من الشكل البيزنطيّ السوريّ الذي نجده في آثار كنائس عدة في شمالي سوريا.
تقع آثار عمود القديس سمعان والأبنية حوله على حوالي ستين كيلومترًا شمالي غربي حلب وتُعرف باسم “قلعة سمعان”، يقصدها الزوار والسوّاح، منذ حوالي عشرين سنة. يذهب اليها سيادة مطران حلب في الاول من ايلـول – يوم عيد القـديس – مع جمـع غفير من المؤمنين ويقيم القداس الالهيّ هناك بعد انقطاع دام الف سنة.

القدّيس آيثالا الفارسيّ الشهيد
القدّيس آيثالا هو كاهن وثني اهتدى إثر شفائه من مرض عضال على يد أحد الأساقفة. بشّر بالمسيح بين الفرس وقبضوا عليه وقطعوا له أذنه وألقوه في السجن. وإذ بقي مصرًّا على ولائه المسيح قطعوا رأسه .

القدّيسات النسوة الأربعين ومعلّمهن الشماس عمّون
النسوة الأربعين من مدينة أدريانوبوايس (مكدونيا).
حاول الحاكم إكرا ههم على تقديم الذبائح للأوثان فلم يذعنوا.
عذبوا وقتلوا بالسيف والنار.
وكان ذلك حوالي العام 319م في هرقلية (تراقيا).

الشهداء كاليستي وأيفوذس وهرمجان
الشهداء كاليستي وأيفوذس وهرمجان لا نعرف عنهم شيئا سوى ان استشهادهم كان في أوائل القرن الرابع، وربما في العام 309 للميلاد.

القدّيس الصدّيق يشوع بن نون
نقرأ سيرته مفصّلة في العهد القديم من الكتاب المقدس، في أسفار الخروج والعدد وتثنية الاشتراع ولا سيما سفر يشوع.خادم موسى وقائد الشعب العبراني من بعده. دخل الشعب إلى أرض الميعاد. امتاز بدالته امام العلّي. الكتاب المقدس يقول إن الله لم يسمع لإنسان كما سمع ليشوع. أوقف الرب الإله الشمس في كبد السماء استجابة لصلاته. أرسل رئيس الملائكة ميخائيل معينا له على دخول أرض الميعاد. كان أمينا لربه وحريصا على شريعته.
العثور على أيقونة والدة الإله التي من دير مياسينا في ملاطية
من أعمال أرمينيا هذه الأيقونة.
ألقيت في بحيرة غازوروس في آسيا الصغرى خوفًا عليها من مضطهدي الأيقونات.
وبعد زمان طويل عثر عليها سالمة حيث ألقيت.
هذا العيد كان يقام بنوع خاص إكرامًا لهذه الأيقونة العجائبيّة وتبرّكًا بها.

الطروبارية
+ يا مبدعَ الخليقة بأسرِها، يا مَن وضعت الأوقات والأزمنة بذات سلطانك، بارك إكليل السنة بصلاحِك يا ربّ واحفظ بالسلامة عبيدَكَ ومدينتَكَ بشفاعاتِ والدةِ الإله وخلّصنا.
+ صرتَ للصبرِ عمودًا، وللآباء القدماء ضارعت مباريًا، لأيّوب بالآلام وليوسفَ بالتجارب، ولسيرة العادمي الأجساد وأنتَ بالجسد، فيا أبانا البار سمعان العموديّ توسّل إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسَنا.

GoCarch