الكويت: قداس إلهي من أجل لبنان

February-13-2021

أقام راعي الأبرشية سيادة الميتروبوليت غطاس هزيم الجزيل الاحترام قداساً إلهياً من أجل لبنان والشهداء والجرحى والمرضى والمفقودين من جراء حادثة بيروت. وقد جاء في عظة سيادته:

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.

أيها الأحبة، رفعنا صلاتنا اليوم من أجل شهداء بيروت وأن يرحمهم الرب، ومن أجل الصحة والعافية للجرحى والمرضى من جراء هذا الحادث المروع، وأيضاً للمفقودين عسى الله يعيدهم ويطمئن قلوب ذويهم.

أشكر لجنة رجال الأعمال في السفارة اللبنانية، ولجنة السيدات أيضاً الذين يشاركوننا في هذه الصلاة ورافعينها معنا من أجل جميع الذين أصابهم هذا الحادث الرهيب من كل الجنسيات والأديان.

يا أحباء، المسيح قام… حقّاً قام

بيروت، يا طائر الفينيق، ستبقين عروساً يشتهيها الجميع. هكذا هو الجمال… وطائر الفينيق لا يموت. بيروت، حاربت الموت أبداً، وستبقى حيّةً وشاهدةً على موت مَن يمسّها. بيروت التاريخ والثقافة والفن والإيمان. بيروت قلب المشرق النابض. إنها صائغة إنسان الحياة، إنسان المستقبل.

وسط الركام والصدمة والألم ورائحة الموت، ينبثقُ أَملٌ، عندما ترى أبناء لبنان يتقاطرون إلى القلب، إلى بيروت العاصمة. تختلط في وجوههم الدمعة والحسرة والتحدي. ليست بيروت للأنقاض. وُلدت بيروتُ لتكون منارةً شامخةً شموخ الأرز. فها هم شباب المستقبل يتقاطرون لينفضوا الغبار، متعالين على الجراح، واضعين اليد باليد، من الشمال إلى الجنوب، ومن الغرب إلى الشرق. كلهم في القلب، متمسّكين بالأمل والرجاء. هؤلاء هم المستقبل، وهم قيامة لبنان، هؤلاء هم لبنان. إنهم الوجه الحقيقي له، لا المزيّف. هؤلاء الذين لا ينكرون أن الأطراف بحاجة إلى دم القلب. بيروت ستبقى “ست الدنيا”، وستبقى طائر الفينيق، وستبقى أرزة لبنان.

أمل آخر لمسناه بتقاطر كل الدول شرقاً وغرباً عرباً وأعجماً ليساعدوا لبنان ويعبروا عن حبهم وتقديرهم للبنان، وإن عبّر هذا يعبر عن مكانة لبنان المحورية في الشرق رغم صغر حجمه. وهنا أخص بالشكر دولة الكويت على مساعدتها وهذا ماعهدناه فيها فهي الأخ والصديق للبنان، فشكراً للكويت حكومة وشعباً وبالأخص سمو الأمير حفظه الله وأعاده سالماً، ونائب سمو الأمير وولي عهده الأمين الذي أمر بالمساعدات أمد الله بعمره.

هنا أخص بالصلاة الأخ العزيز سيادة الميتروبوليت الياس عودة وأن يمده الرب بالصحة والصبر مع أبرشيته المنكوبة التي أصابها الضرر بكل مؤسساتها وكنائسها والمطرانية، وأخص مستشفى القديس جاورجيوس الروم التي خرجت عن الخدمة من جراء الخراب الذي أصيبت به، إنها بحاجة لصلاتكم ومحبتكم.

أخيراً أعزي ذوي الشهداء، وأرفع الابتهال إلى الله، ليمنح الصحة لكلّ الجرحى والمرضى، ويطمئن قلوب ذوي المفقودين؛ وأن تظلّ عين رأفته على لبنان، وعلى كل المقيمين فيه، شاملاً إياهم برحمته ونعمه، عسى أن تكون الأيام المقبلة قيامةً للبنان والشرق

GoCarch